مهن تنعشها الدعاية الانتخابية.. ومرشحون يلجأون للبطولات والسفرات السياحية

تنتعش العديد من المهن بفضل الدعاية الانتخابية الرائجة هذه الأيام، كأصحاب المطابع أو “الحادلات” أو…

تنتعش العديد من المهن بفضل الدعاية الانتخابية الرائجة هذه الأيام، كأصحاب المطابع أو “الحادلات” أو شركات السفر أو المقاهي والمطاعم أو التجهيزات الرياضية وغيرها، حيث وصفها أصحاب تلك المهن بـ”الفترة الذهبية”، إذ يلجأ العديد من المرشحين في الانتخابات القادمة الى وسائل مختلفة للوصول الى الناخبين، ومنها إقامة بطولات لألعاب متعددة، غالبا ما تكون جوائزها سفرات الى إقليم كردستان أو دول مجاورة للعراق.
 

المطابع

ويقول كاظم حسن، صاحب مطبعة في بغداد خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الإقبال على الطباعة في أيام الانتخابات يكون كبيرا جدا، مقارنة مع الأيام الأخرى، حيث تصبح اللافتات والتصميمات الطباعية هي العنصر الأكثر أهمية بالنسبة للمرشحين“.

ويصف حسن هذه الفترة بـ”الفترة الذهبية لأصحاب المطابع، حيث يكون العمل متواصلا، وهناك تعاقدات كثيرة مع المرشحين، خاصة آخر 40 يوما قبل موعد الانتخابات”، مبينا أن “الأسعار تبلغ 5 آلاف دينار (3.5 دولار) للمتر الواحد، بالنسبة لطبع البوسترات، إضافة الى اننا نطبع الكارتات التي تتضمن ارقام القوائم والتسلسل وصور المرشح أو شعار القائمة، بأسعار مختلفة بحسب النوعية“.

وتُعد طباعة اللافتات واليافطات والكارتات من أبرز الوسائل التي يلجأ اليها المرشحون، كأساس وانطلاق لخططهم الدعائية التي تتضمن أمورا أخرى.

يشار الى أن “العالم الجديد”، تناولت الشهر الماضي، في تقرير لها، توجه المرشحين الى مواقع التواصل الاجتماعي، في دعاياتهم الانتخابية، وذلك لما توفره مواقع التواصل من مساحة لطرح ما يريدون إيصاله، وبحسب أحد النواب، فان الانتخابات الحالية ستشهد دعاية الكترونية كبيرة، حيث أن غالبية الصفحات على مواقع التواصل مجانية، باستثناء عمليات التمويل، لكن الإعلانات المطبوعة تحتاج الى نقل ونصب مواد حديدية، ناهيك عن الاعلانات التي يتم تمزيقها.

المقاهي

المرشحون لم يتوقفوا عند اللافتات، بل تجاوزها الأمر الى أمور أخرى ومنها المقاهي، إذ يوضح جاسم علي، وهو صاحب مقهى في منطقة الصالحية ببغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “بعض المرشحين قاموا بدراسة توجهات الشباب الترفيهية وعملوا على تنسيق دعاياتهم الانتخابية وفق ما يريد الشباب ووفق ما ينجذبون اليه، حتى وصل الحال الى دخول الدعاية الى المقاهي البغدادية“.

شركات السفر

ويشير الى أن “أحد المرشحين أقام بطولة للعبة القمار على شكل دوري، شارك فيه الشباب كلاعبين، تضمنت جوائز للفريق الرابح المكون من شخصين بطاقة سفر سياحية الى إحدى دول المنطقة كلبنان أو تركيا لمدة لا تقل عن خمسة أيام، مع تحمل المرشح كافة تكاليف السفرة من تأشيرات وتذاكر طيران وإقامة في الفنادق، وهذا ما يجعل الشباب تنجذب الى مثل هذه الدعايات الانتخابية ليستغلها المرشح في الترويج عن نفسه وعن القائمة المرشح معها“.

يشار الى أن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، شدد يوم أمس الأربعاء، على أنه لن تكون هناك سطوة للمحسوبية والتزوير والفساد في الانتخابات مهما كلف الأمر، وحذر من أي محاولة لشراء الأصوات عبر تعيينات وهمية أو توزيع قطع أراض، او إغراء المواطنين بالادعاءات الكاذبة.

من جانبه، يلفت طه علي، وهو لاعب كرة قدم في الفرق الشعبية، بمنطقة حي العدل في العاصمة بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “بعض المرشحين للدورة الانتخابية المقبلة، يقومون باستغلال الشباب بأساليب جديدة، حيث لم تعد الحيل السابقة تنطلي على أبناء العراق“.

ويؤكد أن “مثل هذه الأساليب تتمثل بإغراءات مالية تنبع من حاجة الفرد العراقي وخصوصا الشباب الى المال، بسبب قلة فرص العمل والوضع الاقتصادي الراهن، حيث قام احد المرشحين بإنشاء بطولات لكرة القدم او غيرها مع جوائز قيمة للفرق الرابحة في تلك الالعاب، مثل سفرات الى خارج البلاد او الى شمال العراق مع مبلغ مالي يقدر بثلاثة ملايين دينار عراقي يعتبر كتكاليف السفرة“.

وتعتبر بطولات كرة القدم الشعبية، من ابرز الدعايات الانتخابية، التي غالبا ما يتجه اليها بعض المرشحين منذ دورات انتخابية عديدة، فهي تساهم بترويج اسمه وقائمته على نطاق واسع في المنطقة، نتيجة لحضور الجمهور والفرق المشاركة وعوائلهم، لاسيما وان هذه الانتخابات هي وفق الدوائر المتعددة، أي ان المرشح له مناطق محددة يرشح فيها، لذا يعمد الى إقامة بطولات بعدد مباريات جيد يساهم في ترسيخ اسمه داخل منطقته الانتخابية.

التجهيزات الرياضية

وفي ذات السياق، يؤكد عبدالله قاسم، صاحب محل لبيع المستلزمات والملابس الرياضية في منطقة الباب الشرقي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الاقبال علينا دائما ما يتصاعد خلال فترة الانتخابات، وذلك لأن غالبية المرشحين يقومون بطباعة دعايتهم الانتخابية على الملابس الرياضية سواء رقم التسلسل او صورهم“.

ويضيف قاسم أن “الأسعار تكون للتيشيرت الواحد كامل مع طبع الشعار عليه في الجهتين الخلفية والامامية، بسعر 10 الاف دينار (نحو 7 دولارات)”، مضيفا “في هذه الايام ينتعش عملنا جدا، على عكس الايام الاخرى، حيث تكون مبيعاتنا محدودة“.

وكانت مفوضية الانتخابات، أعلنت في 7 تموز يوليو الحالي، عن المصادقة على قرعة مرشحي الانتخابات، وانطلاق الحملة الدعائية لهم، من تاريخ المصادقة على القرعة ونشر اسماء المرشحين في الصحف الرسمية.

ويعد انطلاق الدعاية الانتخابية للمرشحين في هذا التوقيت، سابقة هي الأولى في الانتخابات التشريعية النيابية التي شهدها العراق سابقا، وغالبا ما تنحصر بمدة شهر واحد فقط، وهذا ما جرى في أغلب الانتخابات.    

صاحب الحادلة

وبالتوجه لأبرز الدعايات الانتخابية، وهي تعبيد الطرق او وضع مادة “السبيس” لها، يبين محسن صباح، وهو صاحب حادلة (وهي عجلة كبيرة تحمل اسطوانة ضخمة لتعبيد الطرق)، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذه الأيام تشهد الكثير من عمليات تعبيد الطرق وفرشها بمادة السبيس، وبالتالي فان العمل يكثر في هذه الفترات تزامنا مع الدعاية الانتخابية“.

ويردف صباح، أن “سعر العمل يكون على شكل أجور يومية، وتتراوح بين 150– 200 ألف دينار”، مؤكدا أن “هذه الفترة هي الأكثر رواجا لعملنا“.

يذكر أن تعبيد الطرق من أبرز وسائل الدعاية الانتخابية للمرشحين في ظل نقص الخدمات التي توفرها الدولة للمناطق السكنية النظامية والعشوائية، حيث كانت لجنة الخدمات النيابية، قد أكدت لـ”العالم الجديد” في نيسان أبريل الماضي، على أن الكثير ممن يمتلكون النفوذ يستغلون المال العام وممتلكات الدولة لخدمة حملاتهم الانتخابية، في محالفة صريحة للقانون والنزاهة المطلوبة.

إقرأ أيضا