بسبب الموقف من الكاظمي.. الانشطار يهدد “الإطار”

ظهرت خلافات حادة داخل قوى “الإطار التنسيقي”، وتحديدا بين حركة عصائب أهل الحق ومسؤول فصيل…

ظهرت خلافات حادة داخل قوى “الإطار التنسيقي”، وتحديدا بين الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، والأمين العام لحركة العراق الأسلامية كتائب الإمام علي شبل الزيدي، بسبب اختلاف المواقف حيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وتبرئته من قتل المعتصمين أمام المنطقة الخضراء.

وتقول مصادر سياسية مطلعة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “خلافا حادا نشب بين زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ومسؤول كتائب الإمام علي ورئيس كتلة مهنيون للبناء شبل الزيدي، على خلفية وقوف الزيدي الى جانب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وتأكيده بأن رئيس الحكومة لم يمنح الإذن بقتل المتظاهرين المعتصمين من جمهور الإطار التنسيقي أمام المنطقة الخضراء“.

وتضيف المصادر، أن “الخلاف بلغ ذروته قبل أيام، عندما التقيا (الخزعلي والزيدي) في مجلس العزاء الذي أٌقامته حركة العصائب لتأبين واحد من قياداتها قضى في أحداث المنطقة الخضراء، حيث قام الخزعلي بمعاتبة الزيدي على موقفه المؤيد للكاظمي وتأكيده على عدم علاقته بما جرى من قمع للمعتصمين“.

وسرعان ما ظهر الخلاف الى العلن بعد سلسلة تغريدات للزيدي على حسابه في تويتر، فهم منها تبرئة الكاظمي من أي تهمة ضده بقتل المتظاهرين، فقد نشر تغريدة في 7 تشرين الثاني نوفمبر الحالي، أي في يوم استهداف منزل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وأكد فيها أن التحقيقات أشارت الى عدم وجود أمر مباشر من رئيس الحكومة بفتح النار على متظاهري الإطار التنسيقي أمام المنطقة الخضراء، كما دان عملية استهداف منزل رئيس الحكومة ووصفه بـ”الجبان والمشبوه“.

Image

وتزامن الخلاف مع ورود معلومات شبه مؤكدة، على مطالبة الجنرال الإيراني اسماعيل قاآني قادة الأحزاب والفصائل المعترضة على نتائج الانتخابات بسلوك السبل القانونية وعدم اللجوء الى العنف أو الإطاحة بالحكومة الحالية.

وتشير المصادر، الى أن “الزيدي تربطه علاقة قديمة بالكاظمي، بدأت منذ الشهور الأولى لتولي الأخير لمنصبه، ونشأت بينهما مصالح مشتركة في العديد من الملفات، وهو ما يمثل خروجا عن التوجه المعروف للفصائل المسلحة التي تنضوي جميعها تحت راية تحالف الفتح بما فيها حركة الزيدي“.

وشهدت بوابات المنطقة الخضراء اعتصامات لأنصار الإطار التنسيقي الشيعي، إذ سرعان ما ظهرت تطورات سريعة وأحداثا دموية، تمثلت بتطويق مداخل المنطقة المحصنة يوم الجمعة الماضي، ما دفع قوات مكافحة الشغب الى استخدام القوة لتفريقهم، حيث أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأدى الى سقوط مئات الجرحى، ومقتل مساعد آمر لواء في حركة عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي.

وعقب هذه الأحداث، سارع قادة القوى الشيعية الى إدانة ما جرى وتحميل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مسؤولية ما جرى، وبعد يومين من ذلك التصعيد، أعلن عن نجاة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال عبر استهداف منزله بطائرات مسيرة، وبحسب بيان وزارة الداخلية، فان طائرتين مسيرتين تم إسقاطهما فيما استهدفت الثالثة المنزل.

يذكر أن حركة الزيدي السياسية “مهنيون للبناء”، هي إحدى تشكيلات كتلة السند الوطني التي يرأسها أحمد الأسدي، وتنضوي تحت تحالف الفتح، وتحظى في البرلمان السابق سبعة نواب، موزعين على كتلها الخمس، وكان للزيدي نائب واحد يمثل حركته وهو محمد صاحب الدراجي، وزير الإعمار والإسكان الأسبق.

جدير بالذكر، أن زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، شن هجوما حادا على الكاظمي خلال أحداث منطقة الخضراء، وعندما تم استهداف منزله أعتبر الأمر “مفبرك” وطالب بالتحقيق لإثبات صحة الإستهداف

وفي العراق، بلغ عدد الفصائل المسلحة حسب آخر إحصائية 68 فصيلا، تنقسم مرجعياتها الى أقسام عدة، منها تتبع الولي الفقيه أو ما يصطلح عليها بالولائية، وأخرى تتبع المخابرات الايرانية، وأخرى ترتبط بالمرجع الديني الاعلى في النجف علي السيستاني، وبعض هذه الفصائل شكلت احزابا وشاركت في العملية السياسية وبات لها تمثيل نيابي، فضلا عن حصول بعضها على وزارات في الحكومات العراقية، طيلة السبع سنوات الماضية، حيث برزت عام 2014 عند اجتياح تنظيم داعش للاراضي العراقية.

إقرأ أيضا