طحنون في إيران.. هل يكرر الموالون لها خطابهم تجاه قطر مع الإمارات؟

لقاء مستشار الأمن القومي الإماراتي بنظيره الإيراني في طهران، قد يدفع الجماعات والكتل السياسية الموالية…

لقاء مستشار الأمن القومي الإماراتي بنظيره الإيراني في طهران، قد يدفع الجماعات والكتل السياسية الموالية لطهران في العراق، الى التنازل عن اتهامها الدائم بالتآمر، أسوة بقطر قبل أعوام، وهو ما تبرره تلك الكتل والجماعات بأن خطابها تجاه الدولة الخليجية مرهون بسياستها نحوهم.

ويقول المحلل السياسي محمد نعناع خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ما يخص مواقف القوى الموالية لإيران بشأن تقارب الأخيرة مع الإمارات ، فهناك حالة سابقة مشابهة، وهي إدمان اتهام قطر بالكثير من السلبيات في العراق، وبعد أن ظهر الى السطح تحالفها مع إيران، تراجعت القوى المدعومة من قبل الأخيرة أو ما يسمون بالتيار الولائي عن مهاجمتها”.

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، زار إيران أمس الأول الاثنين، والتقى خلالها نظيره علي شمخاني، فضلا عن لقائه رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي الذي تسلم دعوة لزيارة أبوظبي، ونقلت عنه وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، تأكيده على ضرورة بناء علاقة جيدة مع دول المنطقة، وأنها من أولويات سياسته الخارجية.

ويضيف نعناع “في هذه اللحظة، انقسم الموالون لإيران ومشاريعها، بين من قال بأنه لا علاقة لنا بموقف إيران، وأنها دولة لها مصالحها مع الإمارات وغيرها من الأمور، والقسم الآخر أخذ يراجع نفسه وأحكامه ولم يتحدث كثيرا عن هذا التقارب، وهذا الصنف سيتخذ نفس الخطوة التي اتخذها سابقا مع قطر، حيث تناسى الاتهامات التي كان يوجهها لها دائما”.

وينوه “أما الذي يروج لمسألة الفصل بين ما تفعله الإمارات مع إيران وما تفعله في العراق، فهو سيثير هذه الاتهامات بين فترة وأخرى، ومن ثم يتراجع عنها، واذا نجحت العلاقات بين إيران والإمارات فسينتهي هذا الجدل في العراق بشكل تام”.  

يذكر أن القوى السياسية الموالية لطهران، بالإضافة الى الفصائل المسلحة، تتحدث منذ سنوات عن دور الإمارات السلبي في العراق، وقد بدأ هذا الحديث بالتصاعد منذ تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019، حيث وجهت اتهامات للإمارات بالوقوف خلفها ودعمها، واستمرت سلسلة الاتهامات حتى بلغت ذروتها مؤخرا، بعد إعلان نتائج الانتخابات المبكرة، إذ اتهمت الكتل الخاسرة الإمارات بالتلاعب في النتائج واختراق النطاقات الإلكترونية لها، وذلك بالتواطؤ مع جهة سياسية عراقية غير محددة.

وفي السابق، كانت لقطر الحصة الأكبر من الاتهامات، وأبرزها دعم الإراهب بالتعاون مع تركيا والسعودية، وعقب دخول قطر في أزمة حادة مع دول الخليج عام 2019، أدت الى فرض حصار عليها ومقاطعتها بشكل كامل، توجهت قطر الى إيران ومدت معها علاقات وطيدة، ما دفع مطلقي الاتهامات ضدها الى التراجع شيئا فشيئا، حتى تحولت قطر إلى دولة من “دول المحور”.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة هاشم الكندي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الإمارات تقوم باستهداف المكون الأكبر في العراق، وهذا الأمر منذ العام 2003 لغاية يومنا هذا، وفي الفترة الأخيرة اتضحت هذه الأمور بشكل كبير، إضافة الى دعم الارهاب بالتعاون مع السعودية”.

ويلفت الكندي “بالفترة الأخيرة اتخذت الإمارات منحى آخر بالتنسيق مع إسرائيل لاستهداف العراق، وذلك عبر دعم شخصيات سياسية داخل البلد لضرب العملية السياسية وتسليح العشائر وإدامة الخلافات فيما بينهم، فضلا عن إدخال المخدرات بشكل كبير”، مضيفا أن “التدخل الأكبر، هو ما حذرنا منه، وهو التدخل بالانتخابات، الذي أصبح واضحا وهو تدخل سيبراني”.

ويشير إلى أن “الإمارات تعادي العراق أيضا بسبب خلافها مع إيران، وبالتالي فهي لا تستطيع مواجهة طهران ولكنها تعمل وفق ما تقوله هي بضرب أذرع إيران في العراق وإضعافها، إضافة الى اختراق المخابرات العراقية عبر فرق خاصة بها”.

ويؤكد أن “الأمر في العراق مختلف، حيث أن طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي ذهب الى إيران بصفته الرسمية والتقى نظيره الإيراني، وذلك لأن الإماراتيين أصبحوا يستشعرون بأنهم أمام تحدٍ ومخاطر كبيرة، تتمثل باستهدافها بالطائرات المسيرة اليمنية والتي قد تضر باقتصادهم بشكل كبير”، مستطردا أن “الإمارات أدركت بصحة ما تذهب اليه أمريكا بخصوص الاتفاق النووي، وهي مساع لكسب صداقة إيران، فلماذا لا تذهب هي الى هذا النوع من العلاقات التي تجعلها محافظة على وضعها، وهذا هو أساس عنوان الزيارة”.

ويردف “إذا غيرت الإمارات من سياستها وتعاملها من التدخل في العراق، فمن الممكن أن يكون هناك توجه جديد من الخطاب تجاهها”.

يشار الى أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، زار سوريا في منتصف شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 10 سنوات.

وتعتبر سوريا امتدادا لدول تضم أنصارا لإيران وتشمل العراق ولبنان واليمن أيضا، في ما بات يعرف بـ”محور المقاومة” الذي يهدف لوصول طهران برا الى البحر الأبيض المتوسط، كما قال لـ”العالم الجديد”، محللون سياسيون في وقت سابق.

إقرأ أيضا