مسيحيون ينتقدون استحواذ أحزاب كبيرة على مقاعدهم.. ويؤكدون تعرضهم لـ”الترهيب” في كردستان

اتهمت نخب مسيحية، أحزابا كبيرة في البلاد، ولاسيما الديمقراطي الكردستاني، بمحاولة الاستحواذ على المقاعد النيابية…

اتهمت نخب مسيحية، أحزابا كبيرة في البلاد، ولاسيما الديمقراطي الكردستاني، بمحاولة الاستحواذ على المقاعد النيابية المخصصة لتمثيل أبناء المكون كـ”كوتا” داخل مجلس النواب العراقي الذي تجري انتخاباته العامة غدا الأحد، وفيما أكدوا تدخل تلك الأحزاب لدعم شخصيات مرتبطة بها بعيدا عن الممثلين الحقيقيين للمكون، انتقدوا أساليب “الترهيب” التي تعرضوا لها من قبل جهاز الأمن الخاص في إقليم كردستان، لإجبارهم على انتخاب أشخاص محددين.

ويقول خلابئيل بنيامين وهو صحفي ينتمي الى المكون المسيحي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الاستيلاء والاستحواذ على مقاعد الكوتا المسيحية ليست بالأمر الجديد، خصوصا عبر الثغرة التي تسمح لغير المسيحي أن يصوت للكوتا، وهي ما تسمح للأحزاب المتنفذة مثل الديمقراطي الكردستاني وتحالف الفتح عبر حركة بابليون، الاستحواذ على هذه المقاعد، وبالتالي تنتج ممثلين لا يمتون بصلة للصوت الحقيقي للمسيحيين”.

ويضيف بنيامين، أن “التصويت الخاص يشهد عملية تلاعب كبيرة، لأن القوات الأمنية خاضعة للأوامر، وبالتالي فاننا نشهد دعم مرشح معين أو حزب معين”، مؤكدا أن “الإحصائية التي وصلتنا، تشير الى أنه قبل ساعة من إغلاق التصويت الخاص جاءت أوامر بدعم مرشحين معينين في محافظة دهوك”.

وللمكون المسيحي 5 مقاعد كوتا في مجلس النواب، موزعة عن بغداد ونينوى وكركوك، يتنافس عليها 35 مرشحا.

وأجري يوم أمس الجمعة، التصويت الخاص بمنتسبي القوات العسكرية والأمنية في جميع مدن العراق، وسط تسجيل خروق عديدة، تمثلت بإدخال الهواتف النقالة والترويج للمرشحين داخل المراكز الانتخابية، ومحاولة اغتيال لمرشح وتعطل بعض اجهزة التصويت.

وبالتزامن مع الحديث عن الخروق، أصدر النائب السابق عن المكون المسيحي جوزيف صليوا بيانا وجهه للحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، رصد فيه “وجود عناصر أمنية تابعة لحكومة الإقليم من جهاز الأسايش (الأمن)، تطرق أبواب بيوت المسيحيين في منطقة عنكاوا في أربيل وبقية المناطق ذات التواجد المسيحي من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن، ويطالبونهم بالتصويت لمرشح معين”.

ويضيف صليوا في بيانه الذيت تلقت “العالم الجديد” نسخة منه “لا نعتقد أن مهمة جهاز الآسايش هي الضغط على المواطنين أثناء الانتخابات، إنما حماية رأي الناخب، كما أن هناك عناصر ضمن قوات الزريڤاني وهم مسيحيون، وتدار هذه المؤسسة من قبل حزبكم (الديمقراطي الكردستاني) تم إجبارهم على توجيه الاصوات لمرشحيكم حسب الدوائر المختلفة، وهددوا بالفصل و قطع الرواتب إن لم ينتخبوا المرشح المحدد من قبلكم”.

ويتابع “عناصر شبابية تابعة لحزبكم توزع قصاصات ورقية لمرشح محدد ويرهبون المواطن الأعزل برفقة رجال ربما يتبعون أجهزة أمنية، لانتخاب صاحب التسلسل الانتخابي ومكتوب عليه (pdk) ويتم تكرار الأمر أمام مركزين للاقتراع في عنكاوا”.

يشار الى أن رئيس الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، أكد في حديث سابق لـ”العالم الجديد” في شهر أيلول سبتمبر الماضي، أن كوتا المكون، لا يتم التعويل عليها بصورة مباشرة، لأن من شغلوا سابقا هذه المقاعد خيبوا آمال العراقيين في كل الفترات السابقة، كما لم يقدموا شيئا يذكر للمسيحيين بصورة خاصة، ولكن عدد المرشحين الآن يبلغ 35 مرشحا من احزاب متنوعة وجهات داعمة مختلفة، ومعظمهم لم يأت لخدمة الشعب وتوفير الخدمات، بل الحصول على المال والمنصب.

يشار الى أنه منذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت هجرة أبناء المكون المسيحي نحو دول الشتات في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة، لأسباب سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية، وارتفعت نسبة الهجرة بعد العام 2003، وما شهدته البلاد من تردٍ كبير في الأوضاع الأمنية، ورافق الهجرة مشاكل أخرى أبرزها السيطرة على عقاراتهم، كالمنازل والبنايات من قبل بعض الجهات المسلحة والأشخاص المرتبطين بها، وجرت الكثير من عمليات التزوير للاستيلاء على هذه الممتلكات.

إقرأ أيضا