لقاء الصدر بوالدة سجاد العراقي.. هل يمهد لتحالف وثيق مع قوى تشرين؟

عد ناشطون لقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بوالدة الناشط المختطف سجاد العراقي، بأنه محاولة…

عد ناشطون لقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بوالدة الناشط المختطف سجاد العراقي، بأنه محاولة لـ”كسب ود” حركات تشرين والمتظاهرين، واصفين الخطوة بـ”غير المجدية” إن لم تردف بإصلاحات حقيقية أبرزها الكشف عن قتلة المتظاهرين والقضاء على المحاصصة الحزبية، إلا أن قياديا في “التيار” وصف اللقاء بـ”الفعل الإنساني”، مرحبا بأي تحالف مع قوى ونواب “تشرين”.

ويقول الناشط محمد الياسري، المقرب من عائلة الناشط المختطف سجاد العراقي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “كسب الآراء الاجتماعية لأي طرف يعزز موقفه ويدفع به إلى الأمام، ولكن قبل الانتخابات حدث لقاء جمع شقيق سجاد العراقي ووالدته مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وبحضور الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، وكنت حاضرا في اللقاء، وقد طلبنا في حينها اللقاء بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلا أن الصدر رفض في حينها، بحسب ما تم إبلاغنا، معللا الأمر بأنه كان ضمن فترة دعاية انتخابية، وأنه قد يستخدم ضمن الحملة، لكن قبل يومين أتصل مكتب الصدر وطلب اللقاء بعائلة العراقي”.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد التقى يوم أمس الثلاثاء، بوالدة الناشط المختطف سجاد العراقي، وبحسب مكتبه الإعلامي فإنه أمر بمتابعة الوضع الاجتماعي والإنساني وتقديم المساعدة اللازمة لعائلته.

يذكر أن العراقي قد اختطف في 19 أيلول سبتمبر 2020 داخل محافظة ذي قار، وجرت عمليات أمنية كثيرة للعثور عليه لكن دون جدوى، ومن ضمن القوات التي شاركت في البحث عنه هي قوات جهاز مكافحة الارهاب.

ويضيف الياسري، أن “الصدر يحتاج الى كسب التشرينيين، ولكن هل يتفاعلون معه، فهذا الأمر مستبعد جدا، وبالنسبة للفائزين من حركة امتداد والمستقلين، فهم ينتهجون نهج المعارضة بشكل واضح، وهي معارضة بناءة تتلخص بالتصويت على القرارات المفيدة وليس المعارضة السلبية”.

وقد تحولت حادثة الاختطاف، الى قضية رأي عام داخل البلاد، وعلى إثرها انطلقت العديد من التظاهرات في الناصرية مركز محافظة ذي قار، وفي محافظات أخرى بينها العاصمة بغداد.

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قد التقى بعائلة سجاد العراقي في أواخر أيلول سبتمبر من العام الماضي، وقد أصدر أوامره في حينها بتوسيع عمليات البحث عنه، لكن دون جدوى أيضا.

وسبق لـ”العالم الجديد”، أن تناولت تفاصيل دقيقة عن اختطاف سجاد العراقي، عبر سلسلة تقارير بهذا الصدد، فضلا عن خفايا العمليات الأمنية التي انطلقت للبحث عنه، وأسباب فشلها.

الى ذلك، يبين الناشط مقداد أبوالهيل خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الكتل المستقلة الحقيقية الوطنية ومن يمثلها من نواب، وتحديدا الكتلة التي انبثقت من تظاهرات تشرين، لن تشارك في الحكومة المقبلة أو تدعمها، على اعتبار أنها حكومة ذاهبة نحو المحاصصة، وبالتالي فإن المستقلين الوطنيين وحركة امتداد من المستحيل أن يكونوا جزءا من حكومة محاصصة، سواء كان الاطار الشيعي التنسيقي من ضمن هذه الحكومة أم لا، إذ من الواضح أنها ستتشكل على شكل محاصصة، ولا يمكن للمستقلين الاشتراك فيها”.

وحول خطوة لقاء الصدر بوالدة سجاد العراقي، يلفت أبوالهيل، الى أن “التشرينيين (وهم متظاهرون خرجوا في تشرين الأول أكتوبر 2019)، لا يمكن كسب ودهم بهذه الخطوات البسيطة، لكن يمكن كسب ودهم بمحاسبة قتلة المتظاهرين عندما يتم تشكيل حكومة من دون محاصصة وعندما يتم تفعيل القضاء، كما أن من أهم تلك المطالب هي حصر السلاح بيد الدولة، فالفساد يحمي السلاح اليوم، وهناك فئات منفلتة تابعة لأحزاب أو عشائر أو عصابات تحمل السلاح”.

ويستطرد أن “التشريني قد يشعر بالتغيير في حال قام الصدر أو غيره بتقديم إصلاحات حقيقية وجذرية في نمط ونظام الحكومة القائم، أما الاكتفاء بهذه الخطوات والتصرفات التي يقوم بها أي سياسي، فما هي إلا خطوات خجولة وغير صحيحة ومحاولة لكسب الرأي العام لا غير”.

وقد أفرزت الانتخابات الأخيرة، فوز عشرات المرشحين المستقلين، بينهم من ينتمون الى قوى تشرين، بالإضافة الى حركة امتداد، وهي إحدى الحركات المنبثقة من تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019، وقد حصلت على 9 مقاعد نيابية في الانتخابات، وذلك بعدد أصوات كبير جدا، مقارنة بالمرشحين من الكتل الأخرى في الدوائر التي ضمت مرشحيها في جنوب العراق.

وتعليقا على هذا الأمر، يبين القيادي في التيار الصدري عصام حسين خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العمل الذي قام به الصدر، هو عمل إنساني لكون سجاد العراقي شخصا مخطوفا منذ أكثر من عام، ووالدته ليس لديها مصالح مع الصدر، وإنما تتمثل مصلحتها الوحيدة بمعرفة مصير ابنها، وشاءت الصدف أن يكون هذا الحدث بعد الانتخابات”.

وبشأن دوافع هذه الخطوة، وما إذا كان الهدف منها التمهيد لتحالف مع قوى وحركات تشرين أو نوابها المستقلين، يشير الى أن “التفكير المادي سيطر على عقول بعض العراقين تقريبا، فليس كل من يقوم بتقديم خدمة إلى أبناء البلد، بالضرورة أن تكون مرتبطة بالتحالفات، وحتى وإن حدث تحالف بين التيار الصدري والتشرينيين، فأين الخلل بذلك، أليسوا بعراقيين”.

يذكر أن قياديا في التيار الصدري، ألمح لـ”العالم الجديد”، في تشرين الأول اكتوبر الماضي، الى احتمال تحالف الكتلة الصدرية مع المستقلين وحركات تشرين، مؤكدا أن الكتل المستقلة والكتلة الصدرية يتبنون رأيا واحدا ومبدأ واحدا، وهو القضاء على الفساد والاصلاح، ولذلك هم أقرب لبعضهم البعض، على عكس الكتل السياسية الأخرى، فهي بعيدة بتوجهاتها عن الكتلة الصدرية والمستقلين.

ويسعى التيار الصدري للحصول على منصب رئيس الوزراء، باعتباره صاحب أكبر عدد مقاعد نيابية، فيما نص الدستور، وحسب تفسير المحكمة الاتحادية، بأن الكتلة الأكبر هي التي تتشكل داخل مجلس النواب، وليست تلك التي حصلت على العدد الأكبر بنتائج الانتخابات، وذلك في انتخابات العام 2010، وبقي هذا التفسير قائما لغاية آخر انتخابات جرت في العام 2018.

إقرأ أيضا