الحلبوسي والخنجر.. عين على الانتخابات وأخرى على الدعم الخارجي

بخطى متسارعة، توجه قطبا “المكون السني” خميس الخنجر، ومحمد الحلبوسي، الى نيل رضى أطراف إقليمية…

بخطى متسارعة، توجه قطبا “المكون السني” خميس الخنجر، ومحمد الحلبوسي، الى نيل رضى أطراف إقليمية لتعزيز جبهتيهما الداخلية، استعدادا للمواجهة الحاسمة في الانتخابات المقبلة، أو الحصول على مكاسب سياسية بعدها، وسط تقارب خليجي إيراني، دفع الطرفين الى كشف أوراقهما باكرا.
 

ويقول المحلل السياسي عقيل الطائي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الانتخابات تشهد تنافسا شديدا بين القوى السنية، وصل الى حد التسقيط والشتائم، وهو يحدث لأول مرة داخل المكون السني، خصوصا بين كتلتي رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، وتحالف عزم التابع للسياسي خميس الخنجر”.

وبشأن زيارات الحلبوسي والخنجر للدول الاقليمية، يوضح الطائي، أن “الحلبوسي تسنم رئاسة البرلمان عن طريق كتلة الفتح، وهذا يعني أن الجانب الايراني هو من دعمه، لكنه بعد تسنمه المنصب لم يلتزم بالوعود التي قطعها لايران، ما دفعها الى التخلي عنه”، موضحا أن “الحلبوسي الان بدأ بالبحث عن تأييد إقليمي وخارجي، لذا فانه اتجه لدولة الامارات، في محاولة للحصول على الدعم السياسي والمالي، بالاضافة الى استحصال ضغط إماراتي على بعض الكتل السياسية في الداخل العراقي”.

أما بخصوص خميس الخنجر، فيؤكد أنه “قريب من الجانب الإيراني، كما أن زيارته الى لبنان التي التقى خلالها، أحد رجال المقاومة (حزب الله المقرب من ايران) هناك لاستحصال الدعم، ولتقديم ما في جعبته بشأن الانتخابات المقبلة”.

وينوه الى أن “الخنجر من المتوقع أن يحصل على الدعم من قبل الجانب الايراني، لاسيما وأنه تلقى دعم القوى الشيعية في الداخل”.  

وخلال الفترة القليلة الماضية، أجرى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، زيارات عديدة للدول الإقليمة، من بينها الأردن في آب اغسطس الماضي، ومصر التي زارها في مطلع أيلول سبتمبر الماضي، والامارات اواخر الشهر الماضي ايضا، وذلك في وقت يشهد مجلس النواب توقفا تاما عن أداء مهامه وعدم وجود دوافع رسمية لإجراء هذه الزيارات، فيما توجه خميس الخنجر الى لبنان الاسبوع الماضي، والتقى رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي.

ويعتبر خميس الخنجر، رئيس تحالف عزم، المنافس الأقوى للحلبوسي، خاصة في المناطق السنية، سواء في بغداد أو المحافظات، وقد جرت صراعات عديدة بين الطرفين، حتى وصلتها مرحلة تبادل “السباب” عبر رسائل نصية سربت لوسائل الاعلام.

ومنذ أكثر من شهر، برزت العديد من الخلافات بين قادة القوى السنية بكافة توجهاتهم السياسية، حيث كانت آخرها التظاهرة التي جرت في محافظة الأنبار بدعم من رئيس تحالف عزم خميس الخنجر، وفي ذات يوم التظاهرة وصل رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي الى المحافظة وتجول فيها.

وفي 23 تموز يوليو الماضي، نشب خلاف حاد بين الحلبوسي والخنجر، عقب الإعلان عن عودة أول وجبة من العوائل لجرف الصخر بمحافظة بابل، وهي المدينة التي منع الدخول لها بعد تحريرها من سيطرة داعش، وبحسب الانباء الكثيرة التي وردت عنها، فانها خضعت لسيطرة الفصائل المسلحة، وتمثل الخلاف في حينها بتبادل رسائل بين الطرفين، تحمل “شتائم واوصاف غير لائقة وتهديدات”.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي أحمد ريسان في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الخنجر والحلبوسي، مؤثران في العملية السياسية، حيث كل منهما يسعى إلى التمسك بعلاقاته الخارجية، لأنه من جهة يعلم أن جمهوره العراقي لا يكفي، ولا يستطيع أن يجذب او يحتضن جمهورا أكثر من طاقته”.

ويردف “من جهة أخرى فان من يتدخل في العملية السياسية هم من مختلف الدول الاقليمية، سواء السعودية أو إيران أو تركيا أو الأردن أو مصر، وبالتالي فهؤلاء جميعهم لهم دور مهم في العملية السياسية داخل العراق، لذلك فان الطرفين يتجهان لهذه الدول”.   

وكان تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، قد سلط الضوء على تأثير التقارب السعودي الايراني على اختيار الرئاسات الثلاث في العراق، وبحسب محلل سياسي، فان الدور الأمريكي والإيراني كان واضحا في السنوات الماضية باختيار رئيس للحكومة، واليوم قد يشكل التوافق السعودي الإيراني، مدخلا لإنتاج توافق يشمل الرئاسات الثلاث معا.

وغالبا ما يدور الحديث في العراق، عن تدخل السعودية وإيران وأمريكا، باختيار الرئاسات الثلاث، فضلا عن تحكم كل دولة بمجريات العملية السياسية في البلد، من الشخصيات المرتبطة بها، والتي تطبق أجندتها في الداخل.

وفي تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تم تشكيل جبهة تضم 5 قوى سنية وهي المشروع العربي، الجماهير الوطنية، جبهة الإنقاذ والتنمية، الحزب الاسلامي والكتلة العراقية المستقل، هدفها الإطاحة بالحلبوسي، إلا أن خلافات جرت بعد يومين من إعلان تشكيلها تمثلت ببيانات حادة من قبل المشروع العربي بزعامة الخنجر.

وتشكلت تلك الجبهة بقيادة أحمد الجبوري (أبو مازن)، الذي قاد حراكا مكثفا في بغداد وأربيل بهدف جمع الكتل السنية تحت خيمة وهدف واحد، تمثل بإقالة الحلبوسي، لكن بعض الكتل الشيعية، طالبت مقابل ذلك بإقالة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وهو ما اصطدم بعدم موافقة كتل أخرى، حسبما أفا تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، لكن الأمر لم يمر طويلا حتى عاد أبو مازن الى خيمة الحلبوسي مجددا.

إقرأ أيضا