فعل ورد فعل.. هل للفصائل علاقة بالتوتر مع القوات التركية شمالي العراق؟

تعود القوات التركية من جديد لقصف الأراضية العراقية، بعد استهداف لإحدى قواعدها في محافظة نينوى…

تعود القوات التركية من جديد لقصف الأراضية العراقية، بعد استهداف لإحدى قواعدها في محافظة نينوى مؤخرا، وفيما نفت الفصائل المسلحة مسؤوليتها عن الدخول بصراع عسكري مع تركيا أو استهداف مواقعها في البلاد، طالبت الحكومة بطرد القوات التركية وحزب العمال الكردستانيPKK  على حد سواء من البلاد، وسط رفض كردي للتوغل التركي بوصفه “خطرا كبيرا” على الإقليم.

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق سعد السعدي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “موقفنا أعلناه بشكل واضح من التواجد التركي والتواجد الأجنبي بشكل عام في العراق، وطالبنا بخروج جميع القوات الدولية سواء كان تحالف دولي أو وجود تركي على اعتباره وجود غير شرعي وغير قانوني وخرق للسيادة العراقية، إضافة إلى قيام تركيا بعمليات عسكرية دون علم أو تنسيق مع الحكومة العراقية“.

ويضيف السعدي، أن “فصائل المقاومة لحد الآن لم يكن لها أي موقف عسكري تجاه الوجود التركي، حيث أنها تركت الموضوع  للحكومة العراقية، فهو واجب من واجباتها، وعلى الدبلوماسية العراقية أن تأخذ دورها في إخراج ومنع القوات التركية من دخول الأراضي العراقية والقيام بأي أعمال عسكرية“.

ويبين أن “القصف المتبادل كان وما زال بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني، وهناك مواجهات ما زالت مستمرة بين هاتين الجهتين اللتين نعتبر وجودهما غير شرعي وغير قانوني، لذا نطالب الحكومة العراقية بأن تكون على مستوى من المسؤولية في إخراج الجيش التركي من الأراضي العراقية، وكذلك منع تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني من دخول الأراضي العراقية“.   

وكانت قاعدة زليكان التركية في محافظة نينوى تعرضت الى قصف صاروخي في 7 تشرين الثاني نوفمبر الحالي، دون معرفة حجم الأضرار والخسائر التي سببها القصف.

فيما قصفت القوات التركية، يوم أمس الثلاثاء، محافظتي دهوك ونينوى، مستهدفة بحسب إعلانها مواقع لعناصر حزب العمال الكردستاني.

وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت في 30 تشرين الأول أكتوبر الماضي، عن تنفيذ إنزال جوي على إحدى جبال إقليم كردستان والسيطرة على هدف يستخدمه حزب العمال الكردستاني فيه.

وجاءت هذه العملية، بعد أن صوت البرلمان التركي في 26 من الماضي، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض الحكومة بإرسال المزيد من القوات.

ومنذ مطلع العالم الحالي، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الانزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة الى إعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.

الى ذلك، يبين القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني أريز عبدالله خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “تركيا هي محتلة للأراضي العراقية، والقصف التركي لمناطق كردية مستمر، والحجة هو ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK)”.

ويلفت عبدالله، الى أن “هناك معسكرا كبيرا للأتراك في مدينة بعشيقة، وهي مدينة لا يوجد فيها أي عنصر من عناصر حزب العمال الكردستاني، أو المناطق المحيطة بها”، مؤكدا “رأينا في الآونة الأخيرة قصف معسكرات تركية في بعشيقة وغيرها، لكن بصراحة لا نعلم مصدرها، وليس هناك جهة تعلن رسميا وتتبنى هذا القصف، لكن هل هي الفصائل المسلحة أو غيرها لا نعرف“.

ويردف أن “للتوغل التركي انعكاسا خطيرا على إقليم كردستان، حيث تجري عمليات تهجير، لاسيما وأن تقدم هذه القوات مستمر، ومع الأسف وسط صمت حكومي تام“.

وكان قضاء سنجار هو الهدف التركي المعلن، حيث يعتبر معقلا لعناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما دفع بالفصائل المسلحة العراقية لإرسال ألوية عسكرية الى القضاء، وتمركزت فيه لصد أي عملية تركية محتملة داخل القضاء الذي يقع جنوب غربي نينوى، ويعد موطنا لتواجد أبناء المكون الإيزيدي في العراق، والذي تعرض الى إبادة على يد تنظيم داعش في آب اغسطس 2014، حيث اختطف التنظيم آلاف النساء والاطفال، فضلا عن قتل آلاف آخرين، ومؤخرا تم الاعتراف بما تعرض له المكون كـ”إبادة جماعية”، في العديد من بلدان العالم.

وبحسب بعض المصادر، فان لتركيا 27 قاعدة عسكرية بما فيها مراكز تدريب لجنود أتراك في إقليم كردستان العراق، بينما أقر رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدرم في العام 2018، بوجود 11 قاعدة عسكرية، قائلا “قمنا بإنشاء 11 قاعدة عسكرية وضاعفنا عدد جنودنا وقواتنا في تلك القواعد لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني قبل التوغل إلى حدودنا“.

وتنتشر القواعد التركية في مناطق: بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.

إقرأ أيضا