تحركات العبادي.. تمهيد لرئاسة الحكومة أم بحث عن التوافق؟

في خضم تواصل الأزمة السياسية الداخلية بسبب الانتخابات، يظهر اسم رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي…

في خضم تواصل الأزمة السياسية الداخلية بسبب الانتخابات، يظهر اسم رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي بشكل لافت، من خلال تواصله في عقد اللقاءات الثنائية والجماعية مع قادة الكتل السياسية، وفيما عزا محلل سياسي تلك التحركات الى تناغمه مع معلومات بترشيحه لرئاسة الحكومة من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قلل آخر من شأنها، وأكد أنها تندرج ضمن الإطار العام لسعي جميع الكتل لتأمين مصالحها السياسية والتوصل الى “توافق”.

ويقول المحلل السياسي محمد نعناع خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تحركات رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي الأخيرة، ولقاءاته المتعددة بمختلف قادة الكتل السياسية، ومن بينها لقاءات لاحقة بقادة المكون السني، كلها تأتي في إطار تحسين الأجواء السياسية المتشنجة، ومحاولة للحصول على منصب رئاسة الحكومة القادمة”.

ويضيف نعناع، أن “هناك معلومات دقيقة، تفيد بان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أبلغ العبادي بأن يستعد لتولي رئاسة الحكومة، وأنه سيكون بديلا عن المرشح الحالي مصطفى الكاظمي”، موضحا أن “التيار الصدري تراجع عن اختيار (الصدري القح) بسبب تداعيات العملية السياسية”.

ويلفت الى أن “اللقاء الذي جمع الصدر والعبادي كان غير معلن، وفيه أبلغه بهذا الأمر، وأن الصدر جاد بهذا الترشيح وليس مناورة سياسية”، مبينا أن “المعارضين للعبادي ليسوا بتلك القوة التي تمنع تمريره، فهم القوى الكردية وبعض أطراف الإطار التنسيقي”.

وخلال الأسبوع الماضي، أجرى رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، لقاءات كثيرة مع مختلف القوى السياسية بالاضافة الى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمهورية.

وكان العبادي أيضا قد استقبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مطلع الشهر الحالي، عندما كان الصدر في بغداد، وبدأ بجولة مباحثات قبل أن يقطعها ويعود للنجف، على إثر تطورات احتجاج قوى الإطار التنسيقي أمام المنطقة الخضراء، حيث حاولوا اقتحامها، ما دفع قوات مكافحة الشغب الى استخدام الرصاص الحي لتفريقهم، الأمر الذي أوقع عشرات الجرحى وقتيلا واحدا.

يشار الى أن التيار الصدري، ومنذ إعلان نتائج الانتخابات، حيث حصل فيها على 73 مقعدا، قد روج الى أن رئيس الحكومة المقبل سيكون “صدري قح”، أي من التيار الصدري حصرا وأنه منتم له.

وينضم العبادي الى قوى الإطار التنسيقي الذي يضم كافة الكتل الشيعية الرافضة لنتائج الانتخابات باستثناء التيار الصدري، الذي يعتبر الخصم الأبرز لهذه القوى، إذ سبق وأن دخل التيار الصدري مع الإطار التنسيقي بمشادات وخلافات، نظرا لتمسك التيار بتشكيل الحكومة، فيما يصر الإطار على أحقيته بتشكيل الحكومة وأنه هو من سيشكل الكتلة الأكبر.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي صلاح الموسوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العبادي يطرح نفسه كشخصية سياسية مهمة في البلد، وسبق له أن شغل منصب رئاسة الوزراء، وهذه الطبقة السياسية تتحرك لحلحلة الأزمة الحالية”.

ويقلل الموسوي، من شأن تحركات العبادي، إذ لا يراها شرطا لأن تكون مرتبطة به شخصيا أو بمساعيه الخاصة، مؤكدا أن “تلك القيادات السياسية تحاول الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، وكل ما يدور لا يخرج عن البحث عن التوافق، وهو ما تسعى إليه هذه الشخصيات السياسية”.

ويضيف أن “هذه الطبقة السياسية هي نفسها موجودة منذ 2003، ولا يوجد فيها جديد يذكر ولا يرجى منها أي شيء بإمكانه حل أزمة البلد الحقيقية، وكل التحركات التي تجري هي لحل أزمة الحكم بين الأحزاب الخاسرة والرابحة في الانتخابات بما يخدم مصالحها”.

وتعد مسألتا “التوافق” و”الأغلبية” أبرز معرقلات العملية السياسية، حيث يصر التيار الصدري على الأغلبية الوطنية التي يقصد بها حكومة تشكلها الكتلة الفائزة بالانتخابات، فيما تتجه قوى الإطار التنسيقي بالإضافة الى القوى السنية الى الدعوة للتوافق، وهو ما شكلت على أساسه كافة الحكومات السابقة، وخاصة حكومة العام 2018 التي ترأسها عادل عبد المهدي، ومضت دون الإعلان عن الكتلة الأكبر.

إقرأ أيضا