بعد شهور على طرده.. هل يرسل حزب الله بديلا عن كوثراني الى العراق؟

الحكومة العراقية المرتقبة، ستشكل لأول مرة بغياب ذراع حزب الله اللبناني النافذ في العراق محمد…

الحكومة العراقية المرتقبة، ستشكل لأول مرة بغياب ذراع حزب الله اللبناني النافذ في العراق محمد كوثراني، بعد “طرده” من قبل زعماء سياسيين شيعة، لتجاوزها وفرض شخصيات “تابعة” له داخل مفاصل الدولة، في ظل خطوات الحزب السريعة لاختيار بديل عنه، من أجل الإمساك بملفات المنطقة ضمن مؤسسات صنع القرار الإيراني، وملء الفراغ الذي تركه اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني.

وتقول المصادر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “رجل حزب الله اللبناني في العراق، محمد كوثراني، جرى طرده من بغداد، من قبل أبرز القوى الشيعية، وتم إبلاغه بعدم تدخله في تشكيل الحكومة المقبلة، بل وعدم مجيئه للعراق”.

رجل الدين المولود بمحافظة النجف، (حسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية)، يعتبر من الجيل الأول لحزب الله اللبناني، وكان له دور بارز في العراق منذ السنوات الأولى التي تلت عام 2003، بعد تكليفه من قبل الأمين العام للحزب حسن نصرالله، بإدارة ما يسمى “الملف العراقي”.

وتضيف المصادر، أن “توجه القوى الشيعية تجاه كوثراني، جاء بناء على تنامي نشاطه داخل العراق، المرتبط ببعض السياسيين ورجال الأعمال الذين تحوم حولهم شبهات فساد، بالاضافة الى دخوله بمشاريع تجارية كبيرة، فضلا عن تقويته لبعض الاشخاص ودعمهم لتسنم مناصب عليا في البلد، مقابل تمرير مصالحه”، مؤكدا أن “نشاط كوثراني كان لصالحه الخاص، حيث حاول خلق بيئة مرتبطة به، وأنصارا يتبعون أوامره”.

وتؤكد المصادر، أن “كوثراني هو من كان يقصده زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في حوار متلفز قبل أيام قليلة، حيث أشار الى طرده شخصية إقليمية من العراق، نظرا لتدخلها باختيار الرئاسات الثلاث من البلد”، مبينا أن “المالكي كان يعلم بأن كوثراني يحاول دعم مصطفى الكاظمي للحصول على ولاية ثانية، وأن هناك تنسيقا بينهما بهذا الشأن على الرغم من عدم تواجده في بغداد طوال الشهور الماضية، لذلك فانه حاول إيصال رسالة قوية لرفض بقاء الكاظمي”.

وتوضح، أن “حزب الله، بدأ بماحثات موسعة وسريعة لاختيار بديل عن كوثراني لتسليمه الملف العراقي، وذلك في ظل سعي الحزب للسيطرة على ملفات المنطقة، نتيجة للفراغ الذي تركه اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني قاسم سليماني مطلع 2020”.

وتبين أن “حزب الله، وبعد أن نجح في توجيه القرار الايراني داخل لبنان، بدأ بالتوجه الى دول المنطقة، مثل سوريا واليمن والعراق، ويحاول جاهدا الآن أن يأخذ دور الصانع الخفي لتوجيه تلك الدول، وتكرار الدور الذي كان يلعبه سليماني سابقا”.

وكانت الولايات المتحدة، أعلنت في نيسان أبريل 2020، عن مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يوفر معلومات عن كوثراني، وأكدت في بيانها آنذاك، أن “كوثراني تسلم بعض التنسيق السياسي للجماعات المسلحة المدعومة من إيران، والتي كان ينظمها سليماني سابقا، ومنها بقمع التظاهرات والاعتداء على البعثات الدبلوماسية الأجنبية والانخراط في أنشطة إجرامية واسعة النطاق”.

كما أن واشنطن كانت قد أضافت كوثراني إلى قائمة الإرهاب العالمية عام 2013، واتهمته بتمويل الجماعات المسلحة في العراق والمساعدة في نقل المقاتلين العراقيين إلى سوريا للقتال مع صفوف الرئيس السوري بشار الأسد التي استهدفت القضاء على الثورة.

يشار الى أن كوثراني، كان يرتبط بعلاقة وطيدة جدا مع سليماني، وعمل الى جانبه لسنوات عديدة، كما تم اتهام كوثراني بأنه المسؤول المباشر عن العديد من الهجمات ضد قوات التحالف في العراق، بما في ذلك التخطيط لهجوم جرى في كانون الثاني يناير 2007 على مركز تنسيق مشترك في محافظة كربلاء، أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين.

ويحمل كوثراني الجنسيتين العراقية واللبنانية ومسجل لدى السلطات الرسمية تحت اسمي “محمد كوثراني وجعفر الكوثراني”، ولديه قيود رسمية بتواريخ ميلاد في أعوام: 1945 و1959 و1961 بحسب بيانات وزارة الخزانة الأميركية.

وكان الخبير الاستراتيجي الراحل هشام الهاشمي، قد وصف أهمية كوثراني في مطلع العام 2020، بأنها “باتت خلال السنوات السبع الماضية تكمن في أنه يلعب أكثر من دور، وأنه اليوم ضابط إيقاع البيت السياسي الشيعي الولائي (أي الأحزاب السياسية الشيعية العراقية التي تعتبر مرشد الجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي مرجعها الفقهي والعقائدي)”، مبينا أن “كوثراني عمل بعد العام 2014 على تيسير لقاءات ومصالحات بين العرب السنة الذين كان لهم موقف ضد السلطة الشيعية في بغداد، وأن دوره تعاظم بعد مقتل سليماني والمهندس، وأصبح منسقا بين المكونات السياسية من سنة وشيعة وكرد”.

إقرأ أيضا