لقاءات ومعلومات متضاربة.. تلميحات بتحالف “الثلاثة الكبار” وأنباء عن اقتراب الصدر والإطار

لقاءات متسارعة ومكثفة بين مختلف القوى السياسية، لكن أبرزها كانت اجتماعات “الفائزين الثلاثة” في أربيل…

لقاءات متسارعة ومكثفة بين مختلف القوى السياسية، لكن أبرزها كانت اجتماعات “الفائزين الثلاثة” في أربيل والنجف، والتي جمعت رئيس تحالف تقدم بزعيم التيار الصدري من جهة، ووفد الأخير بزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة اخرى، وبحسب قياديين في هذه القوى، فإن التقارب لاعلان الكتلة الأكبر من قبلهم بات “وشيكا”، لكن مصدرا مطلعا على اجتماع الصدر بالحلبوسي أمس الثلاثاء في “الحنانة”، كشف عن حديث مغاير بينهما، تضمن ضرورة إحياء “بيوت المكونات”، بوصفها أساسا لاستقرار العملية السياسية، ومن دونها ستستمر النزاعات المزلزلة لها.

ويقول القيادي في تحالف تقدم سلام عجمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “لقاء الحنانة الذي جمع رئيس تحالف تقدم وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كان لغرض التفاهم والحوار من أجل المضي بتشكيل حكومة قوية قادرة على تلبية متطلبات المرحلة المقبلة”.

ويضيف عجمي، أن “هذه الزيارات تأتي تمهيدا لإعلان الكتلة الأكبر في مجلس النواب بين الكتل الفائزة من المكونات الثلاثة، وهي: تقدم، والحزب الديمقراطي الكردستاني، والكتلة الصدرية”، مؤكدا أن “عدد مقاعدنا كفائزين عن المكونات كبير، ويسمح لنا بإعلان الكتلة الأكبر”.

وكان رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، وصل ظهر أمس الثلاثاء، الى الحنانة في محافظة النجف، والتقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دون أن يصدر بيان من الطرفين عقب اللقاء.

وتأتي زيارة الحلبوسي الى الصدر بالتزامن مع لقاء وفد التيار الصدري مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في أربيل، التي وصلها أمس الأول، وعقد اجتماعا أوليا مع القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري.

وخلال هذه التحركات، التقى رئيس تحالف الفتح هادي العامري، مع رئيس الهيئة السياسية لتحالف عزم خالد العبيدي، وبحثا بحسب بيان الأول، مستجدات التحالفات السياسية.

يشار إلى أن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، كان قد زار الشهر الماضي، رئيس تحالف عزم خميس الخنجر، وذلك بعد إعلان الخنجر عن تحالفه المكون من 34 مقعدا، وسط أنباء عن قرب تحالفه مع الإطار التنسيقي الذي يضم كافة الكتل الشيعية باستثناء التيار الصدري.

يذكر أن وفدا من الإطار التنسيقي يضم رئيس تحالف الفتح هادي العامري وزعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، قد زار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر إقامته بالحنانة في محافظة النجف، في 29 كانون الأول ديسمبر الماضي.

ولغاية الآن، لم تعلن أية كتلة سياسية عن تحالفها مع كلتة أخرى، لتشكيل الكتلة الأكبر أو نواتها، إلا أن الإطار التنسيقي دائما ما يعلن عن بلوغ عدد مقاعده نحو 90 مقعدا، ومن الممكن أن يعلن الكتلة الأكبر بعد انضمام كتل أخرى له.

وفي تفاصيل مغايرة، يكشف مصدر سياسي مطلع عن ما دار في لقاء الحلبوسي والصدر، قائلا، إن “الحلبوسي فاتح الصدر بمقترح التحالف مع قوى الإطار التنسيقي الذي ضم باقي الكتل الشيعية، وحثه على التحالف معها، بهدف ترميم البيت الشيعي ولملمة كتل المكون”.

ويشير المصدر، الى أن “الصدر لم يخف رغبته بالانضمام الى قوى الإطار بشروط قد يعلنها لاحقا في بيان منفصل، إلا أن من السابق لأوانه القول بأنه قد اقتنع بوجهة النظر هذه نهائيا”، عازيا اهتمام الحلبوسي بالأمر، الى “السعي لخلق بيئة مستقرة سياسيا، ستنعكس إيجابا على استقرار العملية السياسية في المرحلة المقبلة، وتكون خالية من النزاعات أو الصراعات داخل كتل المكون، وهذا يعتمد على تماسك المكونات الرئيسة”.

يشار الى أن قادة في الإطار التنسيقي، أكدوا خلال الأيام الماضية في تصريحات لـ”العالم الجديد” أن الكتلة الأكبر ستكون عبر تحالف التيار الصدري والإطار التنسيقي، وربما ستعلن في الجلسة الاولى للبرلمان، التي من المفترض أن تعقد في 9 كانون الثاني يناير الحالي.  

الى ذلك، يبين القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان خلال حديث لـ”العالم الجديد” أن “الحزب الديمقراطي يميل الى الاغلبية الوطنية ونفضلها على التوافقية، لكن هذا ايضا يبقى مرهونا بمدى تفاهم الكتل السياسية الشيعية حول اختيار أي منهما (التوافقية أو الاغلبية الوطنية)”.

ويلفت باجلان، إلى “عدم الرغبة في التحول نكون سببا في نشوب صراع بين الجهات السياسية، لذا لا نميل الى التحالف في الحالية، فنحن مع توافق الكتل السياسية الممثلة لكل مكون، أي أن تتفق كتل كل مكون وتتتوحد فيما بينها بما فيها الكرد، فالحوارات الآن تجري على قدم وساق بين الأحزاب الكردية”، مبينا أن “حكومة الأغلبية هي الأقوى أمام التحديات المستقبلية”.

يشار الى أن المحكمة الاتحادية أصدرت تفسيرا للنص الدستوري الخاص بالكتلة الأكبر، عام 2010، وأكدت أنها تلك التي تتشكل داخل البرلمان بعد الانتخابات وليس الفائزة بالنتائج.

وما زال تفسير المحكمة الاتحادية قائما، وهو مثار جدل لغاية الآن، خاصة بعد فوز الكتلة الصدرية المرتبطة بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأكثر عدد من المقاعد في الانتخابات، وتمسكها بتشكيل الحكومة، فيما يصر الإطار التنسيقي على أن الكتلة الأكبر هي التي تتشكل داخل مجلس النواب وفق تفسير المحكمة الاتحادية.

إقرأ أيضا