وسط آمال العودة لديارهم.. كيف أحيا الإيزيديون “عيد الصوم”؟

احتفل أبناء المكون الإيزيدي بعيد الصوم “روژيت ئيزي”، وسط آمال بعودة جميع النازحين الى موطنهم…

احتفل أبناء المكون الإيزيدي بعيد الصوم “روژيت ئيزي”، وسط آمال بعودة جميع النازحين الى موطنهم الأصلي في مدينة سنجار غربي محافظة نينوى، في ظل انتقادات لغياب الدور الحكومي.

ويقول الناشط الإيزيدي سيدو الأحمدي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “طقوس عيد الصوم الذي صادف يوم أمس (الجمعة)، وجاء عقب ثلاثة أيام من الصيام، تتضمن زيارة المقابر والترحم على الأموات، بالإضافة إلى توزيع الحلوى بعد العودة من المقابر وتبادل التهاني بين الأهالي والأقارب”.

ويضيف الأحمدي أن “الشعاىر الدينية تبدأ في ليلة العيد، وهي عادات متوارثة لدينا”، مبينا أن “قدسية العيد باقية، رغم عدم عودة أعداد كبيرة من الإيزيديين لمدينتهم، ولكن ما لاحظناه أن الاهتمام الجدي من قبل الحكومة والأمم المتحدة مفقود فيما يخص عودة النازحين”.

ويشير إلى أن “هذا العيد مختلف، حيث أن غالبية الأهالي غير متواجدين ونتحسر على عودتهم لسنجار”.

ويعتبر عيد الصوم، من الأعياد الرئيسية للمكون الإيزيدي، حيث يحتفل أتباع الديانة الرافدينية القديمة بثمانية أعياد سنويا هي سرسال، وروزين إيزي، وجما، وجلى هافين، وجلى زستان، وبيلنده، وقوربان، وخضر الياس، ويتراوح عدد أيام الاحتفال بين يوم واحد وسبعة أيام.

وقد تعرض المكون الايزيدي في سنجار غربي نينوى، في 3 آب أغسطس الى اجتياح من قبل تنظيم داعش الذي قام بتنفيذ إبادة جماعية تمثلت بقتل الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب من خلال عمليات إعدام جماعية، فضلا عن سبي (خطف) النساء والفتيات والأطفال.

يشار الى أن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، أعلن في 10 أيار مايو الماضي، خلال إحاطته حول اجتياح داعش للعراق، بأنه وجد “أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم بحق الايزيديين تمثل بوضوح إبادة جماعية”، ونجح الفريق أيضاً في تحديد 1444 من الجناة المحتمل تورطهم في جريمة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الايزيدي.

ومنذ سنوات حاولت الحكومة الاتحادية، البدء ببرنامج لإعادة النازحين الإيزديين الى مدينة سنجار وإغلاق مخيمات النزوح، وفتحت باب العودة الطوعية، لكن المقومات والبنى التحتية لم تكن متوفرة في المدينة، خاصة بعد دخولها في الصراع الدائر بين أطراف عدة، داخلية وخارجية، إذ وقعت الحكومة الاتحادية في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، مع حكومة إقليم كردستان اتفاقا وصف بـ”التاريخي” حول سنجار، تضمن إخراج كافة الفصائل وعناصر حزب العمال الكردستاني منه، وإخضاعه لسيطرة القوات الأمنية الاتحادية، لكن هذا الاتفاق لم يطبق على أرض الواقع بسبب فشل بغداد وأربيل في تنفيذه بذريعة التحديات التي واجهتهما على ارض الواقع.

الى ذلك، يبين المواطن الإيزيدي الساكن في إحدى مخيمات النازحين أمين قيراني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذا العيد سبقه صيام لمدة ثلاثة أيام، وفي صبيحة العيد يذهب الناس الى المزارات والمعابد، بالإضافة إلى ذبح الأضاحي”.

ويلفت قيراني، إلى أن “أوضاعنا في مخيمات النزوح صعبة مع وجود معوقات كثيرة، خاصة وأن العيد يصادف في الشتاء مع البرد وصعوبة الأوضاع”، مضيفا أن “طقوس العيد كانت صعبة علينا، وبالنسبة للاهتمام الحكومي فهو مفقود”.

وكان مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين، نشر إحصائية في الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية، بشأن عدد الإيزديين المختطفين والنازحين والذين قتلوا على يد داعش منذ آب أغسطس 2014، حيث أكدت أن أعداد جميع الإيزيديين في العراق تتجاوز 550 ألف نسمة، فيما أكدت أن عدد النازحين منهم بعد 2014 بلغ 360 ألف شخص، فيما أحصت أعداد العائدين الى سنجار بعد التحرير بنحو 150 ألف شخص، فيما أشارت الى مقتل 1293 خلال الأيام الأولى لدخول داعش، في حين بلغ عدد الذين هاجروا الى خارج البلد بـ100 ألف شخص، أما أعداد المختطفين فقد بلغت 6417 شخصا، سجلت 3550 ناجيا وناجية.

إقرأ أيضا