صحفي أمريكي يطالب الجامعة الأمريكية في إقليم كردستان بإدانة مؤسسها مسرور بارزاني

طالب الكاتب والصحفي الأمريكي الشهير مايكل روبن، “الجامعة الأمريكية” في دهوك بإدانة مؤسسها رئيس حكومة…

طالب الكاتب والصحفي الأمريكي الشهير مايكل روبن، “الجامعة الأمريكية” في دهوك بإدانة مؤسسها رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني بسبب “انتهاكه لحقوق المرأة وحرية التعبير”، بما تتناقض والمعايير الأكاديمية الأمريكية، وفيما شدد على ضرورة أن تقوم وزارة خارجية بلاده وقنصليتها في أربيل بإجراءات تحمي السمعة الأكاديمية للولايات المتحدة، كشف في الوقت ذاته عن عدم حصول الجامعة المذكورة في دهوك على اعتماد رسمي.

 

ويقول روبن في مقال له على موقع 1945 الأمريكي، تترجمه “العالم الجديد”، إن “بعض الجامعات الأمريكية في الخارج مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة الأمريكية في بيروت عمرها أكثر من قرن وتتمتع بسمعة علمية كبيرة، فيما لا يزيد عمر الجامعة الأمريكية في نيروبي عن 50 عاما، ولكنها أثبتت نفسها بالفعل كواحدة من أكثر الجامعات الأفريقية حيوية”، مستدركا “برهم صالح، الذي يشغل الآن منصب رئيس العراق، أسس الجامعة الأمريكية في العراق بهدف التركيز على النمط الأمريكي في التفكير النقدي داخل العراق”.

ويوضح “يمكن لأي رجل أعمال أو سياسي مغامر في العراق أن يفتتح كلية أو جامعة ويطلق عليها أمريكية، بهدف الاستفادة من عنوانها دون الالتزام بجودة التعليم والمعايير الأكاديمية، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل العديد من الجامعات التي تسمي نفسها أمريكية غير معتمدة من قبل وكالات الاعتماد الأمريكية”.

ويستطرد “في أوقات أخرى، يقوم السياسيون العراقيون برعاية الجامعات كمشاريع تافهة كما هو الحال مع الجامعة الأمريكية في دهوك (بإقليم كردستان العراق)، التي تأسست عام 2013 بسبب رغبة مسرور بارزاني (رئيس حكومة الإقليم) الابن الأكبر لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بعد استيائه من الاهتمام والإشادة التي تلقاها برهم صالح بعد إسهامه بتأسيس الجامعة الأمريكية في العراق (السليمانية)”.

ويوضح الكاتب الأمريكي الشهير “قد تعرّف الجامعة الأمريكية في إقليم كردستان نفسها بأنها مؤسسة على الطراز الأمريكي، لكنها ليست كذلك، إذ أنها فشلت حتى الآن في الحصول على الاعتماد من قبل المنظمات الأمريكية، بينما يستمتع مسرور (بارزاني) بالثناء الفخم الذي يتلقاه عندما يكون داخل الحرم الجامعي، حيث تنعدم حرية التعبير ويجرم الاستفسار الحر”.

ويردف روبن، أن “موظفي الجامعة وطلابها يعترفون صراحة بالهيمنة السياسية عليهم، وأنهم قد يواجهون خطر الاعتقال أو الفصل من الجامعة لمجرد إبدائهم أي تساؤل يتعلق بأسباب انسحاب قوات الأمن التابعة لمسرور بارزاني من سنجار والتخلي عن حماية الإيزيديين على الرغم من طلب القرويين تعزيزات أمنية في الأسابيع التي سبقت صعود الدولة الإسلامية (داعش)، أو لمجرد مناقشة جهود مسرور الكارثية بإجراء استفتاء الاستقلال في العام 2017، أو مع أي محاولة لاستكشاف مواطن الفساد في حكومة الإقليم، ما أدى إلى غلق فضاءات الحرية فيها بالكامل”.

ويشير الى أن “بنايتها الفخمة، التي شُيدت في موقع مخيم كان مخصصا للنازحين الذين تم ترحيلهم عنه، لا تظهر تركيز بارزاني على المظهر أكثر من الجوهر فقط، بل تؤكد تخلي الحكومة عن الجامعات الحكومية أيضا كجامعة دهوك”.

ويتابع “كل هذا سيئ بما فيه الكفاية، لكن أحداث الأسبوع الماضي ضاعفت من مشكلة ربط الاسم الأمريكي بمشروع مسرور (التعليمي)، فقد نشرت صحيفةThe American Prospect، تحقيقا للصحفي الاستقصائي زاك كوبلين عن عقارات اشتراها مسرور وأفراد أسرته، بأموال اختُلِست من الميزانية العامة على ما يبدو، حيث تأتي هذه المقالة التي يبدو أن مصادرها لا تشوبها شائبة، في وقت يتزايد فيه غضب الشركات من الضرائب المتزايدة، في ظل تراجع الخدمات الحكومية وتأخر رواتب الموظفين”.

ويستدرك “لكن الفساد في كردستان العراق ليس جديدا، وأن من ينكر ذلك هو الأحمق (أو مسرور) فقط، لكن مسرور قرر الرد ببيان يتهم فيه كوبلين بعلاقة مع زوجة أحد معارضيه، وإذا ما تركنا جانبا حقيقة أن الصحفي الاستقصائي لم يلتق بالمرأة أبدا وأنه حتى لو حصل أي لقاء بينهما فإنه لن يغير من الواقع شيئا، إلا أن اندفاع مسرور الطفولي، كشف عن واقع العنف ضد المرأة في المجتمع الكردستاني المحافظ، حيث تتنامى جرائم الشرف (بما في ذلك داخل عائلة بارزاني)”.

في ظل هذه الخلفية، يشدد الكاتب الأمريكي على راندال رودس، رئيس الجامعة، بـ”ضرورة إدانة بارزاني بصفته رئيسا لمجلس أمناء الجامعة، وأن الادعاء بأنها مؤسسة على الطراز الأمريكي يصطدم بتجاهلها لكراهية المرأة، ما ينزع عنها الشرعية ويكشف العيوب الأساسية في مهمة الأكاديميين الأمريكيين الذين يخشون التحدث أو مراعاة سلوك بارزاني”.

وينتقد روبن، عضوي مجلس إدارة الجامعة، بيتر غالبريث وبرنارد كوشنير “بسبب صمتهما عن انتهاك حقوق الإنسان، حيث أعطيا الأولوية لمبدأ الربح، أكثر من التعليم”، مشيرا بالقول “في الوقت الذي لا تستطيع وزارة الخارجية، التحكم في استخدام العلامة التجارية الأمريكية، فإنه يمكن للقنصل العام الأكثر جرأة أن يتحدث ويوضح أن كراهية بارزاني للمرأة تتعارض مع القيم والقيادة الأمريكية في أي جامعة أمريكية حقيقية”.

وطالب الكاتب الأمريكي الشهير في نهاية مقاله، مسرور بارزاني بالاستقالة من منصبه في الجامعة، إذا كان مهتما حقا بها، لأنها ستكون بداية جديدة أفضل للجامعة.

لقراءة المقال باللغة الأصلية (أنقر هنا)

إقرأ أيضا