الغموض يلف ديالى.. تحذير من عودة الطائفية والحشد يصفها بـ”التهويل الإعلامي”

بين العنف والعنف المضاد، يعيش أهالي ديالى أوضاعا مضطربة، ففيما أكد قادة ميدانيون بهيئة الحشد…

بين العنف والعنف المضاد، يعيش أهالي ديالى أوضاعا مضطربة، ففيما أكد قادة ميدانيون بهيئة الحشد الشعبي، أن الوضع “تحت السيطرة” وأن ما يروج بشأن موجات نزوح جديد من قرية نهر الإمام هو محاولة لـ”تأجيج الطائفية”، أشار سياسي سني الى حدوث هجمات متكررة استهدفت أهالي القرية، وناشد القيادات الأمنية بمسك الأمور للحد من انزلاق الأمور والعودة للطائفية.

ويقول مسؤول محور الحشد الشعبي في محافظة ديالى صادق الحسيني، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الأوضاع الأمنية في المقدادية أصبحت تحت السيطرة، وذلك عقب اجتماع أمني حضره العديد من القادة الأمنيين، وتم تغيير قائد شرطة ديالى على خلفية ما جرى في المحافظة، وتم تنصيب اللواء عباس الجبوري بديلا عنه”.

ويضيف الحسيني، أن “محافظ ديالى والقيادات الأمنية وضعت خططا لتأمين المنطقة وتمت السيطرة على جميع المحافظة، ولن يكون هناك تعرض جديد على المحافظة، وسيكون هناك تفتيش مستمر وسيتم تفعيل الدور الاستخباراتي”.

 

وحول ما أشيع من تهجير أهالي قرية نهر الإمام ونزوح سكانها على أيدي مجاميع مسلحة، يبين أن “الهجوم الأخير حين حدث طلبت القوات الأمنية من العوائل المغادرة لغرض تطهير المنطقة ثم العودة اليها، وهي لا تتجاوز 30 عائلة فقط”، نافيا “أية أنباء عن حدوث أعمال انتقامية بين الأهالي أو قيام مسلحين شيعة بابادة مواطنين سنة، بل إن ما حدث من جرائم هي إرهابية من قبل تنظيم داعش فقط، وأن هذه الأنباء ما هي إلا تطبيل إعلامي يهدف لإعادة الطائفية، لكنه لن ينجح”.

يذكر أن تنظيم داعش شن الثلاثاء الماضي، هجوما على قرية الرشاد في ناحية المقدادية في ديالى، عبر كمين تمثل باختطاف عدد من الأشخاص وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم إلا أن عناصر داعش قتلوا المخطوفين وزرعوا عبوات ناسفة في طريق يقود إلى مكان التبادل في قرية الرشاد جنوبي المقدادية، وانتهت حصيلة الهجوم إلى 14 ضحية وأكثر من 15 جريحاً.

وعلى إثر هذا الهجوم، تناقلت بعض وسائل إعلام محلية أنباء قيام مسلحين شيعة بمهاجمة قرية الرشاد، وقرية نهر الإمام التي يقطنها غالبية سنية، كرد فعل انتقامي.

يشار الى أن رئاسة أركان الجيش وقيادة العمليات المشتركة، قد توعدت مرتكبي جريمة المقدادية بزلزلة الأرض تحت أقدامهم، والأصوات النشاز بـ”لقمها رصاصاً لا حجراً”، وذلك بعد تفقد رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، موقع الهجوم في قرية الرشاد.

وقد واجه الوفد الأمني الذي زار ديالى عقب الهجوم، ردود أفعال جماهيرية غاضبة انتقدت الضعف الأمني وفشل إجراءات وخطط حماية وتأمين القرى والأرياف الساخنة على الرغم من الهدوء والاستقرار الذي يسودها منذ عدة سنوات.

وعلى خلفية هذه الأحداث، كشفت مصادر إعلامية عن نزوح 170 عائلة من قرى ديالى باتجاه حي الكاطون، غربي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، خوفا من هجمات دموية جديدة في قرى جنوبي قضاء المقدادية.

من جانبه، يبين القيادي في تحالف عزم محمد نوري العبدربه، أن “ما حدث في محافظة ديالى قبل أيام هي عملية إرهابية من قبل عصابات داعش وراح ضحيتها العديد من الأشخاص”.

ويستدرك العبدربه “ما حصل بعد هذه الحادثة، هو رد فعل من قبل أهالي الضحايا في المقدادية، حيث بدأ قسم منهم بالهجوم على قرية نهر الإمام، ما أدى إلى قتل اعداد أخرى من الأشخاص وقسم آخر بدأوا بتهجير عدد كبير من الناس الى الاقضية المجاورة”.

ويستطرد “القوات الأمنية غير قادرة على حماية أهالي المنطقة، وتم ابلاغهم أنهم قد يتعرضون الى هجوم متكرر، وأن أفضل طريقة هي ترك هذه المناطق والنزوح الى بعقوبة وغيرها من الأقضية الأخرى”، موضحا أن “هذا بحد ذاته ينذر بخطر كبير، لأن ما يجري من الممكن أن يكون بداية لعملية طائفية”.

ويدعو العبدربه عوائل ضحايا المقدادية الى “ضبط النفس، وأن يكون انتقامهم من داعش وليس من سكان المدن”، مناشدا القوات الأمنية “بالسيطرة على الوضع، وأن لا تسمح للبلاد بالانجرار الى موضوع الفوضى والطائفية مرة أخرى”.

وقد شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، ردود فعل منقسمة، فهناك جهة تطالب بتطهير وتجريف قرية نهر الإمام التي يعتقد أن الهجوم انطلق منها، وتحويلها الى نسخة من جرف الصخر، تركز آخرون للدفاع عن حق أهالي القرية في العيش والبقاء، محذرين من “تطهير عرقي” لأسباب لا دخل لهم فيها.

إقرأ أيضا