هل يتزعم الخزعلي قوى “الإطار التنسيقي”؟

منذ بدء التظاهرات والاعتصامات التي تدعمها قوى “الإطار التنسيقي”، وما رافقها من أحداث دامية قرب…

منذ بدء التظاهرات والاعتصامات التي تدعمها قوى “الإطار التنسيقي”، وما رافقها من أحداث دامية قرب المنطقة الخضراء، برز تدريجيا الدور المؤثر للأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في هذا الحراك، خصوصا بعد مشاركته أنصار الإطار الذي يضم أغلب الأحزاب والكتل الشيعية باستثناء التيار الصدري، ما يطرح تساؤلات عدة عن سر هذا الدور، وهل سيمهد الى زعامة الخزعلي لـ”التحالف الشيعي”؟

ويقول عضو الإطار التنسيقي علي الغانمي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، يتحرك لتقريب وجهات النظر من اجل أن يكون الإطار التنسيقي هو الخط السياسي الذي يمثل الكتل الشيعية، لاستكمال متطلبات استحقاق المكون الشيعي المتمثلة بمنصب رئاسة الوزراء”.

ويضيف الغانمي، أن “بقية الكتل ضمن الإطار تحصل لديهم اختلافات في وجهات النظر مع الكتل الأخرى، ولكن الخزعلي هو الأقرب لبعض الكتل وليس جميعها بالطبع، وبالتالي نجد أن الخزعلي هو أكثر الشخصيات السياسية المتحمسة للموضوع”.

وحول تفويض الإطار للخزعلي بالتصدي لهذه المسألة، يوضح أنه “لا يوجد قرار داخل الإطار الى الآن في هذا الشأن، لأن بعض الكتل الأخرى أيضا لا يوجد تقارب بينها وبين الخزعلي، وإنما هناك جهود شخصية منه للملمة البيت الشيعي”.

وبشأن الحراك الذي يقوده الخزعلي على خلفية أحداث المنطقة الخضراء، يؤكد الغانمي، أن “للخزعلي تأثيرا كبيرا في الساحة السياسية، وخصوصا تداعيات الموقف الأخير والتظاهرات الأخيرة، لأنه قريب من الجميع وله تأثير أيضا على القوى الرافضة لنتائج الانتخابات، كما أنه أصبح صاحب التأثير الأقوى في هذه المواقف”.

وتواجد الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي في ساحة الاعتصام قرب بوابة المنطقة الخضراء، وذلك ليلة الخميس الماضي، أي قبل الأحداث التي شهدتها مداخل المنطقة، والتي تمثلت بمحاولة العتصمين الدخول لها، فيما صدتهم قوات مكافحة الشغب بمختلف الطرق، حيث استخدمت الرصاص الحي وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع والدخانيات.

وأدت أحداث المنطقة الخضراء، الى مقتل مساعد آمر لواء في حركة العصائب، فيما شهدت ليلة أمس الأول تصعيدا، تمثل بانتقال المواجهات بين القوات الأمنية والمعتصمين الى منطقة الكرادة.

وفي خضم هذه التطورات، توجه الخزعلي الى ساحة الاعتصام عند مدخل المنطقة الخضراء، ومن ثم في الساعة الثالثة من فجر يوم أمس، توجه وفد حكومي يضم وزير الداخلية والسكرتير العسكري للقائد العام للقوات المسلحة ورئيس أركان الجيش الى الخزعلي.

وتوجه الخزعلي صباح أمس، الى مجلس القضاء الأعلى والتقى رئيسه فائق زيدان، بهدف ملاحقة المعتدين على المتظاهرين، حيث سقط مئات الجرحى من الطرفين (المعتصمين والقوات الأمنية)، ومن ثم بعد ذلك توجه الخزعلي الى رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي.

وتأتي تحركات الخزعلي في ظل اقتصار قادة كتل الإطار التنسيقي على إصدار البيانات والتغريدات فقط، وأبرزهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، ووسط دعوات لتزعم الخزعلي قوى الإطار أو تحالف الفتح الذي يضم أحزابا وحركات شيعية تعرف بقربها من إيران.

الى ذلك، يبين عضو الإطار التنسيقي محمد البلداوي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الخزعلي هو الآن قائد لأقوى فصيل من فصائل المقاومة في العراق، وكان لحضوره في ساحة الاعتصام الدور الكبير في درء فتنة كانت ستقوم، لو استمر هؤلاء القتلة الذين يعملون لأجندات في أن يستبيحوا الدم العراقي”.

ويتابع البلداوي، أن “الجميع يعلم أنه لولا حضور الخزعلي والأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي في ذلك الموقف، لحدث ما لا يحمد عقباه”.

ويلفت الى أن “الزيارة الخاصة للخزعلي من الوفد الحكومي، كانت لتقدم الشكر له على درء الفتنة واستعدادهم للمضي قدما في التحقيق والوقوف على الحقائق ومعاقبة المجرمين، كما أن الخزعلي طرح على الوفد محاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة، وهو أيضا ما طرحه على رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان ايضا”.

وأجري مساء يوم أمس، مجلس عزاء لمساعد آمر اللواء، قرب مدخل المنطقة الخضراء من جهة وزارة التخطيط، وقد حضره كافة قادة الفصائل المسلحة ورئيس أركان هيئة الحشد الشعبي “ابو فدك”.

إقرأ أيضا