“بغداد- واسط”.. كيف أصبح طريقا للموت؟

شكل رحيل الشاعر الشعبي الشهير سمير صبيح بحادث سير على طريق بغداد- واسط، أمس الأول…

شكل رحيل الشاعر الشعبي الشهير سمير صبيح بحادث سير على طريق بغداد- واسط، أمس الأول الجمعة، صدمة للأوساط الرسمية والشعبية، وجدد الحديث عن “طريق الموت” الذي أزهق عشرات الأرواح، فيما رمى مسؤولون محليون باللائمة على مديرية الطرق والجسور المركزية بعد قشطها الشارع دون تعبيد، غير أن ناشطا حمل محافظ واسط مسؤولية قشطه من قبل مرشح خلال حملته الانتخابية.

ويقول رئيس المتابعة في ناحية سيد الشهداء بمحافظة واسط محمد الشمري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “موضوع طريق واسط بغداد هو من اختصاص مديرية الطرق والجسور المركزية، وليس من واجبات المحافظة والحكومة المحلية فيها“.

ويضيف الشمري “طالبنا ووجهنا العديد من الكتب لغرض معالجة هذه المشكلة، وقدمنا شكاوى أيضا على محطات الوزن التي لا تحاسب على الحمولات الزائدة”، مؤكدا أن “مديرية الطرق والجسور هي بالاساس من قامت بعملية القشط، وليس المحافظة، لأن الطرق الخارجية من مسؤوليتها وهي بالأساس مشاريع وزارية“. 

وتسبب حادث سير على طريق بغداد واسط، أمس الأول الجمعة، بوفاة الشاعر الشعبي الشهير سمير صبيح، ما جدد الحديث حول مخاطر الطريق وإهماله من قبل الجهات المعنية.

ويشهد قطاع الطرق والجسور في العراق ترديا كبيرا في ظل ارتفاع أعداد المركبات في البلد والكثافة السكانية، ولم يشهد البلد افتتاح أية طرق جديدة او معالجة للطرق المتهالكة، رغم جباية الأموال من المواطنين، بل اتجه البلد الى طرح ملف تطوير الطرق في مؤتمر الكويت للدولة المانحة، الذي عقد عقب إعلان النصر على داعش.

كما وتتجه أغلب المحافظات الى توكيل مهمة تطوير الطرق الى شركات بارقام مهولة، وأبرزها ما جرى في قضاء أبي الخصيب بمحافظة البصرة، حيث تمت إحالة تعبيد طريق بتكلفة مليار دينار لكل كليومتر، حسبما كشفت “العالم الجديد”، في 23 ايلول سبتمبر 2020، في حين، تذهب الأموال الى الجهات الخدمية، التي تملك الأيدي العاملة والآليات.

الى ذلك، يكشف الناشط بمحافظة واسط محمد النعيمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الطريق الدولي الرابط بين محافظة واسط والعاصمة بغداد، تعرض الى القشط، من قبل المحافظ الحالي محمد المياحي خلال الحملة الانتخابية في الفترة الماضية“.

ويضيف النعيمي، أن “عملية القشط جرت على أن تتم إعادة إكسائه من جديد، كجزء من حملته الانتخابية، لكن ما جرى وبحسب المعلومات التي وردت الينا، فانه جزء من مادة الزفت التي قشطت من الطريق تم بيعها بسعر 150 الف دينار (100 دولار) لكل عجلة حمل، فيما وزع الجزء الاخر من قبل مدير إحدى النواحي مجانا، لأنه كان مرشحا أيضا في الانتخابات واستغل الأمر كدعاية انتخابية“.

ويتابع “أمس، شهد الطريق خمسة حوادث في هذا الطريق، أدت إحداها الى مصرع عائلة كاملة“.

يشار الى أن عملية تعبيد الطرق، كانت أبرز ملامح الدعاية الانتخابية للمرشحين في الانتخابات التي جرت في 10 تشرين الاول اكتوبر الحالي، حيث عمد الكثير من المرشحين الى تعبيد الطرق سواء بمادة الإسفلت او السبيس، فضلا عن توجه بعضهم الى البدء بمشاريع خدمية دون إنجازها بشكل كامل، وأهملت بعد إجراء الانتخابات.

وكانت “العالم الجديد” قد سلطت الضوء على توجه المرشحين لتعبيد الطرق، وبحسب المتحدثين في تقريرها السابق فان بعض مدراء البلديات منحوا المرشحين الآليات والمواد اللازمة لتعبيد الطرق، مقابل وعود تلقوها من المرشحين، تفيد بمنحهم مناصب أعلى مستقبلا.

من جانبه، يبين قائممقام قضاء الصويرة في المحافظة، سلام المعموري في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحوادث كثيرة وسببها الأضرار الموجودة بالطريق، ويجب أن تتم معالجتها بشكل سريع من قبل مديرية الطرق والجسور ووزارة الإعمار والإسكان، وكل الجهات ذات العلاقة وعدم إهمالها، كونها تسببت بحوادث كبيرة“.

ويردف “لا يجوز قشط مسافة تقدر بـ60 كيلومترا دفعة واحدة، بل كان يجب أن يتم العمل بشكل تدريجي، وبمسافة تقدر بكيلومتر واحد، وعندما يتم الانتهاء منها، تبدأ المرحلة المقبلة لإكمال الطريق وهكذا“.  

وتضم أغلب المحافظات طرقا غير صالحة للسير، وسميت بـ”طرق الموت” بسبب الحوادث الكثيرة فيها والتي غالبا ما تؤدي الى وفاة الكثير من الاشخاص، وذلك نتيجة للتخسفات وعدم وجود تخطيط او حواجز فيها، وخاصة الطرق الدولية الرابطة بين المحافظة أو الأقضية.

إقرأ أيضا