نقص الكتب المدرسية.. التربية تعزوه لتأخر الأموال وتربويون يتهمونها بـ”التبعيض”

بعد مرور نحو أسبوعين على بدء العام الدراسي الجديد، برزت أزمة نقص الكتب المدرسية، وهو…

بعد مرور نحو أسبوعين على بدء العام الدراسي الجديد، برزت أزمة نقص الكتب المدرسية، وهو ما عزته وزارة التربية الى تأخر وصول التخصيصات المالية للقيام بطباعة المناهج والكتب الجديدة، مؤكدة أن الطباعة جارية الآن، وسيتم التوزيع خلال فترة قليلة، فيما اتهمتها إحدى إدارات المدارس بتبعيض الوزارة في التوزيع، ما أدى لاعتماد طلبة مدارس كثيرة على الاستنساخ.

ويقول المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الوزارة لم تطبع أي منهج منذ عامين بسبب الأحداث التي مررنا بها، من تفشي جائحة كورونا واتباع التعليم الالكتروني”.

ويضيف فاروق، أنه “في بداية كل عام، يكون هناك توزيع للمناهج المسترجعة من قبل الطلبة للعام السابق، إضافة إلى المناهج التي تتم طباعتها، لكن خلال العامين الماضيين، كانت أغلب الكتب المسترجعة تالفة، إضافة الى تأخر وصول التخصيصات المالية لطباعة كتب جديدة”.

ويتابع أن “الوزارة تعاقدت مؤخرا لطبع المناهج مع المطابع الحكومية والأهلية، وأن الطباعة ما زالت جارية لغاية الآن”، موضحا أن “هناك أكثر من 60 عنوانا تتم طباعتها حاليا وبأعداد مختلفة، والمطابع تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية وخلال الأيام المقبلة سيتم توزيع المناهج الدراسية بشكل كامل”.

ويلفت الى أن “الوزارة تعمل على أن يكون الشهر الأول من بداية العام الدراسي تربويا أكثر مما هو تعليمي، فنحن الآن نعمل على مؤالفة التلاميذ مع المقاعد الدراسية وإخراجهم من الحياة التي تعودوا عليها خلال العام ونصف العام الماضي، من مواقع إلكترونية وعزلة داخل البيت إلى عالم الدراسة مرة أخرى”.

يشار الى أن العام الدراسي الجديد بدأ في 1 تشرين الثاني نوفمبر الحالي، بمشاركة أكثر من 11 مليون تلميذ في عموم مدارس العراق، وذلك رغم تأخر موعد انطلاقه عن الموعد المعتاد، وهو في أيلول سبتمبر من كل عام.

وقبل أن ينطلق العام الدراسي بأيام، كانت وزارة التربية قد نشرت رابطا يضم المنهاج الدراسي، ودعت الأهالي الى طباعة الكتب من خلاله.

وخلال الأيام الماضية، تفجرت أزمة نقص الكتب، وسط شكاوى الأهالي، وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبات توزيع الكتب الدراسية.

يذكر أن العام الدراسي الماضي، شهد إرباكا كبيرا منذ انطلاقه في أواخر 2020، حيث أعلنت وزارة التربية في حينها أن الدوام الحضوري سيكون بواقع يوم واحد في الأسبوع، وقسمت أيام الأسبوع على عدد المراحل الدراسية في كل مدرسة، لكن سرعان ما تراجعت عن القرار، وأعادت الدوام الحضوري لطلبة الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، معللة ذلك بـ”اكتسابهم المهارات العلمية الأساسية في القراءة، والرياضيات، والعلوم والدين الإسلامي”، لكن الوزارة عادت في أيار مايو الماضي، الى إيقاف العمل بالدوام الحضوري، بناء على مقررات اللجنة العليا للصحة والسلامة، والاعتماد على التعليم الإلكتروني في جميع المراحل الدراسية، وذلك في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا لأكثر من 8 آلاف إصابة يوميا في ذلك الوقت.

الى ذلك، يبين عادل عطية، وهو مدير مدرسة في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هناك نقصا واضحا وكبيرا في الكتب، حيث يعتمد الطلاب الآن على استنساخ المواد من أجل دراستها بسبب النقص الحاصل، أو يعتمد بعضهم على الكتب القديمة الممزقة”.

ويشير الى أن “وزارة التربية هي من تتحمل مسؤولية هذه الأمر، حيث لم تقم بتزويد المدارس بالكتب الجديدة”، مؤكدا أن “النقص شديد في بعض المدارس دون أخرى، حيث أن الوزارة قامت بتوزيع الكتب على بعض المدارس ما أدى إلى حصول طلبة دون آخرين على كتب جديدة”.    

وغالبا ما تتجدد مسألة نقص الكتب المدرسية، وبلغت مرحلة في السنوات الخمس الماضية، الى بيعها في السوق السوداء بمبالغ مرتفعة جدا، وسط عجز الوزارة عن توفيرها بشكل كامل لكافة المدارس.

ومن المفترض ان تبدأ وزارة التربية، بطباعة المنهاج الدراسي بشكل جديد، بعد إلغاء نظام الإحيائي والتطبيقي والعودة الى العلمي والأدبي، بدءا من العام الدراسي المقبل.

إقرأ أيضا