كيف تحولت لافتات المرشحين الى مصدر رزق للفقراء؟ (فيديو وصور)

عقب كل انتخابات يمر بها العراق، تتحول أعمدة الحديد المستخدمة في تثبيت لافتات المرشحين الى…

عقب كل انتخابات يمر بها العراق، تتحول أعمدة الحديد المستخدمة في تثبيت لافتات المرشحين الى مصدر رزق لمئات المهتمين الذين يقومون بانتزاعه وبيعه الى المعامل أو محال الحدادة، لكن الإقدام على هذه المهنة المؤقتة خلال هذه الانتخابات شهد تنافسا لا يقل شراسة عن تنافس المرشحين، بسبب ارتفاع سعر الحديد الى الضعف تقريبا، وذلك وسط آلية منظمة يقوم بها المعنيون تسبق يوم التصويت بهدف الحد من أي نزاع محتمل يتسبب جراء الحصول عليه.

ويقول أبوعلي، صاحب محل حدادة في العاصمة بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “العديد من المواطنين بدأوا بالتواصل معنا منذ ليلة التصويت، من أجل قطع اللوحات الدعائية للمرشحين وبيع حديدها“.

ويضيف أبوعلي، أن “هذا الأمر ليس بالجديد، بل يدث في كل انتخابات، لكن سعر الحديد هذا العام مرتفع جدا، قياسا بالسنوات السابقة، حيث وصل سعر المتر الواحد 6 آلاف دينار (نحو 4.5 دولار)، وخاصة المستخدم في تثبيت اللوحات الدعائية”، مبينا أن “بعض المواطنين يستخدمون هذا الحديد في منازلهم، سواءً لعمل سياج أو مظلة وبعضهم يبيعه“.

وفور إغلاق صناديق الاقتراع أمس الأول الأحد، ظهرت مشاهد حمل أعمدة الحديد، وتتوقف عن كل لافتة انتخابية، وتبدأ بقطعها ورمي اللوحة الدعائية وأخذ الحديد فقط، كما يوضح فيديو صورته كاميرا “العالم الجديد“.

ويؤكد أبوعلي، أن “هناك مواطنين يعتاشون على هذه المهنة، ويجنون منها مبالغ مالية لا بأس بها”، منوها الى أن “هؤلاء يتوزعون على كل منطقة قبل يوم التصويت، ليقوموا بتحديد اللافتات مسبقا، عبر وضع رموز أو كتابات حتى لا يتم الاستيلاء عليها من قبل آخرين“.

وخلال تجوال مراسل “العالم الجديد” في العاصمة بغداد، فانه رصد تحدث بعض الأشخاص الى شرطة المرور، وطلبوا منه الإذن برفع اللافتة وأخذ الحديد منها، فأجابه “افعلوا ما تريدون”، دون أن يمانع، فتوجهوا على وجه السرعة لإسقاط اللافتة، قبل أن تأتي مجموعة أخرى وتستولي عليها

وعمد بعض المرشحين، الى استخدام حديد من النوع الجيد وثمنه مرتفع جدا، لتثبيت لوحاتهم، خاصة وأن بعضهم استخدم حديدا من النوع الذي يستخدم في بناء الغرف “سندويش بنل”، أي عالي المتانة، بحسب أبوعلي الحداد.

يشار الى أن مسؤولية إزالة اللافتات الانتخابية وملصقات المرشحين، تقع على عاتق أمانة بغداد، وفقا لمدير بلدية صرح في تقرير سابق لـ”العالم الجديد“.

الى ذلك، يؤكد جاسب محمد، وهو أحد المشاركين في عملية مصادرة أعمدة الحديد التي ترفع فوقها يافطات المرشحين، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عملية رفع الحديد من اللافتات الانتخابية، يكون أشبه بالحملة، حيث ننتظم في مجاميع، وكل مجموعة حسب منطقتها، وكل واحدة تعرف اللافتات المحددة لها، لكن تحدث أحيانا مشاجرات في حال قام شخص بأخذ حديد خاص بنا قمنا بحجزه من خلال وضع العلامة عليه“.

ويوضح محمد، أن “المبالغ التي نحصل عليها تصل أحيانا إلى مليوني دينار (نحو 1400 دولار)، أو أكثر، حسب كمية الحديد، خاصة وأن سعر الحديد وصل هذا العام الى ضعف ما كان عليه سابقا”، مبينا “نقوم ببيعه لصاحب محل حدادة أو معمل، أو لمواطنين بأسعار أقل من أسعار السوق“.

وتتحول الجدران العامة والخاصة في كل انتخابات تشريعية، الى محل تنافس بين المرشحين لوضع ملصقاتهم الدعائية، إلا أن هذه الانتخابات، وبعد اعتماد نظام الدوائر المتعددة فيها، فان التنافس كان أشد، نظرا لتقسيم المناطق لدوائر انتخابية، ما جعل كل منطقة مهمة، على عكس الانتخابات السابقة التي كان يهمل المرشحون فيها بعض المناطق النائية أو غير المهمة لهم، نظرا للقومية او المذهب.

Image

Image

إقرأ أيضا