طاولة الحكيم.. رفض صدري وترحيب كردي سني

لاقت الدعوة التي طرحها زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم لعقد “طاولة مستديرة” تشارك فيها جميع…

لاقت الدعوة التي طرحها زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم لعقد “طاولة مستديرة” تشارك فيها جميع الأحزاب وتهدف لحل الانسداد السياسي، ردود أفعال متباينة، ففيما رفضها التيار الصدري بشكل قاطع، قابلتها مواقف مؤيدة من قبل قوى سنية وكردية، كونها يعول عليها في إعادة الانسجام بين القوى الشيعية.

ويقول عضو الإطار التنسيقي عن ائتلاف دولة القانون عبد الهادي السعداوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الإطار التنسيقي لا يدخل في أي تفاوض أو حوارات جانبية بالوقت الحاضر، إذا لم تنته قضية العد والفرز اليدوي أو إعادة الانتخابات، وعند حسم هذا الملف يمضي بالحوارات الأخرى، لأنه بأصل الموضوع هو معترض على نتائج الانتخابات”.

وبشأن مبادرة رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، الداعية الى جلوس جميع الأطراف السياسية على طاولة واحد لحل الانسداد السياسي، يوضح السعداوي، أن “الحكيم جزء من الإطار التنسيقي، ولم ينسحب، ولكنه يعطي المبادرات، وهي إما أن يتم القبول بها من الطرف الآخر أو لا، لكن الإطار لن يتفاوض أو يتفاهم إلا بعد العد والفرز اليدوي الشامل”.

وكان رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، أطلق يوم أمس الثلاثاء، مبادرة تضمنت نقاطا عدة، منها جمع القوى الفائزة (على مستوى المقاعد أو الأصوات) وعلى مستوى (المتقبل للنتائج أو المعترض عليها) وعلى مستوى (القوى الكبيرة أو القوى الناشئة الشبابية والمستقلة)، لوضع صيغة تفاهم تفضي الى إعادة التوازن للعملية السياسية من خلال اتفاق وطني جامع، متبنى من قبل الجميع، بآليات ونقاط وتوقيتات واضحة وعملية.

وتعاني البلاد من أزمة سياسية حادة منذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات في تشرين الأول أكتوبر الماضي، حيث أعلنت قوى الإطار التنسيقي المكون من الكتل الشيعية باستثناء التيار الصدري، رفضها للنتائج، وتمسك بمطلب العد والفرز اليدوي الشامل لكافة محطات العراق الانتخابية.

ولغاية الآن لم تنطلق الحوارات بين الكتل السياسية بشكل جاد أو حقيقي لتشكيل الحكومة، رغم أنها بدأت في مطلع الشهر الحالي، لكن كانت أولية ولم تفض الى نتائج، وفقا لما أكدت مختلف الكتل السياسية في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، وأتضح أن كل المفاوضات السابقة كانت محاولات تقودها كل كتلة لإقناع الكتلة الأخرى برؤيتها للمرحلة المقبلة.

الى ذلك، يبين القيادي في التيار الصدري عصام حسين خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “يجب معرفة مكونات الطاولة المستديرة قبل عقدها، كما لا نعرف من سيتحمل مسؤولية الحكومة المقبلة عند الجلوس على هذه الطاولة، إضافة الى أن مخرجاتها ستكون مشابهة للوضع السابق، حيث ستنتج حكومة توافقية وتبقى ذات الأزمات”.

ويلفت حسين، الى أن “الانتخابات انتهت، ومن الطبيعي أن يكون هناك فائز وخاسر، لذا لا حاجة لإرضاء الآخرين خوفا من حدوث حرب أهلية، فمصطفى الكاظمي ترأس الحكومة لا تدعمه أية كتلة سياسية، ولكننا لم نشاهد حربا أهلية، فلماذا هذا الإصرار على التوافق والطاولة المستديرة”.

وينوه الى أن “هذه الدعوات مضت عليها العديد من السنين، وعلى رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، أن يعلن إعلانا مباشرا، أنه هو من يتحمل حكومة التوافق والمسؤول عنها وعن اتفاقات الطاولة المستديرة، فلا يمكن أن تجرى الاتفاقيات ويحصل على وزارة وبعد ذلك يقول أنا لست مسؤولا عن ما حدث على الطاولة المستديرة، فالقضية ليست مجرد اختيار رئيس وزراء، بل يجب أن تكون أعمق من ذلك، وعلى الكتل تحمل المسؤولية والابتعاد عن التراشق الاعلامي”.

ويرى “ضرورة أن تكون الحكومة مبنية على الأغلبية الوطنية، حتى وإن كانت طاولة مستديرة أوغيرها، ومن كان قادرا على تشكيل مثل هكذا حكومة فهو مرحب به، حتى وإن كان خارج التيار الصدري”.   

وتعد مسألتا “التوافق” و”الأغلبية” أبرز معرقلات العملية السياسية، حيث يصر التيار الصدري على الأغلبية الوطنية التي يقصد بها حكومة تشكلها الكتلة الفائزة بالانتخابات، فيما تتجه قوى الإطار التنسيقي بالإضافة الى القوى السنية الى الدعوة للتوافق، وهو ما شكلت على أساسه كافة الحكومات السابقة، وخاصة حكومة العام 2018 التي ترأسها عادل عبد المهدي، ومضت دون الإعلان عن الكتلة الأكبر.

من جانبه، يبين عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيروان الدوبرداني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن موقف حزبه “واضح وثابت، فنحن ندعم الشراكة الوطنية بين كل الفرقاء في العراق والتوازن والتوافق”.

وينوه “نحن ننتظر التوافق بين الأحزاب الشيعية لغرض الاتفاق على شخص لتولي منصب رئاسة الوزراء”، لافتا الى أن “هناك شبه توافق بين الكتل الكردستانية الفائزة لغرض تسمية أحد الشخصيات لمنصب رئاسة الجمهورية، خصوصا وأن الحديث الآن يدور حول بيضة القبان التي ستنجح التحالف الحكومي، فأي تفاهمات وحوارات سندعمها من أجل الخروج بتوافق على الرئاسات الثلاثة والحكومة الجديدة”.

يشار الى أن الأحزاب الكردية، تتجه الى تشكيل تحالف واحد وورقة عمل موحدة للتفاوض مع الكتل السياسية في بغداد بشأن الحكومة المقبلة، وفقا لتأكيد قياديين بتلك الأحزاب في وقت سابق لـ”العالم الجديد”، إضافة الى كشفهم عن الهدف من وراء زيارة وفود الحزبين الرئيسين بإقليم كردستان (الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين) الى بغداد، والذي يتمثل بجمع المعلومات حول الكتل السياسية لغرض إعداد ورقة العمل على أساسها.

الى ذلك، يبين عضو ائتلاف الوطنية عدنان الجميلي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “رئيس الائتلاف اياد علاوي، سبق وأن دعا الى مؤتمر وطني يجمع كل الكتل السياسية سواء كانت فائزة أو خاسرة، بالتالي نحن نؤيد هذه الدعوة، بعيدا عن الحديث حول التزوير في الانتخابات”.

ولا يرى الجميلي، أن “الحوار سيحل المشاكل الحالية، فموضوع العراق أكبر من أطراف متخاصمين، لأن الذي حصل في العراق خلال الـ18 عاما الماضية يندى له الجبين، ولا يحل في جلسة بين أطراف محددين”، مستدركا “نحن مع مؤتمر عام يشمل كافة الأطياف والمكونات والأديان لتحقيق المنفعة العامة”. 

يذكر أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت، زارت أمس الأول الاثنين، زعيم حركة عصائب أهل الحق في مكتبه ببغداد، وذلك بعد حملة كبيرة قادتها قوى الإطار التنسيقي ومن ضمنها الحركة المذكورة ضد بلاسخارت واتهمتها بالمشاركة في تزوير الانتخابات، إلا أن اللقاء جاء وبحسب قياديين لـ”حلحلة” الانسداد السياسي والإبقاء على الوضع السياسي كما هو عليه دون تغييرات كبيرة.

إقرأ أيضا