منفذ “الجميمة” مع السعودية.. هل ينتشل محافظة المثنى من الفقر؟

جاءت موافقة العراق على فتح منفذ “الجميمة” الحدودي مع السعودية، لتثير تفاؤل الخبراء الاقتصاديين، بمستقبل…

جاءت موافقة العراق على فتح منفذ “الجميمة” الحدودي مع السعودية، لتثير تفاؤل الخبراء الاقتصاديين، بمستقبل محافظة المثنى التي تعاني من نسبة فقر عالية تصل الى 50 بالمائة، مؤكدين أنه سيساهم بإحداث حركة اقتصادية من شأنها أن تقلل نسب البطالة فيها.

ويقول الخبير الاقتصادي ملاذ الأمين خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “منفذ الجميمة مع السعودية، سيكون للحج والأغراض التجارية، وهو يعد من أقدم المنافذ التي تربط العراق بالسعودية”.

ويضيف الأمين، “أما بالنسبة الى انعكاسه اقتصاديا على محافظة المثنى التي تصل فيها نسبة الفقر الى 50 بالمائة، فإن المنفذ سيوفر فرص عمل كثيرة لأبناء هذه المحافظة، من ناحية النقل وغيرها، إذ سيكون هناك طريق لمرور السيارات، ما يساعد على إنشاء ورش لتصليح السيارات وأيضا لتبديل قطع غيارها وإنشاء مطاعم”.

ويؤكد أن “البضائع أحيانا تكون عبارة عن سلع غير مصنعة بشكل كامل، وسيتم تصنيعها قرب المنفذ، بمعنى إنشاء مصانع جديدة قريبة من المنفذ، لكي يتم تجميع البضائع وتصديرها الى السعودية، وحتى عملية نقل المواد الغذائية وتبادلها ستكون بصورة أسرع في حال وجود المصانع قرب المنفذ، وهذا كله سيؤدي الى انتعاش اقتصادي داخل المحافظة، مقارنة بالمحافظات الجنوبية الأخرى”.

وكان رئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي، أعلن أمس الأحد، أن مجلس الهيئة صوت بالموافقة على فتح منفذ جميمة في محافظة المثنى مع السعودية من أجل رفع المستوى الاقتصادي لأبناء المحافظة، فضلاً عن تشغيل الأيدي العاملة العراقية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، مؤكدا أن العراق بانتظار موافقة الجانب السعودي، إذ تم إشعارهم عن طريق القنوات الدبلوماسية.

وكانت وزارة التخطيط أعلنت في آذار مارس الماضي، عن انخفاض نسبة الفقر في البلاد إلى 25 بالمائة من مجموع السكان، بعد أن كانت 31.7 بالمائة عام 2020، فيما سجلت محافظة المثنى أعلى نسبة فقر في العراق حيث بلغت 52 بالمائة وتلتها الديوانية بمعدل 48 بالمائة وميسان 45 بالمائة، بحسب بيانات وزارة التخطيط.

وكشفت “العالم الجديد” في 18 تشرين الثاني نوفمبر 2020، عن سبب تأجيل افتتاح منفذ الجميمة الحدودي بين العراق والسعودية، التي كان من المؤمل أن يتم خلال تلك الأيام، وبحسب المصدر آنذاك فإن الجانب السعودي طلب تأجيل الافتتاح بسبب فعاليات الرفض التي ظهرت للاستثمار السعودي في بادية المثنى، خاصة وأن قرار الاستثمار كان لا يزال يتم تداوله في العاصمة بغداد، ولم يرسل إلى محافظة المثنى المعنية بالأمر، بسبب اعتراضات أنصار بعض القوى الشيعية، فضلا عن تحذيرات بعض القادة السياسيين أمثال زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، من خطورة الاستثمار السعودي في المثنى.

وكانت السعودية تخطط لاستثمار 116 مشروعا في العراق، وبكافة المجالات الزراعية والصناعية والكهربائية والنفطية، حيث جرت العديد من الزيارات المتبادلة، خاصة على مستوى أعضاء المجلس التنسيقي لتنفيذ بنوده.

يشار إلى أنه في العام 2017، تم تأسيس مجلس التنسيق العراقي السعودي في القمة التي جمعت رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي بالعاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز في الرياض، لوضع خطط تعاون اقتصادية وتجارية وثقافية وتعاون أمني واستخباري بين البلدين، لكن لغاية الآن لم تنجح أغلب المشاريع الاستثمارية السعودية في الداخل العراقي بسبب معارضة علنية من قبل الفصائل المسلحة.

ويرتبط العراق والسعودية بمعبرين بريين، هما معبر عرعر، الذي افتُتِح العام الماضي، بعد إغلاق دام لنحو 29 عاما، مع اندلاع حرب الخليج عام 1991، ويقع هذا المعبر ضمن حدود محافظة الأنبار (غرباً) الحدودية، وهو تجاري وفيه ممرات لعبور المسافرين، أما المعبر الثاني فهو معبر الجميمة من جهة الجنوب، ويقع ضمن امتداد بادية محافظة المثنى، وتاريخيا يعتبر طريق حج رئيسي كانت دول عدة تستخدمه لعبور قوافل الحجاج إلى السعودية عبر العراق، أبرزها تركيا وإيران.

الى ذلك، يبين الخبير الاقتصادي ضياء المحسن خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “منفذ الجميمة مع السعودية، سيكون واحدا من أهم المشاريع التي تساهم بتقليل نسبة البطالة والفقر في محافظة المثنى التي لا تمتلك حتى مشاريع صغيرة”.

ويردف المحسن، أن “على المسؤولين في المحافظة التفكير بصورة جدية لاستثمار هذا المنفذ، واستيعاب أكبر عدد ممكن من العاطلين عن العمل لتشغيلهم فيه أو قربه”، مبينا “من جانب آخر قد يساهم المنفذ في إنشاء عدد كبير من المشاريع، لأنه سيكون طريقا استثماريا، كونه يربط بين دولتين، ويمكن من خلاله الاستفادة عبر إنشاء مطاعم وفنادق أو ورش صناعية، وهذه كلها ستساهم في تقليل البطالة في محافظة المثنى”.

وكانت محافظة المثنى، قد أعلنت في آب أغسطس 2017، أن السعودية أبدت تحمل تكاليف بناء منفذ الجميمة الحدودي، لكنها كشفت في آذار مارس 2019، عن تأخير الافتتاح وعزته الى أسباب سياسية عطلت إجراءات الافتتاح المتعلقة بالحكومة المركزية في بغداد.

جدير بالذكر، أن هيئة المنافذ الحدودية كانت قد أعلنت في 11 نيسان أبريل 2017، عن اتفاق العراق مع السعودية على فتح منافذ جديدة لنقل البضائع والمسافرين بينها وبين العراق.

إقرأ أيضا