العطل الرسمية.. فوائد اجتماعية وأزمات تربوية

أشر مختصون انعكاسات سلبية لظاهرة تكرار العطل الرسمية على طلبة المدارس، كونهم بحاجة لدفع أكبر…

أشر مختصون انعكاسات سلبية لظاهرة تكرار العطل الرسمية على طلبة المدارس، كونهم بحاجة لدفع أكبر نحو الدوام الحضوري بعد عامين من التعليم الإلكتروني، لكنهم لفتوا في ذات الوقت إلى الفوائد الاجتماعية لبعض تلك العطل على الوحدة بين مكونات الشعب.

ويقول عادل عطية، وهو مدير مدرسة في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “العطل الكثيرة لها انعكاسات وتأثيرات سلبية على الواقع التعليمي في العراق، المتدني من الأساس، خصوصا وأن الدوام الحالي ليس في كل الأسبوع، بل هو أربعة أيام فقط”.

ويشدد عطية على الجهات المعنية أن “تلتفت إلى أهمية وخطورة هذا الأمر، حيث أن الطالب الذي يعتاد على العطل تقل لديه روح المسؤولية بالنسبة للدوام، خاصة ونحن خارجون للتو من الحجر بسبب جائحة كورونا والدوام الإلكتروني”.

ويضيف أن “كثرة العطل أيضا تؤثر على المادة نفسها، حيث يقوم المعلم بإعطاء ما فاته يوم العطلة من موضوع باليوم التالي، وعليه فإن استيعاب الطالب للمادة بشكل سريع يقل نسبياً”.

وكان مجلس الوزراء، قد قرر تعطيل الدوام الرسمي، اليوم الأحد المصادف 2 كانون الثاني يناير، بمناسبة رأس السنة الميلادية، الذي صادف يوم أمس السبت.

يذكر أن مجلس الوزراء، قرر أيضا تعطيل الدوام الرسمي يوم 26 من كانون الأول ديسمبر الماضي، بمناسبة مولد السيد المسيح، الذي صادف يوم السبت (25 من الشهر ذاته).

يشار إلى أن العراق سيحتفل أيضا يوم الخميس المقبل، والمصادف 6 كانون الثاني يناير الحالي، بمناسبة عيد الجيش، وهو عطلة رسمية أيضا، فيما أعلنت وزارة التربية في 17 تشرين الأول أكتوبر الماضي، عن تعليق عطلة يوم السبت، وأن الدوام الحضوري يكون أربعة أيام في الأسبوع.

وشهد العام الدراسي الماضي، إرباكا كبيرا منذ انطلاقه في أواخر 2020، حيث أعلنت وزارة التربية في حينها، أن الدوام الحضوري سيكون بواقع يوم واحد في الأسبوع، وقسمت أيامه على عدد من المراحل الدراسية في كل مدرسة، لكن سرعان ما تراجعت عن القرار، وأعادت الدوام الحضوري لطلبة الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، لكن عادت الوزارة في أيار مايو الماضي، الى إيقاف العمل بالدوام الحضوري، بناء على مقررات اللجنة العليا للصحة والسلامة، والاعتماد على التعليم الإلكتروني في جميع المراحل الدراسية.

من جهته، يعزو الباحث التربوي هادي الشمري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، سبب لجوء الحكومة الى زيادة يوم إضافي الى العطل الرسمية، الى “الجانب الاجتماعي، لأنه كما يعلم الجميع أن مناسبة رأس السنة، وخصوصا لدى المسيحين في العراق، سيكون هذا اليوم هو عبارة عن سفر واحتفال، وبالتالي فإنه منح عطلة إضافية، كرسالة بأن العراقيين شعب واحد، ونهتم بهم وبتفاصيلهم”.

ويردف “أما فيما يخص التعليم، فالكل يعلم أن التعليم عالميا لا يرتبط بالعطل الرسمية، فهناك أيام محددة فقط، أما ما يحدث الآن فهو عبارة عن فوضى، وذلك لأن ساعات الدراسة محددة، وإن كان هناك موعد أو مناسبة ما، يجب أن تكون هناك ساعات إضافية لتعويض هذا الخلل”.

وبخصوص انعكاس إجراءات وزارة التربية على الواقع التربوي للطلبة، يؤكد “سلبية ذلك وتجب ملاحظته، بعيدا عن الفوائد والمردودات الاجتماعية، وضرورة تعويض تلك الساعات للوصول إلى مستوى مقبول دراسيا”.

وشهد التعليم في العراق، أزمات كثيرة، بدءا من تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019، التي امتدت حتى منتصف العام 2020، أي مع تفشي فيروس كورونا، الذي أوقف العملية التعليمية، ليس في العراق فحسب، بل في أغلب دول العالم.

إقرأ أيضا