وسط ظروف استثنائية.. مسيحيو العراق يحيون غدا “عيد البشارة” استعدادا لأعياد الميلاد

يبدأ المسيحيون أعيادهم بدءا من يوم غد، بـ”بشارة مريم العذراء”، الذي تلحقه بأيام فترة صيام…

يبدأ المسيحيون أعيادهم بدءا من يوم غد، بـ”بشارة مريم العذراء”، الذي تلحقه بأيام فترة صيام تمتد حتى عيد ميلاد المسيح، ووفق رعاة الكنائس في العراق، فإن الصلاة تعد من أهم طقوس الأعياد، بالإضافة الى العادات الاجتماعية ومنها الزيارات وعمل المعجنات.

ويقول الأب ميسر بهنام، راعي كنيسة مريم العذراء في شارع فلسطين بالعاصمة بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “عيد ميلاد المسيح يبدأ يوم 25 من الشهر الحالي، هو من أهم الأعياد، وتختلف الطوائف المسيحية بوقت الصيام الذي يسبقه“.

ويضيف بهنام، أن “الأعياد تبدأ من يوم (غد) الأحد المصادف 5 بالشهر الحالي، فهو عيد بشارة مريم العذراء”، مبينا “في هذه الأعياد، يتجه الناس الى توزيع الطعام أو الصيام، وهي قضايا يمكن أن تقام بشكل فردي عموما وتساعد على التكافل الاجتماعي، لكن الكنيسة تحتفل بالأعياد عبر الصلاة، فهي أهم طقس فيها“.

ويوضح أن “كل ما تشهده الكنيسة من تحضيرات وقداديس خلال هذه الفترة، هي تهيئة للصلاة بالأعياد الكبرى“.       

يذكر أن مجلس النواب السابق، صوت العام الماضي، على قرار باعتبار يوم 25 كانون الأول ديسمبر عطلة رسمية لجميع العراقيين من كل عام بمناسبة عيد ميلاد المسيح، بناءً على رسالة أرسلت إلى رئيس الجمهورية من البطريرك لويس ساكو

يشار إلى أن البطريركية الكلدانية احتفلت في مطلع العام 2020 بشكل محدود بأعياد الميلاد، نظرا للأوضاع الأمنية الحساسة في بغداد آنذاك، وحسب وصف الكردينال لويس ساكو، حيث خاطب في وقتها المسيحيين في بغداد “علينا أن نُذكِّر الجميع بأننا سبق وألغينا كل مظاهر الاحتفالات كالحفلات الاجتماعية والزينات والتهاني الرسمية، احتراما لدماء الشهداء والجرحى وتضامناً مع عائلاتهم.

وفي العام الماضي، شهدت الاحتفالات قيودا أيضا، بسبب تفشي وباء كورونا، وقد عمدت الكنائس والأبرشيات الى تقسيم القداس لأكثر من وقت، حتى تقسم أعداد الحضور على طوال فترات اليوم، للحيلولة دون تجمع أعداد كبيرة في قداس واحد.

الى ذلك، يبين راعي كنيسة العذراء للسريان الارثذوكس في البصرة الأب سمعان كصكوص خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الأعياد تبدأ من يوم 25 كانون الأول ديسمبر الحالي، وهو ميلاد المسيح، لكن يسبقه صيام لمدة 10 أيام“. 

ويضيف كصكوص، أن “اليوم الأول من السنة الميلادية، هو عيد تعميد المسيح، ويوم 6 كانون الثاني يناير، هو عيد الإشراق”، مبينا أن “هذه هي الأعياد الرئيسية التي تصادف خلال هذين الشهرين“.

 

ويؤكد أن “طقوس هذه الأعياد هي الصلاة، والصوم، وذلك بالإضافة الى التقاليد الاجتماعية، المتمثلة بالزيارات وعمل المعجنات (الكليجة)“.

وكانت “العالم الجديد” قد كشفت في كانون الأول ديسمبر 2020، عن تناقص أعداد المسيحيين في جنوب العراق بشكل كبير، وبحسب تقريرها السابق، فإن قرابة 150 عائلة بالبصرة، أحيت قداس الميلاد الأخير في الكنائس: الكلدانية، الأرمنية، السريان الكاثوليك، أما في كنائس السريان الارثوذكس، الانجيلية المشيخية الوطنية، فقد أحيت القداس فيها قرابة 10 عوائل فقط، فيما تحوي ذي قار عائلة مسيحية واحدة، وفي ميسان أحيت 14 عائلة القداس.

ويحيي مسيحيو العراق أعيادهم، في ظل هجرة الكثير منهم الى أوروبا وأمريكا واستراليا، والتي بدأت بشكل محدود في تسعينيات القرن الماضي، لأسباب اقتصادية وأمنية واجتماعية، ليرتفع منسوب الهجرة بعد سقوط النظام السابق في العام 2003، بسبب ما شهدته البلاد من تردٍ كبير في الأوضاع الأمنية، حيث رافق الهجرة مشاكل أخرى أبرزها السيطرة على العقارات التابعة لهم من قبل جهات وعصابات مسلحة، عن طريق تزوير المستندات، كما شكل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لجنة لاعادة العقارات المسروقة لهم.

وكان بابا الفاتيكان فرنسيس، قد زار العراق في 5 آذار مارس الماضي، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها في التاريخ، وأجرى خلال زيارته جولة شملت كنائس العاصمة بغداد ومدينة أور الاثرية في ذي قار، حيث منزل النبي إبراهيم الخليل، والتقى أيضا المرجع الديني علي السيستاني في النجف، بالإضافة الى زيارته للموصل وأربيل.

إقرأ أيضا