الخطاطون الكُرد ومساهمتهم في الخط العربي

اشتهر العديد من الخطاطين الكرد بمجال الخط العربي في العراق وعدد من الدول الإسلامية الأخرى،…

اشتهر العديد من الخطاطين الكرد بمجال الخط العربي في العراق وعدد من الدول الإسلامية الأخرى، وبرز العديد من الأسماء عربيا وعالميا منهم الخطاط (بذار الأربيلي)، الذي وقع عليه الاختيار مع خطاط عربي آخر هو (محمد ديب جلول) لكتابة مصحف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ليعرض المصحفان بعد سنتين ونصف من العمل على لجنة من كبار الخطاطين فيقع الاختيار على خط (الأربيلي)، ويطبع من هذا المصحف ملايين النسخ وبأحجام مختلفة وتوزع في دول متعددة.

وعن دورهم المهم في المهنة ووجودهم في مجال فن الخط العربي، يقول خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، إن “الخطاطين الكرد لا يقلون أهمية عن الخطاطين العرب إن لم يكونوا تفوّقوا عليهم.

وبهذا الشأن، يشير الخطاط والفنان التشكيلي الإماراتي السيد (خالد الجلاف) رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية ونائب رئيس تحرير مجلة حروف عربية إلى أن “للخطاطين الكُرد بصمتهم الخاصة في الخط العربي، وأتحدث عن هذا منطلقا من أسماء بعينِها منهم (صباح الأربيلي) و(بذار الاربيلي) وغيرهما، من أصحاب المستويات الفنية العالية التي أهَّلتهم للحصول على العديد من الجوائز في الخط العربي على مستوى العالم، وفوزهم بالجوائز إنما يدل على أنهم لهم دورا فاعلاً في مجال الخط العربي، وقد يحتاج الحديث عن إسهاماتم وإضافاتهم في الخط العربي إلى البحث والتمحيص التاريخي، لكني أستطيع القول إن الخطاطين الكُرد لايقلون أهمية عن الخطاطين العرب إن لم يكونوا تفوّقوا عليهم” وأضاف (الجلاف) في معرض حديثه عن المدرسة العراقية للخط العربي أننا “اليوم عندما نتكلم عن المدرسة العراقية نجد أن الخطاط الكُردي في القمة بأسماء مهمة مثل بذار وصباح، وكذلك غيرهم من الأسماء التي قد يغيب عن ذاكرتي بعضا منها، ولاسيما صباح الذي وصل إلى العالمية وإقام فترة طويلة في دولة قطر والان يقيم في بريطانيا وهو مبدع في التشكيل وفي الخط العربي، وهو ممن يتربعون على القمة في عالم الخط العربي وهو من الخطاطين الكُرد“.

ومن الأسماء الأخرى المهمة من الخطاطين الكُرد كل من أحمد عبد الرحمن، زياد المهندس، وغيرهم كثير، وعدد من الخطاطات الإناث أيضا كما أشار إلى ذلك السيد (محمد النوري) وهو خطاط عراقي مقيم في الإمارات العربية المتحدة ويُدرِّس في مركز الشارقة للخط العربي منذ تأسيسه، الذي تحدث لنا عن علاقة القومية بالفن قائلاً: “الفن ليس له علاقة بالقومية، فمن أسوأ المفاهيم التاريخية المتعمقة في وعي الشعوب مسألة القومية، فهي مدمرة للفرد وللفن، فالخط العربي صار فنا عالميا خرج من حدود القومية، فعندما نقدم عملا نقدمه لكونه فنا، وليس للقومية دور في ابراز فن معين، ولاسيما الخط، إذ قد تساهم بعض الفنون الأخرى في إبراز القوميات المتغايرة لكن الخط العربي لا. لكننا مع هذا نجد للغة الكُردية حضورا في لوحات الخط العربي، إذ انتج العديد من الخطاطين القصائد الكُردية والحكم والأقوال باللغة الكُردية موظفين الحرف العربي وجمالياته فيها، كما قدم الأتراك عددا من الأعمال بالحرف العربي لكن باللغة التركية، وقد لا تحضرني الأعمال المميزة في هذا المجال غير أنني اشير إلى أعمال الخطاط الكُردي بذار الاربيلي في هذا الجانب، قد يكون من ابرز الأسماء التي قدمت الشعر الكُردي بجماليات الخط العربي، وهو لتميزه من كتب مصحف الشيخ خليفة في الإمارات هو من خطه وأنجزه وطبع بعد ذلك ووزع، ولذلك أجده فخرا للخطاطين الكُرد والمدرسة العراقية في الخط العربي”.

إقرأ أيضا