الاعتصامات الرافضة لنتائج الانتخابات تلقي بظلالها على ذكرى “25 تشرين”

تحل بعد غد الاثنين (25 تشرين الأول أكتوبر)، الذكرى الثانية لتجدد تظاهرات تشرين وتحولها الى…

تحل بعد غد الاثنين (25 تشرين الأول أكتوبر)، الذكرى الثانية لتجدد تظاهرات تشرين وتحولها الى اعتصام مفتوح شمل 10 محافظات عراقية بينها العاصمة بغداد، واستمر الى أكثر من عام، ولكن تزامنها مع احتجاجات أنصار القوى السياسية الخاسرة الرافضة لنتائج الانتخابات، أحدث انقاسما بين الناشطين في “تظاهرات تشرين” حول طريقة إحياء ذكراها.

ويقول الناشط من محافظة البصرة، محمد الياسري في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مسألة إحياء ذكرى تجدد تظاهرات تشرين التي تصادف في 25 من الشهر الحالي، فهي لم تحسم لغاية الآن، إذ أن هناك أطرافا ترغب بإحياء الذكرى عبر التظاهرات، وأطراف أخرى ستكتفي بوسائل التواصل الاجتماعي وإيقاد الشموع”.

ويضيف الياسري “إننا في البصرة أصدرنا بيانا لإحياء ذكرى تظاهرات تشرين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وضعنا في عين الاعتبار الاحتجاجات الحزبية الموجودة ضد نتائج الانتخابات وخوفا من انجرار الموضوع إلى أمور أخرى”.

ويتابع أن “التظاهرة في الوقت الحالي يمكن أن تجير من خلال زج أشخاص يتبعون جهات حزبية، وهذا ما نخشى منه، لذلك اكتفينا بوسائل التواصل الاجتماعي”.

وقبل عامين من الآن، وفي الأول من تشرين الأول أكتوبر 2019، انطلقت تظاهرات شعبية للمطالبة بتوفير الخدمات وإبعاد الفاسدين عن سدة الحكم، ووضع حد لنفوذ وسطوة الأحزاب على مقدرات البلد، لكن سرعان ما تحولت هذه التظاهرات الى انتفاضة شعبية بدأت من بغداد، وصولا الى البصرة في أقصى جنوبي العراق.

شكلت هذه الانتفاضة نقطة فارقة في تاريخ العملية السياسية بعد عام 2003، وأصبحت أيقونة عراقية جمعت كل أطياف المجتمع ووحدت مطالبهم، خاصة بعد القمع الذي رافقها، وأدى الى مقتل أكثر من 600 متظاهر وإصابة 26 الفا آخرين.

وأدت تلك الانتفاضة الى إقالة حكومة عادل عبدالمهدي، بناء على دعوة المرجعية الدينية العليا في النجف، التي ساندت الشعب في تظاهراته، ما أدى الى تكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة مؤقتة هدفها الاعداد لانتخابات مبكرة، من المفترض أن تجرى في العاشر من تشرين الأول أكتوبر المقبل.

وفي العام الماضي، انطلقت تظاهرات ومسيرات في 25 تشرين الأول أكتوبر 2020، في 10 محافظات، شاركت فيها كافة شرائح المجتمع للضغط باتجاه تحقيق المطالب التي نادى بها المتظاهرون، فيما رافقت التظاهرات إجراءات أمنية مشددة في كل المدن وخاصة العاصمة بغداد، حيث جرت تظاهرات أمام مقر رئاسة الحكومة في منطقة العلاوي، قرب المنطقة الخضراء.

وقد حدث اشتباك في حينها، بمنطقة العلاوي وسط بغداد بين المتظاهرين وقوات حفظ القانون، وذلك بعد أن رفع المتظاهرون الأسلاك الشائكة التي قطعت بها الشوارع الرئيسة بالمنطقة، وبحسب مصادر آنذاك، فان الاشتباك أوقع 5 جرحى من المتظاهرين.

الى ذلك، يبين الناشط مرتضى الموسوي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “إحياء ذكرى يوم 25 تشرين الأول أكتوبر، سيكون عبر إقامة مهرجان في ساحة الحبوبي، وسيتم خلاله رفع صور شهداء تشرين بحضور جماهيري كبير وشخصيات معروفة من الناشطين”.

ويلفت الى أن “انطلاق تظاهرة من ساحة الحبوبي لغاية بناية البهو في بلدية الناصرية، وقد تم إصدار توجيهات للابتعاد عن التظاهرات الخاصة بالمعترضين على نتائج الانتخابات، إضافة الى عدم الاقتراب من المتظاهرين أمام مكتب مفوضية الانتخابات في ذي قار”.

يشار الى أن تظاهرات تشرين الأول أكتوبر في 2019، جوبهت مبكرا بقمع مفرط، حيث استخدمت القوات الأمنية كافة الأسلحة التي كانت كافية لقتل العشرات، فتبعه هدوء نسبي استمر لنحو ثلاثة أسابيع حتى الـ25 من تشرين الأول أكتوبر، وهو اليوم الذي انطلقت فيه شرارة الانتفاضة مرة أخرى، وفيه عمد المتظاهرون الى تحويلها لاعتصام مفتوح حتى تحقيق المطالب، وهذا ما جرى في 10 محافظات عراقية بما فيها العاصمة، حيث تحولت الساحات الرئيسة فيها الى أماكن اعتصام ونصبت فيها الخيام، قبل أن تزال بأوامر حكومية منتصف العام الحالي.

وكانت “العالم الجديد” قد أعدت ملفا متكاملا في الذكرى الأولى لتظاهرات تشرين، تناولت فيه كافة جوانبها بالاضافة الى إحصائيات لعدد ضحاياها والممتلكات التي أتلفت خلالها، وللاطلاع على تقارير الملف المكون من 4 حلقات يرجى الضغط على العنوان أدناه:

ملف: تظاهرات تشرين

إقرأ أيضا