لأول مرة.. الجفاف يحرم ديالى من الزراعة وبغداد تتجه عمليا لشكوى طهران دوليا

جفاف الأنهار بمحافظة ديالى قد يحرمها كليا من الزراعة في سابقة هي الأولى من نوعها،…

جفاف الأنهار بمحافظة ديالى قد يحرمها كليا من الزراعة في سابقة هي الأولى من نوعها، وسط تأكيدات رسمية بأن مياهها قد تكفي للشرب فقط، ما جعل وزارة الموارد المائية تبدأ أولى خطواتها العملية باتجاه تقديم شكوى دولية ضد إيران التي تسببت بقطع الأنهار، مؤكدة أن نسبة المساحات التي ستزرع في عموم البلاد هذا العام تبلغ 2.5 مليوني دونم، بنسبة تراجع تبلغ 50 بالمائة.

باستثناء إضافة الى قرار بزراعة نصف المساحات التي زرعت العام الماضي، وهو الأمر الذي بررته الوزارة بمحاولة لمواجهة احتمال الجفاف وأكدت أنه لغاية الان لا توجد استجابة من ايران لتقاسم الضرر المائي. 

بعد جفاف نهر سيروان الواقع في محافظة ديالى بشكل كامل، كشفت المحافظة عن حرمانها من الخطة الزراعية، وذلك بقرار من وزارة الموارد المائية، إضافة الى قرار بزراعة نصف المساحات التي زرعت العام الماضي، وهو الأمر الذي بررته الوزارة بمحاولة لمواجهة احتمال الجفاف وأكدت أنه لغاية الان لا توجد استجابة من ايران لتقاسم الضرر المائي. 

 

ويقول مدير زراعة محافظة ديالى محمد المندلاوي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ديالى حرمت بشكل شبه تام من الخطة الزراعية بحسب قرار وزارة الموارد المائية التي قالت بأن ما تبقى من مياهها قد يكفي للشرب فقط”.

ويستدرك المندلاوي “هناك مناطق أسفل نواحي العظيم والخالص وبني سعد، يحتمل استثناؤها من قرار حظر الزراعة”، لافتا الى أن “الاستثناء اذا حدث لتلك المناطق فانه سيشمل 50 بالمائة فقط من المساحات التي تمت زراعتها العام الماضي”.

وينوه “لا زلنا ننتظر الأمطار، وإذا لم تحصل جراءها إيرادات مائية، فان الوضع سيبقى على هذه الحال، وبالتالي فان ديالى ستتأثر كثيرا”.

ويعاني العراق من أزمة كبيرة في المياه، بسبب تقليل تركيا لإطلاقات نهري دجلة والفرات وقطع ايران لمنابع الأنهر الواصلة للعراق، ما أثر بشكل كبير على الخطة الزراعية للموسم الماضي، فضلا عن تأثيره على الأسماك، حيث ارتفع اللسان الملحي وأدى لنفوق كميات كبيرة في أحواض الأسماك بمحافظة البصرة مطلع شهر آب اغسطس الماضي.

وكانت محافظة ديالى أعلنت في آب أغسطس الماضي، أن نقص المياه تسبب بغياب الخطة الزراعية الصيفية لهذا العام، فمحاصيل الشلب والذرة الصفراء والقطن، من المحاصيل الصيفية لكن زراعتها ستغيب هذا العام، بسبب جفاف البحيرات، وفي حال بقي وضع المياه بديالى على ما هو عليه، فان الخطة الشتوية لا يمكنها أن تتم أيضا.

يذكر أن الامم المتحدة، وبحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية، أمس الأول الخميس، قدرت أن أكثر من 160 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في العراق تحولت إلى صحاري جرداء.

وقد كشفت صور عن تحول نهر سيروان في محافظة ديالى، الى أرض جرداء بالكامل، مع نفوق كافة الكائنات الحية فيه، وخاصة الأسماك التي لم يتبق منها سوى عظامها.

الى ذلك، يبين المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الوزارة رفعت مذكرة وكتابا رسميا إلى مكاتب رؤساء الوزراء والجمهورية والبرلمان ووزارة الخارجية لإثارة الموضوع ورفع دعوى في محكمة العدل الدولية ضد ايران”.

ويردف “لا توجد استجابة من ايران بشأن تقاسم الضرر، والماء انقطع عن نهر سيروان بشكل كامل تقريبا، وهذا أثر بشكل حاد على نهر ديالى والخزين المتاح في سدود دربنديخان وحمرين، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على تأمين الاحتياجات المطلوبة سواء لمياه الزراعة أو الشرب”، معبرا عن أمله بـ”حدوث تفاهم مع ايران ولقاءات مشتركة للتباحث حول هذا الموضوع وايجاد سبل للمعالجة”.

ويلفت بالقول “اتفقنا هذا العام مع وزارة الزراعة على زراعة نصف المساحات المرزوعة في العام الماضي والتي كانت تقدر بـ5 ملايين دونم في عموم البلاد، بسبب قلة الموارد المائية وانحباس الأمطار، من أجل مواجهة احتمالات استمرار الجفاف”.

يشار الى أن وزير الموارد المائية مهدي رشدي، هدد في 10 تموز يوليو الماضي، باللجوء إلى المؤسسات الدولية لاستحصال حقوق العراق المائية من إيران، مؤكدا أن الجانب الإيراني لم يبد أي تجاوب معنا وما زال يقطع المياه عن أنهر وجداول سيروان والكارون والكرخة والوند، ما سبب أضرارا جسيمة لسكان ديالى التي تعتمد بشكل مباشر على المياه القادمة من إيران، منتقدا رفض إيران عقد اجتماع كان مقررا في منتصف حزيران يونيو الماضي، وأجل بسبب الانتخابات الإيرانية.

يذكر أنه تم تغيير مجرى نهر الكارون في العام 2018، حين أعلن معاون وزير الزراعة الإيراني أنذاك، علي مراد أكبري، عن قطع حوالي 7 مليارات متر مكعب صوب الحدود العراقية، وتخصيص مبلغ 8 مليارات دولار لوزارات الطاقة والزراعة للتحكم بحركة المياه، وأن هذه الكميات من المياه ستستخدم في 3 مشاريع رئيسية في البلاد، منها مشروع على مساحة 550 ألف هكتار في خوزستان، و220 ألف هكتار في خوزستان أيضا وإيلام، في غرب إيران، الأمر الذي أثر على مياه شط العرب وزاد من ملوحتها، وأضر الأراضي الزراعية في محافظة البصرة.

إقرأ أيضا