رب ضارة نافعة.. السيول تنعش آمال العراق بانحسار الجفاف

على الرغم من آثار السيول المدمرة في شمال البلاد، إلا أنها قد تمنحه فرصة لانحسار…

على الرغم من آثار السيول المدمرة في شمال البلاد، إلا أنها قد تمنحه فرصة لانحسار موجة الجفاف التي تضرب المنطقة، في ظل انغلاق باب التفاهمات مع إيران التي قطعت جميع الأنهر المشتركة في مخالفة لاتفاقية الجزائر.

وقال وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، في تصريح صحفي تابعته “العالم الجديد”، إنّ “سد الدبس (في كركوك) يشهد إطلاقات جيدة، تجري متابعتها على طول عمود نهر دجلة بسبب السيول (التي حدثت في محافظات أربيل صلاح الدين نينوى)”.

وكاد العراق يستخدم لأول مرة منذ عقد، خزينه الاحتياطي من المياه بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد والمنطقة، كما نقلت “العالم الجديد” عن مصدر مسؤول في وزارة الموارد المائية، في وقت سابق (للاطلاق انقر هنا).

وشهدت المحافظات الشمالية بالعراق، في اليومين الأخيرين، موجة أمطار سبّبت سيولاً جارفة، في محافظات أربيل وكركوك وصلاح الدين ونينوى، وسط توقعات بتساقط كميات جيدة من الأمطار.

وأضاف الحمداني، في حديثه لصحيفة الصباح الرسمية، أنه “سيُحوّل كامل الكميات الفائضة من خلال نهر دجلة إلى بحيرة الثرثار لتخزينها وتعويض النقص الحاصل خلال مدة الجفاف”. وأشار إلى أنّ “الوزارة ستعمل على الاستفادة من كامل كميات مياه السيول لحاجة البلاد الماسة لها، لتعويض مخزونها الذي تناقص خلال العامين الماضيين بشكل كبير”.

وأكّد أنّ “موجة الأمطار هي بداية النهاية لمرحلة الجفاف التي مرّت بها البلاد لثلاثة مواسم متتالية”.

من جهته، علق مستشار الوزارة عوني ذياب، آماله على تساقط الأمطار لانحسار موجة الجفاف، مؤكداً صعوبة التوصل إلى تفاهمات مع إيران للحصول على الحصة المائية للبلاد.

وقال ذياب في تصريح لقناة الإخبارية العراقية الرسمية: “كان لدينا أمل بأن تستجيب الجارة إيران للعراق، وكان من المفترض أن يكون لنا لقاء بالمسؤولين هناك في حزيران يونيو الماضي، لكن لم نصل إلى تفاهمات معها بشأن ذلك”.

وأكّد أنّ “إيران تعاني من الجفاف أيضاً، لكن هذا لا يعني ألا يكون هناك تفاهم معها، وقضية تحويلها مسارات الأنهر تُعتبر مخالفة دولية. نريد أن يعطونا حصتنا المائية وما يبقى لها، فلها مطلق الحرية في استخدامه”.

وشدّد على أنّ “ما يحكمنا مع إيران اتفاقية الجزائر بشأن الأنهر المشتركة الحدودية، التي تنصّ على أنّ قسماً من الأنهر المشتركة بين البلدان يجري تقاسمها بنسبة 50%، ونحن نريد أن نصل مع إيران إلى اتفاق، لكن لغاية الآن لم يتحقق أي لقاء”، مؤكدا بالقول “قلّصنا مساحة الدعم المائي إلى النصف، والملف ليس سهلاً، فهناك تحديات كبيرة، ولكن هناك إجراءات لمواجهة هذه التحديات”.

وأشار إلى أنّ “90 بالمائة من الأراضي الزراعية في محافظة ديالى، خرجت عن الخدمة الزراعية، وقد اتُّخِذت القرارات المناسبة لتعزيز مياه الشرب وتعزيز البساتين فيها من طريق نقل المياه من دجلة إلى المحافظة، فضلاً عن حفر الآبار”، معرباً عن “تفاؤله بالأمطار التي ستتساقط على المناطق الشرقية من البلاد”.

يجري ذلك في وقت رفضت فيه إيران كلّ الحلول التي طرحها العراق لحلّ الأزمة، ومحاولة تقاسم الضرر بين البلدين، بالإضافة الى قيام تركيا ببناء سدود عملاقة لحجز مياه دجلة والفرات والتحكم بكمية الذاهب منها الى العراق وسوريا.

انتعاش 3 سدود.. وتحذير!

في الأثناء، قال المتحدث باسم الوزارة علي راضي، في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “الأمطار التي سقطت خصوصاً ما تركز عليها في المنطقة الشمالية وأيضاً شمال الموصل وصلاح الدين وكركوك، سوف تكون لها أهمية كبيرة في زيادة الخزين المائي وتحديداً في سد الموصل وسد العظيم وسد دوكان.

وأضاف راضي، أن “توقيتات الأمطار جيدة بالنسبة لزيادة الخزين المائي والاستخدام الأمثل لهذه المياه”، لافتاً، إلى أن “قسماً من هذه الأمطار التي تتركز على الجانب الشرقي لها أهمية كبيرة لا سيما حزام ديالى خانقين حيث يسهم في زيادة الخزين المائي في دربندخان بحمرين كون محافظة ديالى أكثر المحافظات التي عانت من الشحّ المائي خلال الفترة الماضية“.

وتابع: “نلاحظ أيضاً ورود سيول بنسبة جيدة في نهر الزاب الأسفل وأيضاً زيادة تصفيف نهر الخابور بشكل جيد جداً”، مبيّناً، أن “أهمية هذه الايرادات في نهر الخابور تكمن في أنها تدعم وتزيد الخزين المائي في سد الموصل“. 

ولفت إلى “ارتفاع المناسيب في نهر دجلة من خلال هذه الايرادات خصوصا في موقع القيارة والتي تقدر بأكثر من 800 متر مكعب والذي سيسهم في تعزيز التصفيف بنهر دجلة ويدخل في التحكم بتقليل الإطلاقات من السدود لوجود إيرادات كونها ستعزز الخزين من جانب وستعطي مرونة في اطلاقها في العمود وايصالها الى المستفيدين من جانب آخر“.

وأوضح، أن “جزءاً من هذه الايرادات موجه الى بحيرة الثرثار لتدعيم الخزين المائي”، لافتاً إلى أن “الايرادات المائية من المتوقع ستستمر لمدة ثلاثة ايام (اليوم السبت، الأحد، وغد الإثنين) في شمال نينوى وأربيل دهوك والسليمانية وكركوك وديالى أيضاً، وتكون محدودة في بعض المدن الأخرى لكن حسب تقارير الأنواء التي وصلت إلى الوزارة حول الأنبار وبادية النجف وكربلاء تشير إلى انه قد تكون هناك أمطار متوسطة اليوم، وفي المقابل كانت هناك أمطار في المحافظات الجنوبية مثل البصرة“.

كما بيّن أنّ “وزارة الموارد المائية بكوادرها جميعاً تعمل على الإفادة وضمن خطط مدروسة من كل المياه الواردة الى العراق سواء ما يتم خزنه في السدود والخزانات وتعزيز الخزين المائي أو ما يتم ورودها إلى الأنهر“.

وأكمل قائلاً: “يجب أن نشير إلى نقطة مهمة، نحن دائماً وبشكل سنوي في مثل هكذا فترات ندعو المتجاوزين على مقطع النهر أو مجاري الأنهر إلى منع هذه التجاوزات واشتراك فرق الحكومات المحلية أو الدفاع المدني لمنع أحواض الأنهر بشكل عام كون ذلك يؤثر بشكل سلبي على الموجات الفيضانية وبالنتيجة عملية رفعها هي مهمة جداُ لسلامة المواطن وسلامة الأنهر“.

إقرأ أيضا