بعد أسابيع على زيارته سنجار.. إيزيديون يهاجمون الكاظمي ويصفون خطوته بـ”الصورية”

بعد 5 أسابيع من زيارة “تاريخية” أجراها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى قضاء سنجار، شكك…

بعد 5 أسابيع من زيارة “تاريخية” أجراها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى قضاء سنجار، شكك مواطنون إيزيديون بتحقيق الكاظمي لوعوده التي أطلقها خلال زيارته لموطنهم الأصلي، في ظل عدم وجود أي شيء ملموس على أرض الواقع، وفيما وصف بعضهم الزيارة بأنها “صورية” لا أكثر، اعتبر البعض الآخر بقاء الكاظمي لولاية ثانية بـ”الكارثة”.

ويقول الناشط الإيزيدي فاضل حيدر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى سنجار، كانت مجرد زيارة رمزية وصورية إلى مدينة مهمشة، إذ لم تسفر عن اتخاذ أي قرار يخص الايزيديين أو بقية مكونات مدينة سنجار”.

ويضيف حيدر، أن “الحكومة لا تستطيع الإيفاء بالتزاماتها تجاه سنجار، لأن عمر الحكومة المتبقي لن يسمح لها باتخاذ قرارات مهمة ومصيرية تخص القضاء على وجه العموم والايزيديين على وجه الخصوص، وسيتم تأجيل أغلب تلك المشاكل التي يعاني منها القضاء إلى ما بعد الانتخابات لتتكفل الحكومة المقبلة بإيجاد حلول لها”، مبينا أن “وعود الكاظمي مجرد حبر على ورق لم ينفذ منها شيء في وقت لم يتبق من عمر الحكومة شهر، وبالتالي فشل في ترجمة وعوده”.

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، زار قضاء سنجار في محافظة نينوى في 17 آب اغسطس الماضي، وذلك بالتزامن مع الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية، التي تعرض لها المكون على يد تنظيم داعش عام 2014، وأكد من هناك اتفاقية سنجار ستعبد الطريق لانطلاق مشاريع الإعمار والبناء في المنطقة، وستعيد الألفة والمحبة والتعايش كما كانت على مر العصور، ونحن ماضون في تنفيذ الاتفاقية.

وكانت بغداد واربيل، قد وقعتا في 9 تشرين الأول أكتوبر 2020، اتفاقا سمي بـ”التاريخي”، يقضي بحفظ الأمن في قضاء سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات البيشمركة المرتبطة بإقليم كردستان، وإخراج كل الفصائل المسلحة وإنهاء وجود عناصر العمال الكردستاني “PKK“.

ويتعرض إقليم سنجار الى قصف تركي مستمر منذ مطلع العام الحالي، بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا لدى تركيا، وكان من بينها استهدف القضاء، خلال زيارة الكاظمي، ما أدى الى مقتل قيادي في الحشد الإيزيدي المرتبط بهيئة الحشد الشعبي.

من جانبه، يبين الصحفي الايزيدي ميسر الاداني، خلال حديث لـ”العالم الجديد، أن “زيارة الكاظمي كانت زيارة رمزية لذلك لم نتأمل خيرا منها، خاصة أن سنجار تعرض الى قصف تركي خلال زيارته، فاين الجهد الأمني والاستخباراتي، إذ كان لا بد من منع حصول ذلك”.

ويتابع “كما أن الوعود التي أطلقها الكاظمي هي أصغر من القضية الايزيدية”، موضحا ان “المطالب الإيزديية ثابتة ولابد من تحقيقها اجلا أم عاجلا”.

ويلفت الى أن “المجتمع الإيزيدي لا يثق بالحكومة العراقية، لأنها لم تعطنا أفعالا تسهم في كسب ثقتنا أو تشعرنا بأننا مواطنون من الدرجة الأولى، لذلك فقد هاجر البلاد منذ 2014 أكثر من 120 الف ايزيدي”، مؤكدا أن “الايزيديين لا يعتمدون على وعد من أي حكومة أو أي شخصية كانت، ولكننا نتأمل بحدوث تغيير لأن هذه أرضنا التاريخية وسندافع عنها مهما حدث”.

وينوه الى أن “الأهم من كل شيء هو الاعتراف بما جرى للإيزيديين كإبادة جماعية، وضمان عدم تكرار ذلك، لأننا لا نحتاج الى زيارات رمزية أو تعاطف صوري، أننا نبحث عن حدوث تحرك على أرض الواقع فقط وإيقاف الصراعات الجارية حول سنجار وإخراج المليشيات منها”.

يشار الى أن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، أعلن في 10 ايار مايو الماضي، وفي إحاطة له حول اجتياح داعش للعراق، أنه وجد “أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم بحق الايزيديين تمثل بوضوح إبادة جماعية”، ونجح الفريق أيضاً في تحديد 1444 من الجناة المحتمل تورطهم في جريمة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الايزيدي.

وكان مكتب انقاذ المختطفين الايزيديين، نشر في آب اغسطس الماضي، إحصائية جديدة بشأن عدد الإيزديين المختطفين والنازحين والذين قتلوا على يد تنظيم داعش منذ اب أغسطس 2014، وجاءت كالتالي: كان عدد الايزيديين في العراق نحو 550 ألف نسمة، وعدد النازحين منهم بعد 2014 بلغ 360 ألف شخص، وعدد العائدين الى سنجار بعد التحرير 150 ألف شخص، فيما قتل 1293 خلال الايام الاولى لدخول داعش.

الى ذلك، يبين مسؤول العلاقات الخارجية فيما يسمى الإدارة الذاتية بسنجار فارس حربو، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “زيارة الكاظمي كانت مهمة في ظل الأزمات الكبيرة التي يمر بها البلد، إلا أن الوعود التي أطلقها هي مجرد حبر على ورق”.

ويشير فارس، الى أن “الكاظمي لو تسنم ولاية ثانية، فهذا يعني نتائج كارثية للمجتمع الايزيدي لانه سيتخذ قرارات فردية دون الرجوع إلى أهل القضية”، مضيفا “بعد تسلم الكاظمي رئاسة الوزراء، كانت هذه أصعب مرحلة على المكون منذ عام 2015، حيث واجه الايزيديون ضغوطات غير مسبوقة وحربا إعلامية دون رحمة، وذلك في ظل صمت حكومة الكاظمي”.

ويستطرد أن “الكاظمي لم يوقف الهجمات التركية، بل أجرى أيضا اتفاقا (اتفاقية سنجار) مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني دون أخذ رأي الايزيديين”، مبينا أن “الحكومة لم تستجب لصوت سنجار، حيث خرج الايزيديون بتظاهرات على قوات بارزاني، بل أصرت الحكومة على تنفيذ الاتفاق بالقوة والخديعة”.

وكشفت “العالم الجديد”، في تقرير سابق، أن الكاظمي أبلغ أردوغان خلال لقائهما في أنقرة في 17 كانون الأول ديسمبر الماضي، بعجزه عن تنفيذ اتفاق بغداد- أربيل للسيطرة على سنجار وطرد عناصر حزب العمال الكردستاني منها، ومنح الضوء الأخضر لأردوغان بالدخول الى سنجار، تحت مظلة تحالف الناتو، تحسبا لردود أفعال سلبية من قبل الفصائل المسلحة، في حال دخول تركيا بمفردها لسنجار، وذلك بحسب مصادر دبلوماسية كانت حاضرة للقاء الذي جرى في أنقرة، وتخللته مأدبة فاخرة على أنغام الطرب العراقي التراثي.

وكان قضاء سنجار هو الهدف التركي المعلن، حيث يعتبر معقلا لعناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما دفع بالفصائل المسلحة العراقية لارسال ألوية عسكرية الى القضاء، وتمركزت فيه لصد اي عملية تركية محتملة داخل القضاء.

إقرأ أيضا