عيد الازدهار.. الصابئة المندائيون يعدون الرز واللبن بمناسبة “بداية الأرض”

يحتفل الصابئة المندائيون صباح اليوم الإثنين، بـ”عيد الازدهار” أصغر الأعياد لدى أتباع الديانة الرافدينية القديمة،…

يحتفل الصابئة المندائيون صباح اليوم الإثنين، بـ”عيد الازدهار” أصغر الأعياد لدى أتباع الديانة الرافدينية القديمة، حيث تبدأ العائلات بإعداد فطور مميز، مكون من الرز المطبوخ واللبن والتمر، ويرمز الى المناسبة التي ترتبط بـ”بداية الارض” وتهيئتها لخلق آدم وحواء.

وتعد الديانة المندائية من أقدم الديانات التوحيدية، ويتمركز أبناؤها في مدن جنوبي العراق، قرب الأهوار والأنهر، نظرا لارتباط طقوسهم بالماء الجاري، كالتعميد وعمل الثواب والصلاة.

ويقول رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم الشيخ ستار جبار الحلو في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هذا العيد يسمى عيد الازدهار، وهو انتصار عالم النور على عالم الظلام، وذلك بنزول الملك جبرائيل الى عالم الظلام وتقييد شره وتهيئة الأرض لخلق آدم وحواء، وشق الأنهر والأزهار والأشجار وغيرها“.

ويضيف الحلو، أن “هذا العيد يأتي بالمرتبة الثانية بعد رأس السنة المندائية، ونمارس فيه طقس التعميد، وطقس طعام الغفران للمتوفين والمرضى، وتوزيع النقود على المحتاجين والفقراء“.

ويتابع أن “من عادات هذا العيد، هو توزيع الرز واللبن، الذي يرمز الى بداية الارض“.

عيد الازدهار له طقوس مختلفة، فهو يبدأ بطبخ الرز وتناوله مع اللبن والتمر، صبيحة أول يوم فيه، بعد شروق الشمس، وتقام هذه المأدبة عقب قراءة الأدعية والتراتيل من كتاب الصابئة المقدس “الكنزا ربا”، وهذا الإفطار، يعمل كجزء من الثواب للموتى، ويؤكل بعد قراءة الفاتحة.

الى ذلك، يذكر إحسان الفرح، المواطن المندائي من محافظة الديوانية في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العيد لا يختلف بطقوسه عن الأعياد الأخرى، من ناحية تبادل التهاني بين أبناء الديانة وتوزيع الثواب للمتوفين، لكنه يتميز بمسألة توزيع الرز واللبن“.

وحول توجه العائلات المندائية للتعميد، يوضح، أن “المناسبة تصادف عادة في فصل الخريف وخلال هذه الفترة تنخفض درجات الحرارة، الأمر الذي يجنب العائلات الذهاب نحو طقوس التعميد، إلا في حال صادفت أن يكون الطقس معتدلا، حيث تذهب العائلات للتعميد“.

ويعد التعميد، من أبرز أركان الديانة، والذي يعني تطهيرا لـ”الجسد والروح” من كافة الخطايا والذنوب، وعلى كل صابئي أن يتعمد بعد ولادته بسنوات قليلة، وأيضا عند الزواج وبعد أن يرزق بأطفال، ومن شروط التعميد أن يقام في نهر أو بحيرة، أي داخل ماء جار وليس ساكنا، وهذا ما دفع أبناء الديانة الى التمركز منذ الأزل قرب الأنهار والأهوار في جنوب العراق، حيث ترتبط طقوس التعميد أو الصلاة أو الزواج بالماء.

وللصابئة 4 أعياد رئيسة ومناسبات عدة أخرى، الأول هو عيد الخليقة (البرونايا) وفيه خلق الخالق عوالم النور العليا، ويستمر لمدة 5 أيام، والثاني هو عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا، بالاضافة الى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز يوليو ويستمر 7 أيام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والأيام كما يعتقدون، والأخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير الذي يصادف اليوم، وفيه قام الله أو الحي العظيم (كما يسمى داخل الديانة) بخلق الأزهار والأثمار والطيور والحيوانات، بالاضافة الى هذا خلق آدم وحواء، وهذا العيد يعتبر بداية نشوء الخلق.

وواجه أبناء الطائفة المندائية في العراق بعد 2003 الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد أبرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، من بينها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى كثير من الاعتداءات والانتهاكات، بينها السرقة والاختطاف بشكل مباشر ومستمر، ما أدى الى هجرة الكثير منهم باتجاه الغرب.

إقرأ أيضا