مهرجان دهوك يحتفي بالسينما الأفغانية وتحولاتها

تستمر فعاليات مهرجان دهوك السينمائي الدولي الثامن، بتقديم المزيد من الندوات والنقاشات حول أفلام سينمائية…

تستمر فعاليات مهرجان دهوك السينمائي الدولي الثامن، بتقديم المزيد من الندوات والنقاشات حول أفلام سينمائية تركت أثرها على الساحة الفنية، من بينها الاحتفاء بالسينما الأفغانية، حيث تحدث المخرج الأفغاني “صديق برماك” عن السينما الأفغانية من ناحية تاريخية وعن الإنتاج السينمائي الأفغاني المتغير بتغير الحقب التاريخية وأنظمة الحكم السياسية التي مرت على الدولة، ابتداء من العام 1919 الى يومنا هذا.

وتطرق برماك الى تاريخ السينما الأفغانية، قائلا “بعد الحرب العالمية الثانية صار الوضع أكثر استعدادا لإنتاج الأفلام السينمائية والتلفزيونية والعمل الإعلامي، وبسبب القصور التقني آنذاك كان لابد من اللجوء إلى الإنتاج المشترك، فأنتج فيلم (العشق والصداقة)، ولعدم وجود ممثلات في المسرح الأفغاني آنذاك، لجأ صناع الفيلم الأوائل إلى الاستعانة بممثلة هندية، وفي ظل ضعف إمكانية إنتاج الأفلام الروائية آنذاك اتجه صناع السينما إلى إنتاج الأفلام الوثائقية والتقارير أو الأفلام التلفزيونية الإخبارية.

وأضاف “بعد التحول السياسي من النظام الملكي الى الجمهوري في العام 1979 تم افتتاح بعض السينمات الأهلية، ومن هنا بدأت صناعة الأفلام، لكنها لم تتطور إلا بعد دخول الحزب الشيوعي الأفغاني إلى الحكم الذي كان مؤمنا أن السينما والصورة هي الطريقة المثلى لتغيير أفكار الناس هناك، فبدأوا بتحويل السينما إلى سينما أيديولوجية، حيث وجدت اللجان الرقابية، ومنذ ذلك الحين وحتى تسلم طالبان الحكم تمكنت أفغانستان من إنتاج 45 فيلما سينمائيا”.

وأوضح “بعد سقوط حركة طالبان في العام 2002 ظهرت الموجة الجديدة من الأفلام السينمائية واستطاعت المرأة أيضا في أفغانستان الدخول إلى عالم الأفلام السينمائية وصناعتها، فضلا عن ذلك فإن وجود المخرج الإيراني (محسن مخملباف) كان عاملا مساعدا على لفت النظر الى السينما الأفغانية وإعادة إحيائها من جديد، وبعد هذه الفترة اتجهت العديد من الدول الى أفغانستان لإنتاج الأفلام، ومنها فرنسا والهند واليابان وايران، وهذا ما أبرز الموجة الجديدة للسينما الأفغانية”.

وبعد هذا التغيير تعرضت السينما الأفغانية لنكسة كبيرة فلم تعد الدولة، كما قال برماك، تنتج الأفلام ولم يكن في الوقت نفسه القطاع الخاص فعالا فبدأ البحث عن المنتجين من خارج أفغانستان، ولعدم وجود نظام توزيع الأفلام داخل أفغانستان كان من الصعوبة بمكان انتاج الأفلام داخل الدولة وتوزيعها، ورغم ذلك استغل صناع السينما التقنيات الحديثة والهواتف المحمولة في تصوير بعض الأفلام وارسالها الى المهرجانات العالمية، والان عندما عادت طالبان من جديد الى الحكم أغلقت أبواب صناعة السينما مجددا، ورغم هذا فالمخرجين في كابول الان يصنعون افلامهم سرا، حتى ان احدهم ارسل لي مسودة أولية لفيلم صوره لاحتفظ بها تحسبا.

وعن موضوعات السينما الأفغانية ومشاركة الأطفال فيها تحدث (برماك) قائلا: “بعد العام 2002 صارت أهم الموضوعات تدور حول سيطرة الدين على المجتمع وخاصة النساء، وكذلك تم إنتاج عدد من الأفلام التاريخية، أما عن وجود الأطفال في السينما فكان الاتجاه اليهم بسبب البراءة التي يتمتعون بها، ففي فيلمي (أسامة) الذي صور كله في مدينة كابول التي تغيرت ملامحها بسبب الحرب وصارت اشبه بالقرية، لكن قصة الفيلم لم تكن لتصل إلا من خلال براءة الطفلة التي أدت الدور ولم نكن نستطيع إيصالها الا من خلال تلك الطفلة التي أدت الدور، أيضا فيلم عتيق رحيمي، الذي يضع الجد وحفيده أحدهما أمام الآخر كأنهما مرآة لبعضهما ما يشير الى ان مستقبل تلك الأجيال ليس مختلفا عن ماضيها”.

وفي المحور الأخير من حديثه أشار (برماك) الى وضع صالات السينما وتوزيع الأفلام في أفغانستان قائلا: “اننا لنقل صورة حقيقية عن هذا الجانب في أفغانستان لابد لنا من الحديث عن 3 مشكلات، الإنتاج والعرض والتوزيع، وهي فيها إشكالية كبيرة ولاسيما فيما يخص التوزيع فالافلام كانت تهرب على أقراص من الحدود بين أفغانستان وباكستان، فإن عرض احد الأفلام في أفغانستان اليوم فإنه يوزع في اليوم التالي على أقراص في باكستان وهذا بسبب عدم وجود قانون حماية الملكية الفكرية فضلا عن اتساع الحدود بين الدولتين ما جعل من السيطرة عليها امرا غير ممكن ومشكلة أخرى يمكن الحديث عنها هي أن المحطات التلفزيونية اتجهت الى الدراما والأفلام التركية لعرضها بسبب رخص قيمة بيعها مقابل الأفلام الأفغانية التي لا يقدمها المخرجون الأفغان بهذه الأسعار، وعدم وجود قانون حماية الملكية الفكرية أدى إلى ان تعرض بعض الأفلام دون اذن صاحبها ودون أي مقابل، لذلك بدأ الاتجاه الى انتاج الأفلام القصيرة التي تتطلب ميزانيات اقل لتلافي الخسارة المادية الكبيرة التي يتعرض لها المنتجين.”

إقرأ أيضا