العام الدراسي الجديد.. التربية تعلن نهاية التعليم الإلكتروني والأهالي يواجهون ارتفاع التكاليف

مع اقتراب العام الدراسي الجديد من المباشرة وفقا لنظام الدوام الحضوري، تبرز الى الواجهة مسألة…

مع اقتراب العام الدراسي الجديد من المباشرة وفقا لنظام الدوام الحضوري، تبرز الى الواجهة مسألة انتظام الطلبة بعد عامين من عدم الدوام لأسباب متعددة، الأمر الذي دفع وزارة التربية الى إعلان “نهاية” الدوام الإلكتروني، وحث الأهالي على تهيئة الطلاب للدوام من كافة الجوانب، وسط ظهور تكاليف مالية تثقل كاهل أولياء الأمور نظرا لارتفاع أسعار مستلزمات الدراسة بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة

ويقول المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الدوام الحضوري سيكون واجبا، وعلى الجميع أن يعتاد عليه، فالتعليم الإلكتروني ليس هو الأساس، وما حصل سابقا خلال فترة وباء كورونا أزمة وانتهت، وبالتالي فان على الجميع أن يكون متماسكا ومتعاونا وليس على وزارة التربية أن تذهب الى منزل الطالب وتؤهله على سبيل المثال، بل عليه أن ينام مبكرا ويتهيأ للدوام“.

ويضيف فاروق، أن “وزارة التربية، جهة مجتمعية يجب أن تعمل معها بقية المؤسسات والمجتمع، فلا يمكن لها أن تعمل بشكل منفرد، بل لابد أن تكون هناك إجراءات من قبل الأهالي تجاه أبنائهم”، مبينا أن “الوزارة حددت قبل أيام موعد بداية الدوام الرسمي الحضوري، وبات على الجميع أن يلتزم“.

وكانت وزارة التربية قد حددت الأول من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، موعدا لانطلاق العام الدراسي الجديد في كافة المدارس الحكومية والأهلية والأجنبية مع تعليقها العمل بعطلة يوم السبت

وكان العام الدراسي الماضي، شهد إرباكا كبيرا منذ انطلاقه في أواخر 2020، حيث أعلنت وزارة التربية في حينها أن الدوام الحضوري يكون بواقع يوم واحد في الأسبوع، وقسمت أيام الأسبوع على عدد المراحل الدراسية في كل مدرسة، لكن سرعان ما تراجعت عن القرار، وأعادت الدوام الحضوري لطلبة الصفوف الثلاثة الاولى من المرحلة الابتدائية، معللة ذلك بـ”لأجل اكتسابهم المهارات العلمية الأساسية في القراءة، والرياضيات، والعلوم والدين الإسلامي“.

لكن، في شهر أيار مايو الماضي، عادت الوزارة الى إيقاف العمل بالدوام الحضوري، بناء على مقررات اللجنة العليا للصحة والسلامة، والاعتماد على التعليم الالكتروني في جميع المراحل الدراسية، وذلك في ظل ارتفاع اعداد الاصابات بفيروس كورونا لأكثر من 8 آلاف إصابة يوميا في ذلك الوقت.

وحول هذا الأمر، يبين المواطن حسين محمد، وهو أب لطفلين في المرحلة الابتدائية، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الدوام الحضوري، وفي وضعنا الحالي، يختلف كثيرا عن السابق، فالآن كل شيء ارتفع سعره، بدءا من القرطاسية والى خطوط نقل الطلبة، بل وحتى الدوام في المدارس أصبح بعضه مقابل أموال، وخاصة المدارس الأهلية، وهي من باتت تجذب أنظار أولياء الأمور، نظرا للتعليم المتردي في المدارس الحكومية التي تفتقر الى العديد من الأمور الاساسية“.

ويلفت الى أن “التعليم الإلكتروني يختلف عن الحضوري من ناحية الأهمية والفائدة، ولكن الحضوري يتطلب جهدا، سواء من الطالب أو أولياء الأمور، إضافة الى التكاليف المالية المرتفعة والتي لا يقوى البعض على توفيرها، لذلك نرى وجود فوارق طبقية بين بعض الطلبة من ناحية التجهيزات أو الخطوط الناقلة أو الطعام والملبس”، مطالبا الحكومة بـالالتفات نحو المستلزمات الضرورية لكل مدرسة، وأن لا يستمر الإهمال طويلا، وأن تجعل هذه السنة هي بداية لمحطة جديدة، وأن تكون المدرسة هي مركز جذب للطلبة وليس، بسبب المساوئ الموجودة فيها من نقص الخدمات وغيرها“.

الى ذلك، رصدت “العالم الجديد” أسعار مستلزمات الدراسة في السوق العراقية، وتبين أن سعر الدفتر ارتفع الى ضعف سعره مرتين، فيما ارتفعت ايضا أسعار الحقائب المدرسية بنفس النسبة للدفاتر.   

يذكر أن التعليم الإلكتروني، رافقته العديد من الأزمات في العراق، أبرزها شكاوى الأهالي من عدم توفر خدمة الانترنت بشكل جيد، فضلا عن عدم امتلاك بعض العائلات لاجهزة لوحية أو هواتف ذكية لابنائها، لاسيما في بعض المناطق الفقيرة في الاقضية والنواحي بالمحافظات الجنوبية.

من جانبه، يبين هادي الشمري، وهو مدير مدرسة الابتهال الابتدائية في العاصمة بغداد خلال حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “الدوام الحضوري يعتبر مهماً جداً لطلبة الدراسة الابتدائية، نظرا لتفاعلهم مع الاساتذة بصورة مباشرة، لكن هناك إيجابيات وسلبيات للدوام الحضوري، حيث التفاعل المباشر يكون ذا تاثير أقوى من التدريس الالكتروني الذي واجهته كثير من المعوقات بالنسبة للعراق، لكنه من جانب آخر قد يكون مكلفا جداً من ناحية المأكل والملبس للطلبة، خصوصاً وأن هناك أزمة اقتصادية يمر بها البلد“.

ويستطرد أن “من الأمور السلبية الأخرى، هي استمرار جائحة كورونا، وقد يكون هذا مؤثرا سلبا على أولياء الأمور، ولكن يجب أن نفكر باهمية الدوام والحضور للطالب نفسه خصوصا المراحل الابتدائية“. 

 

وشهد التعليم في العراق، أزمات كثيرة، بدءا من تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019، التي امتدت حتى منتصف العام 2020، أي مع تفشي فيروس كورونا، الذي أوقف العملية التعليمية، ليس في العراق فحسب، بل في أغلب دول العالم.

إقرأ أيضا