مقاطعة الانتخابات.. حل أم أزمة؟

لا زال انقسام الناشطين بتظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019 قائما حيال المشاركة في الانتخابات المقبلة…

لا زال انقسام الناشطين بتظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019 قائما حيال المشاركة في الانتخابات المقبلة أو مقاطعتها، في محاكاة لواقع الشارع العراقي المتذبذب، حيث يسوق كل طرف مبرراته التي توزعت بين عدم توفير بيئة انتخابية آمنة، وبين ضرورة التغيير من داخل العملية السياسية تحت أية ظروف.

ويقول الناشط منتظر بخيت في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مسالة مقاطعة الانتخابات تأتي نتيجة لعدم توفير المستلزمات التي طالبت بها تظاهرات تشرين (أكتوبر 2019)، ومن ضمنها الأمن الانتخابي وحماية المرشحين وتوفير بيئة آمنة، إضافة الى عدم إبعاد مفوضية الانتخابات عن الأحزاب”.

ويضيف بخيت، أن “عدم وجود تكافؤ بالفرص وانعدام المساواة بين المرشحين واضح، فعلى سبيل المثال لا يمكن مقارنة أحد مرشحي تشرين مع أحد مرشحي الاحزاب الكبيرة، من ناحية المال السياسي واستخدام نفوذهم، وهو ما نشاهده بوضوح لدى بعض المحافظين الذين استخدموا هذا المال في الترويج لحملاتهم الانتخابية، اضافة الى نواب ايضا استخدموا نفس الطريقة”.

ويتابع “السلاح المنفلت يهدد معظم المرشحين عن حركات تشرين، حيث هم بين مهدد خارج محافظته او من تم اغتياله مثل ايهاب الوزني، الذي كان من الوجوه التي دعمناها للدخول في العملية السياسية، بالاضافة الى تهديد الجزء الآخر، وهو ما دعا الى المقاطعة، وبالتالي فان المشاركة باعتقادنا في الانتخابات المقبلة هو إعطاء شرعية للكتل الفاسدة الموجودة ونحن لن نكون جزءا منها”.

ويؤكد أن “هذه المقاطعة ستكون مختلفة عن السابق، وستكون هناك جبهة معارضة سيتم تشكيلها وغير داخلة في العملية السياسية وستخاطب المجتمع الدولي وتعمل على إظهار هذا النظام بأنه لا يمثل الشعب العراقي، بل يمثل الناس المنتفعة من هذا النظام، وهذه المقاطعة ستكون مبينة على اسس وخطوات لفضح هذا النظام”.

ويشير الى أن “منظمة الإفلات من العقاب بدأت أولى خطواتها للكشف عن الوثائق والملفات الخاصة بالفساد وخاطبت المجتمع الدولي بهذا الشأن”.

يشار الى أن هناك حملة كبيرة قادها العديد من الناشطين لمقاطعة الانتخابات في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال استضافتهم في البرامج التلفزيونية.

وكانت منظمة الافلات من العقاب، قد انطلقت في العراق بشهر حزيران يونيو الماضي، وأحدثت تفاعلا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أيدها عشرات الناشطين، وتحول شعارها الى إيقونة ملازمة لبعض الصور الشخصية.

وقد عصف بقوى تشرين المنبثقة من تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019، انقاسما كبيرا في أيار مايو الماضي، بشأن الترشيح للانتخابات الحالية من عدمها، وذلك بعد ايام من اغتيال رئيس الحراك المدني في كربلاء ايهاب الوزني، وحدثت في حينها مشادات حادة بين القوى التي اعلنت عن زج مرشحيها في الانتخابات وبين القوى المقاطعة لها.

من جانبه، يبين الناشط أحمد الركابي، المقرب من حركة امتداد المنبثقة من تظاهرات تشرين ولديها مرشحون في الانتخابات، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المشاركة بالانتخابات جزء أساسي من استمرار العمل الديمقراطي حتى بمشاكله وملاحظاتنا عليه بشكل عام، حيث توجد فيه الكثير من الاشكاليات والترهل والفساد، كما ان تجربتنا في 2018 كانت سيئة من خلال مقاطعة الانتخابات وكانت النتيجة ان الاحزاب نفسها هي من وصلت الى سدة الحكم”.

ويلفت الى أن “عدم المشاركة بالانتخابات المقبلة هي إعادة لنفس مشكلة الانتخابات السابقة، وهذا سيساهم بصعود هذه الأحزاب نفسها، لكن المشاركة ستقلل من نسبة وجود تلك الأحزاب، ونحن لا نقول إن هذا سيبعد الوجوه القديمة بالكامل، لكن العمل الديمقراطي يحتاج الى وقت طويل وتجربة كبيرة حتى نصل لمرحلة التجاوز لمشكلة القوة التي لا تنتهي بالقوة أو الدماء أو إسقاط النظام، بل إن الانتخابات هي الحل المناسب لذلك”.

ويشدد على أن “إجراء الانتخابات بمشاكلها الحالية سيكون أفضل من عدم إجرائها، ما سيؤدي الى عدم الحصول على شيء والمشاركة هي طريق التخلص مستقبلا من الأحزاب الفاسدة”.    

وسبق لعدد من قوى وأحزاب تشرين وهي المنبثقة من تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019، أن عقدت أواخر الشهر الماضي، مؤتمرا في بغداد، ضم مئات الناشطين وناقش مصير التظاهرات، دون أن يصدر عنه بيان.

يشار الى أن “قوى تشرين”، غابت عن الصراع الذي دخلته القوى السياسية التقليدية حول موعد الانتخابات، بعد أن انسحبت بعض القوى الرئيسية وعادت الى المنافسة وسط متابعة دولية حثيثة، وأبرزها التيار الصدري، وفي ظل اللغط الكبير الذي جرى الشهر الماضي، لم يظهر أي موقف لقوى تشرين، على الرغم من أنها هي صاحبة مطلب الانتخابات المبكرة، الأمر الذي عزاه ناشطون ومرشحون عن تلك القوى في حينها، الى انقسامات داخلها، فضلا عن تهميشها والخوف من استهدافها.

إقرأ أيضا