مصدر: اجتماع للرؤساء الثلاث في بغداد يهدف للتعتيم الإعلامي على احتجاجات السليمانية

في خضم الاحتجاجات التي تشهدها السليمانية ومدن إقليم كردستان العراق، كشفت مصادر مطلعة عن اجتماع…

في خضم الاحتجاجات التي تشهدها السليمانية ومدن إقليم كردستان العراق، كشفت مصادر مطلعة عن اجتماع للرئاسات الثلاث في بغداد، خرج باتفاق على منع التغطية الإعلامية للاحتجاجات، تحاشيا لوصول شرارتها الى العاصمة وتكرار سيناريو “تشرين 2019″، في ظل اعتزام عدد من أساتذة الجامعات في السليمانية، إصدار بيان جديد بشأن الأحداث الجارية.

ويقول المصدر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، عقدوا اجتماعا في ذروة احتجاجات السليمانية، ناقشوا فيه الأحداث، وقرروا منع أو تقليل التغطية الإعلامية للحركة الاحتجاجية في وسائل الإعلام التي يملكون تأثيرا عليها، للحد من مخاوف انتقال شرارتها الى بغداد“.

ويوضح أن “قرارهم شمل بالدرجة الأساس القنوات الفضائية العاملة في العراق، بالإضافة الى الوكالات والمواقع الخبرية”، مبينا أن “لدى الرئاسات الثلاث صلات وثيقة مع أغلب القنوات الفضائية ووكالات الأنباء المحلية، ومن هنا توجهوا الى منع أي تغطية لما يجري في السليمانية“.

ويبين أن “هذه الخطوة، وبالإضافة الى أنها تهدف لمنع تكرار سيناريو تظاهرات تشرين الأول أكتوبر في بغداد عام 2019، جاءت للتعتيم على القمع الذي تمارسه القوات الأمنية في السليمانية تجاه المحتجين، لأسباب سياسية“.

ويشير المصدر من جانب آخر، الى أن “عددا من أساتذة الجامعات في السليمانية يعدون لبيان جديد بشأن الاحتجاجات، سيصدر قريبا، حيث يتركز على تأييد الحركة الاحتجاجية ودعمها“.

ومنذ ما يقرب من أسبوع، تشهد محافظة السليمانية احتجاجات بدأت من قبل طلاب الجامعات، للمطالبة بإعادة المنحة المالية لهم، المتوقفة منذ عام 2014، وشهدت في أول ثلاثة أيام قمعا كبيرا من قبل القوات الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات واقتحمت الحرم الجامعي، ومنعت بعض الطلبة من المشاركة بالاحتجاج عبر محاصرة الأقسام الداخلية لهم.

ولغاية يوم الخميس الماضي، سقط 10 جرحى بين المتظاهرين جراء قمع القوات الأمنية، ومنهم طالبة أصيب بقنبلة من الغاز في رأسها.

وأعلن يوم أمس الأول الخميس، في مدينة السليمانية عن تأسيس “حركة تشرين” الاحتجاجية، التي دعت الى تنظيم احتجاجات جماهيرية عامة بمشاركة جميع فئات المجتمع.

وقد نص بيان تأسيس الحركة على “لننهِ حكم عائلتي بارزاني وطالباني المتسلطتين في كردستان، ونكرر تجربة ما فعلناه بحزب البعث بتعليق أزلامه في ساحة السراي بالسليمانية وأمام القلعة في أربيل، لنجعل من فلل سري رش، ودباشان (في إشارة الى منطقة سكن عائلة بارزاني وطالباني) متحفاً لمافيات كردستان، وليكونوا عبرةً لأجيالنا القادمة، وماذا فعلوا بشعبنا من مص الدماء وتسببوا بكل هذه المآساة لشعبنا.

وقد امتدت الإحتجاجات الى مدن الإقليم بينها أربيل عاصمة الإقليم ودهوك الخاضعتين لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني.

 وتبلغ قيمة المنح نحو 50 ألف دينار للطلبة ممن يسكنون السليمانية، و100 ألف دينار للطلبة القادمين من الأقضية والنواحي التابعة لها.

وكان المحلل السياسي من اقليم كردستان شاهو القره داغي، قال في حديث سابق لـ”العالم الجديد”، أن هناك أطرافا خاسرة بالانتخابات الأخيرة، تحاول استغلال التظاهرات للعودة الى الساحة وكسب جمهورها لتعوض خسارتها، في ظل تفاقم المشاكل داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، وهذه كلها لها انعكاسات على ما يجري في السليمانية.

يذكر أن الانتخابات التشريعية أظهرت خسارة حركة التغيير (كوران) وهي واحدة من أبرز الحركات السياسية في السليمانية، وكانت تحظى بشعبية واسعة في السنوات الماضية، لكنها فقدتها تدريجيا مع دخولها في تحالفات حكومية، دون تحقيق الكثير من شعاراتها.

 وبرزت الى العلن في تموز يوليو الماضي، خلافات كبيرة بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسسه رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، وهما لاهور شيخ جنكي وبافل طالباني، وانتهت بإبعاد الأول عن الرئاسة وصدور قرار بطرده من إقليم كردستان لم يمتثل اليه، وقد تخلل هذا الحدث توترات أمنية كبيرة، اقتربت من “انقلاب سياسي”، استدعى في حينها توجه رئيس الجمهورية برهم صالح الى الإقليم بشكل عاجل.

إقرأ أيضا