هل يصمد النظام الصحي أمام موجة جديدة من كورونا؟

رجح مختصون انهيار النظام الصحي في العراق، أمام أي تحور أو موجة جديدة من فيروس…

رجح مختصون انهيار النظام الصحي في العراق، أمام أي تحور أو موجة جديدة من فيروس كورونا، مشددين على أخذ اللقاحات والالتزام بالإجراءات الصحية، كونها الضمان الوحيد لمواجهة الفيروس، في ظل تأكيد وزارة الصحة على نجاعة جميع أنواع اللقاحات المتاحة لمكافحة أية موجة.

وتقول عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اللقاحات الحالية الخاصة بفيروس كورونا فعالة على كل السلالات، ولكن هذا لا يعني أنها تمنع الإصابة حتى إذا كانت سلالة قديمة أو جديدة، حيث أن الغاية من هذه اللقاحات هو أن لا تصل الإصابة الى مضاعفات حرجة وشديدة“.

وتضيف فلاح، أن “كل من تلقى اللقاح كانت أعراض إصابته خفيفة، ولم يستحق الدخول الى المستشفى، وليس مثل الشخص الذي لم يتلقّه، خصوصا من الذين لديهم مشاكل صحية قديمة أو أمراض مزمنة”، مبينة “وبالنسبة للوضع الصحي في العراق ومدى إمكانية تحمل النظام موجة جديدة من تفشي الفيروس، فإنه يعتمد على مدى التزام المواطنين بالإجراءات المفروضة والتلقيح بنسب كبيرة، لتجنب الوصول الى الحالات الحرجة والوفيات“.

وتشير الى أن “النظم الصحية المتطورة انهارت بسبب عدم الالتزام، والعراق لا يختلف عن أي نظام صحي في العالم”، مؤكدة أن “اللقاحات تساعد بزيادة المناعة المجتمعية، والتي كلما زادت بنسب عالية فهو سيحد من انتشار الوباء خصوصا“.

وتشهد أغلب بلدان المنطقة والعالم موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا، وقد بلغت أعداد الإصابات اليومية لأكثر من 30 ألف إصابة في بعض البلدان، وذلك بمقابل تسجيل العراق يوم أمس طفرة بعدد الإصابات بلغت نحو 900 إصابة بعد أن سجل قبل يومين نحو 600 إصابة فقط.

ويعاني الواقع الصحي في العراق من مشاكل عديدة، بداية من تقادم المستشفيات وعدم تأهيلها، إضافة الى الاهمال في الجوانب الخدمية والسلامة وعدم توفر الأدوية، وكانت آخر فاجعة في العراق، هي الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين بالناصرية مركز محافظة ذي قار، بسبب انفجار قنينة أوكسجين، ما أدى الى مقتل نحو 100 مريض بفيروس كورونا، وذلك عقب حريق أندلع في مستشفى ابن الخطيب الخاص بمرضى كورونا في العاصمة بغداد وأدى أيضا بحياة قرابة 100 شخص.

وكان أطباء قد حذروا خلال حديثهم لـ”العالم الجديد” في تموز يوليو الماضي، من “انهيار” الواقع الصحي مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا لمستويات قياسية في ذلك الوقت، حيث أكدوا وجود نقص بالأطباء والكوادر الصحية وعاملي الخدمة، فضلا عن استخدام كافة ردهات المستشفيات لعزل المصابين بما فيها ردهات الأطفال حديثي الولادة، إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي عن تلك الردهات، ما تسبب بخروج العديد من المرضى على “مسؤولياتهم“.

الى ذلك، يبين زهير العبودي، مدير شعبة الإنعاش في مستشفى الصدر العام خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العديد من الدول أعلنت تخوفها من تفشي سلالة متحورة من فيروس كورونا، إذ أن كل متحور يحمل صفات جديدة، وبالتالي فاننا نتخوف من أنه قد يكون سريع الانتشار، خاصة وأن التحور دائما يكون نحو الأسوأ وليس نحو الضعف، ولكن الحل يبقى في ارتداء الكمامة التي تحمي الانسان“.

وينوه الى أن “الوضع بالعراق كما هو عليه، ولم يتغير شيء، فالنظام الصحي لم يتطور وغير مستعد لمواجهة متحور جديد أو موجة جديدة، والمواطنون معتمدون على جهودهم الذاتية وأخذ اللقاحات”، مبينا أن “أكثر الدول التي أكملت لقاحاتها بنسبة أكثر من 70 بالمائة، أوصت بالجرعة الثالثة للقاح وأولها الإمارات بالنسبة للدول العربية وحتى بريطانيا وغيرها، حتى أصبحت الجرعة الثالثة مطلبا مهما والعراق لم يقر لغاية الآن هذا الأمر“.

ومن الدول المحيطة التي بدأت بإجراءات إعطاء الجرعة الثالثة هي تركيا والإمارات، شرط مضي 6 أشهر على الجرعة الثانية.

ووفقا للبيانات الرسمية، فان نسبة متلقي اللقاح في العراق بلغت 10 بالمائة، فيما بلغت في دول الجوار أكثر من 60 بالمائة من نفوس كل بلد.

وبين أحد الأطباء الاخصائيين في العاصمة بغداد، في حديث سابق لـ”العالم الجديد”، أن المؤسسة الصحية في العراق لم تتم متابعتها منذ العام 1962 في حين أن المنظومة الصحية في بريطانيا تقوم بعمل متابعة لنظامها كل عامين، وعلى سبيل المثال أن مستشفى القادسية في مدينة الصدر الذي يغطي حوالي أكثر من مليوني نسمة يضم خمسة اطباء اختصاص باطنية فقط، في حين كان لدينا سنة 1989، نحو 13 طبيبا اخصائيا.

إقرأ أيضا