بلاسخارت تثير حفيظة الإطار التنسيقي.. لماذا خرجت غاضبة من اجتماعها بهم؟

جددت قوى “الإطار التنسيقي” اتهاماتها لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، بمساندة “التزوير” في…

جددت قوى “الإطار التنسيقي” اتهاماتها لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، بمساندة “التزوير” في الانتخابات الأخيرة، عقب كلمتها داخل مجلس الأمن الدولي حول نزاهة الانتخابات، في ظل تسريبات عن حدوث مشادة كلامية بينها وبين قادة الإطار خلال اجتماعها الأخير بهم، وضبابية تحكم العلاقة بين الطرفين.

ويقول عضو الإطار التنسيقي عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت، هي جزء من الأزمة الحالية، وما حصل في الانتخابات من تزوير كان بعلمها، فهي شريكة بمشروع تغيير النتائج“.

ويضيف الصيهود، أن “التزوير في الانتخابات لا يختلف عليه اثنان، والدليل على هذا، هو التغيير الذي حصل في النتائج بعد تقديم الطعون”، مبينا أنه “ليس من حق بلاسخارت أن تكون لها كلمة الفصل أو الكلمة العليا في البلاد، حتى وإن التقت بقياديين في الإطار التنسيقي، فإن الكلمة تبقى في الأخير للشعب العراقي“.

ويتابع أن “بلاسخارت ليست وصية علينا، ولسنا بحاجة لها لكي تقيم أعمالنا، فنحن أصحاب الشأن، ونحن من نقرر مستقبل البلد“.

وكانت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، أكدت أمس الأول الثلاثاء، خلال إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي، أن السلطات العراقية أدارت الانتخابات البرلمانية المبكرة بشكل مهني، وأنه لا توجد أدلة على تزوير العملية.   

وجاءت إحاطة بلاسخارت، بعد أن التقت منتصف الشهر الحالي، زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وبحسب البيان الذي صدر عن مكتبه بعد اللقاء، فان الطرفين بحثا حلحلة الأزمة الحالية وأن بلاسخارت تجاوبت مع الأدلة التي قدمها الخزعلي على تزوير الانتخابات.

وعقب هذا اللقاء، التقت بلاسخارت الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، وقدم لها أيضا أدلة على تزوير الانتخابات

الى ذلك، يكشف مصدر سياسي مطلع على اجتماعات بلاسخارت مع القوى السياسية العراقية، أنها “كانت قد خرجت غاضبة من اجتماعها بقادة الإطار التنسيقي الشيعي“.

ويوضح المصدر، أن “المجتمعين منذ بداية الاجتماع وجهوا كلاما قاسيا لبلاسخارت من دون أن يكون هناك أية دبلوماسية في كلامهم، فما كان منها إلا أن واجهتهم بسؤال: هل دعوتموني هنا لتحاكموني”، لافتا الى أنها “خرجت بعد الاجتماع غاضبة على الرغم من محاولات تهدئتها“.

ومنذ إعلان نتائج الانتخابات، أعلنت قوى الإطار التنسيقي التي تمثل كافة الكتل الشيعية، وأكدت وجود “تلاعب وتزوير”، متهمة الأمم المتحدة بالمشاركة في هذا التزوير لصالح جهات “معينة“.

 

وكان عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق سالم العبادي، أكد في حديث سابق لـ”العالم الجديد”، عقب لقاء بلاسخارت والخزعلي، أن الجميع يبحث عن حلحلة للانسداد السياسي الحاصل في البلد، ونحن لا نحمل عداء شخصيا ضد جهة أو شخص أو عنوان بعينه.

الى ذلك، يبين القيادي في تحالف تقدم سلام عجمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الأمم المتحدة أبدت رأيها بالانتخابات منذ اليوم الأول، وما تزال ملتزمة بهذا الرأي، كما أن الدول المجاورة والإقليمية والرأي العام، كلها مؤيدة لعمل مفوضية الانتخابات، ولا صحة لوجود معارضة دولية للعملية الانتخابية، باستثناء الخصوم الداخليين للكتل الفائزة“.

ويلفت عجمي، الى أن “الاعتراضات الداخلية تجاه الانتخابات ضعفت بعد البيان الذي صرحت به الأمم المتحدة والهيئات الدبلوماسية، والذي ركز على أن العملية الانتخابية نزيهة ومرت بكل سهولة وسلاسة، ولم تكن هناك خروق فيها، باستثناء تصحيح بعض المراكز الانتخابية“.

وكان القيادي في تحالف الفتح مختار الموسوي، أكد يوم امس خلال حديث صحفي، بعد إحاطة بلاسخارت، أنه في حال كان موقف السلطة القضائية مشابها لموقف بلاسخارت، أي أنه لن يقوم بتعديل نتائج الانتخابات وفقا للطعون، فسيكون لنا تصعيد كبير قد يحرك الشارع بما قد يهدد السلم الأهلي.

من جانبه، يوضح القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد زنكنة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مسألة إحاطة بلاسخارت رافقها غموض شديد، فبعد أن ظهر خلاف بينها وبين الإطار التنسيقي، اجتمعت بالقوى التي شكلته، ونقل عنها في الاجتماع مفاجأتها بالأدلة التي تثبت وجود تزوير كبير في نتائج الانتخابات، ولم نعلم إن كانت هذه التصريحات صدرت فعلا عن بلاسخارت أو أنها مفبركة، لأنها لم تنف هذا الأمر أو تتحدث عنه”، مستغربا من “تهجم الإطار التنسيقي عليها الذي وصل حتى الطعن بشرفها، ثم يتم استقبالها برحابة صدر ويتم الحديث من قبلهم بأهمية الجانب الأممي ودوره المهم في العملية الانتخابية والسياسية“.

ويستطرد زنكنة “بالتالي، فإن الإحاطة التي قدمتها بلاسخارت في مجلس الأمن صدمت أطراف الإطار التنسيقي، لكن هذه الضبابية في العلاقة بين الطرفين غير مفهومة”، مؤكدا أن “الأمم المتحدة باركت نتائج الانتخابات، وبالتالي فما هو الداعي لزيارات الإطار التنسيقي، ثم أن الأمم المتحدة هي جانب رقابي لا يحق لها أن تتدخل في مسألة نتائج الانتخابات“.

وحول خطوات تحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني، يوضح زنكنة، أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يضع أي (فيتو) تجاه أي من الأطراف سواء التيار الصدري او الكتل الفائزة او حتى الأطراف التي لا نقول عنها خاسرة، ولكنها حصلت على عدد قليل من المقاعد وتحاول بشتى الطرق أن تلغي نتائج الانتخابات“.

ويردف زنكنة، أن “البوصلة حتى الآن غير واضحة، لأن هناك ضبابية في المشهد السياسي الشيعي، وهو مشتت ويعاني من مشاكل عدة، وهي التي من الممكن في حال استمرارها أن تؤدي إلى وضعية سيئة ومنحنى خطير جدا لا يحمد عقباه”، مبينا أن “القراءة الواقعية، فإن الأطراف الفائزة الثلاثة، وهي الكتلة الصدرية، وتقدم، والديمقراطي الكردستاني، وهي الأجدر بتشكيل الحكومة“.

يشار الى أنه منذ قرابة أربعة أسابيع، تشهد العاصمة بغداد اعتصاما لأنصار الإطار التنسيقي، احتجاجا على نتائج الانتخابات، وخلال محاولة المعتصمين اقتحام المنطقة الخضراء، ومواجهتهم من قبل قوات مكافحة الشغب بالرصاص الحي، قتل مساعد آمر لواء في حركة عصائب أهل الحق بالاضافة الى سقوط عشرات الجرحى.

إقرأ أيضا