مصدر يكشف عن تفاصيل وساطة دولية قربت بين الحلبوسي والخنجر

بعد صراع طويل، ظل التقارب المفاجئ بين تحالفي “تقدم” و”عزم” برئاستة محمد الحلبوسي وخميس الخنجر،…

بعد صراع طويل، ظل التقارب المفاجئ بين تحالفي “تقدم” و”عزم” برئاستة محمد الحلبوسي وخميس الخنجر، سرا غامضا دون الكشف عن أسبابه الحقيقية، إلا أن مصدر سياسيا كشف عن وساطة دولية كبيرة بينهما لإنشاء تحالف سني مؤثر في العراق.

ويقول مصدر سياسي مطلع، إن “وساطة تركية أردنية ساهمت بتقريب وجهات النظر بين رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي ورئيس تحالف عزم خميس الخنجر”.

ويوضح المصدر، أن “الوساطة تمثلت بمحادثات بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والعاهل الأردني عبدالله الثاني، إذ اتفقا على حلحلة المشاكل بين الحلبوسي والخنجر للدخول في تحالف سني واحد”.

وأعلن تحالف عزم بقيادة خميس الخنجر في 23 تشرين الأول أكتوبر الحالي، وصوله الى تفاهمات “جيدة” مع تحالف  تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، مؤكدا استمراره بالانفتاح على “باقي التحالفات الفائزة”.

ويستطرد المصدر، أن “المحادثات بين الحلبوسي والخنجر، جرت في العاصمة الأردنية عمان وحصلت تفاهمات لتقاسم النفوذ بينهما دون اللجوء الى التسقيط والتصريحات المتشنجة والقطيعة”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد التقى زعيم تحالف عزم خميس الخنجر، وزعيم تحالف تقدم ورئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، كلا على حدة قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة بأيام قليلة.

وخلال الفترة القليلة الماضية، أجرى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، زيارات عدة للدول الإقليمة، من بينها الأردن في آب اغسطس الماضي، ومصر التي زارها في مطلع أيلول سبتمبر الماضي، والامارات اواخر الشهر الماضي ايضا، وذلك في وقت يشهد مجلس النواب توقفا تاما عن أداء مهامه وعدم وجود دوافع رسمية لإجراء هذه الزيارات، فيما توجه خميس الخنجر الى لبنان الاسبوع الماضي، والتقى رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي.

وغالبا ما يتجه قادة الكتل السياسية الى دول الجوار في زيارات رسمية مع اقتراب موعد كل انتخابات، ما يطرح الشكوك حول وجود تدخلات خارجية في انتخابات العراق، وبحسب مفوضية الانتخابات، فانها أكدت لـ”العالم الجديد”، في حزيران يونيو الماضي، أن مجلس المفوضين صادق على نظام شروط الحملات الانتخابية، ومن ضمن هذه الشروط ما يتعلق بالإنفاق الانتخابي ومشروعية مصادر الأموال التي تصرف من قبل المرشحين والأحزاب والتحالفات، وهنا في حال ثبتت مخالفة المرشح لهذه الشروط فسيتعرض لعقوبة تتناسب وحجم المخالفة.

لكن تحالف عزم، أغفل الحديث عن أي عامل خارجي يقف وراء هذا التقارب المفاجئ، إذ يقول القيادي فيه محمد نوري العبدربه، إن “الاتفاق بين عزم وتقدم جاء بعد التقارب بينهما على بعض الملفات المهمة التي تخص العراق بشكل عام ومحافظاتنا بشكل خاص”.

يذكر أن تحالف تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وتحالف عزم الذي يتزعمه خميس الخنجر، دخلا في تنافس وصراع شديدين خصوصا في المحافظت الغربية ذات الغالبية السنية، حيث وصل الى مرحلة تبادل “السباب” عبر رسائل نصية سربت لوسائل الاعلام.

وفي 23 تموز يوليو الماضي، نشب خلاف حاد بين الحلبوسي والخنجر، عقب الإعلان عن عودة أول وجبة من العوائل لجرف الصخر بمحافظة بابل، وهي المدينة التي منع الدخول لها بعد تحريرها من سيطرة داعش، وبحسب الأنباء الكثيرة التي وردت عنها، فانها خضعت لسيطرة الفصائل المسلحة، وتمثل الخلاف في حينها بتبادل رسائل بين الطرفين، تحمل “شتائم واوصاف غير لائقة وتهديدات”.

ويضيف العبدربه “إننا الآن ننتظر المصادقة على نتائج الانتخابات وانتهاء الخلافات بين كل من الكتلة الصدرية والكتل الشيعية الأخرى للمضي نحو المفاوضات مع القوى السياسية”.

وينوه الى أن “هناك كتلا سنية تمتلك كل واحدة منها نحو 3 مقاعد، وعدد من المستقلين، انضموا للتحالفين (عزم أو تقدم)، ولم يبق أي أحد منفرد من كتل المكون”.

وفي تشرين الثاني نوفمبر 2020، تم تشكيل جبهة تضم 5 قوى سنية وهي المشروع العربي، الجماهير الوطنية، جبهة الإنقاذ والتنمية، الحزب الاسلامي والكتلة العراقية المستقل، هدفها الإطاحة بالحلبوسي، إلا أن خلافات جرت بعد يومين من إعلان تشكيلها تمثلت ببيانات حادة من قبل المشروع العربي بزعامة الخنجر.

وتشكلت تلك الجبهة بقيادة أحمد الجبوري (أبو مازن)، الذي قاد حراكا مكثفا في بغداد وأربيل بهدف جمع الكتل السنية تحت خيمة وهدف واحد، تمثل بإقالة الحلبوسي، لكن بعض الكتل الشيعية، طالبت مقابل ذلك بإقالة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وهو ما اصطدم بعدم موافقة كتل أخرى، حسبما أفا تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، لكن الأمر لم يمر طويلا حتى عاد أبو مازن الى خيمة الحلبوسي مجددا.

التقارب المعلن بين الطرفين لم يرق لكتل أخرى منافسة تعرضت للخسارة في الانتخابات، حيث يقول القيادي في ائتلاف الوطنية عدنان الجميلي، إن “الذي جمع الحلبوسي والخنجر هي المصالح الضيقة، وإلا فان الخلافات بينهما وصلت لحد الفضائح، وهذا موثق بالاعلام، ولكن ما حصل الآن هو تقاسم للمناصب لا أكثر”.

ويشير الجميلي، الى أن “المرحلة الحالية بحاجة إلى من يخدم البلد، وليس تقاسم المصالح الضيقة والوزراء والدرجات العليا، وهي تكريس للطائفية لا غير، خصوصا وأن العراق على أبواب الانهيار”.

وحول دعوة ائتلاف الوطنية التحالف السني، يوضح الجميلي “لم تتم دعوتنا، لأنهم يعتبرون الخاسرين خارج اللعبة، ونحن خسرنا بسبب تزويرهم”، مضيفا “هؤلاء كانوا تلاميذ لدينا والآن انقلبوا علينا”.

وحل تحالف “تقدم” في المرتبة الثانية بعد الكتلة الصدرية بـ43 مقعداً في حين حقق غريمه تحالف “العزم” نحو 14 مقعدا، ما قد تمنح القوى السنية دورا أساسياً في ترجيح كفة أي طرف شيعي، إذا ما قبلت بالتحالف معه لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر.

إقرأ أيضا