مفاجآت العملية السياسية.. هل اقترب الحسم؟

مفاجأة تلو أخرى، غيرت المعادلة السياسية بشكل سريع، وربما تكون أقرب لحسم الموقف المتأزم، فانضمام…

مفاجأة تلو أخرى، غيرت المعادلة السياسية بشكل سريع، وربما تكون أقرب لحسم الموقف المتأزم، فانضمام رئيس تحالف عزم الى تحالف تقدم، ومنحه الضوء الأخضر لتولي رئاسة البرلمان، وإعلان الإطار التنسيقي عن قربه من التيار الصدري، قد يوصل الأمر الى مرحلة تفاهم نهائية.

ويقول القيادي في تحالف تقدم محمد نصير خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “رئيس تحالف عزم انضم الى تحالف تقدم برفقة نحو 20 عضوا من تحالفه، وأصبح تحالف تقدم يضم 64 نائبا تقريبا”.

ويضيف نصير، أن “هناك تفاهمات مع التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني والخنجر، بشأن تولي رئيس التحالف محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان، وذلك بالإضافة الى تحالف من أجل الشعب الذي يضم حركة امتداد والجيل الجديد، وحصلت لقاءات معهم وسيصوتون لدعم الحلبوسي”.

ويلفت إلى أن “ما جرى في تحالف عزم هي أمور خاصة بهم، ولا علم لنا بها، لأنها أسرار بيت كما يقال”، مؤكدا أن “الجلسة الأولى لمجلس النواب ستشهد حسم منصب رئيس مجلس النواب واحتمال رئيس الجمهورية أيضا، وذلك لأن المفاوضات والتأخير حصل الآن قبل عقد الجلسة، على عكس ما كان يجري سابقا، حيث كان المجلس يعقد جلسته الأولى، ومن ثم تبدأ الحوارات”.

وقد سرت أنباء ظهر أمس الأربعاء، تفيد بعزل رئيس تحالف عزم خميس الخنجر من رئاسة التحالف، من قبل مثنى السامرائي وخالد العبيدي، القياديين في التحالف، وذلك على خلفية موافقة الخنجر على تسنم رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي رئاسة المجلس.

يشار إلى أنه تم طرح كل من مثنى السامرائي وخالد العبيدي، لتولي منصب رئيس مجلس النواب، كمرشحين قويين ومنافسين لتسنم المنصب.

وقد تفاقمت الأزمة سريعا، وتم توقيع كتاب عزل الخنجر عن رئاسة التحالف وأرسل الى مفوضية الانتخابات لإشعارها، ووفقا لما كشفه القيادي في التحالف مشعان الجبوري، فإن عدد الموقعين على عزل الخنجر هو 5 أعضاء فقط.

عصرا، وبعد مرور ساعات من أزمة الخنجر مع تحالفه، دعا الحلبوسي عبر بيان الخنجر الى الانضمام له للتحالف، وهو ما حظي بموافقة سريعة صدرت عن الخنجر بشكل رسمي، وأعلن انضمامه لتحالف تقدم.

يشار الى أن الخنجر، أعلن الشهر الماضي عن تحالف العزم، والذي يضم 34 مقعدا نيابيا، بعد أن فاز تحالفه عزم، بـ14 مقعدا في الانتخابات.

القيادي في تحالف عزم مشعان الجبوري، أكد في حديث إعلامي تابعته “العالم الجديد”، أن “مثنى السامرائي يريد أن يصبح المخول عن الـ14 نائبا الفائزين عن عزم لينضموا مع بعض نواب العزم الى الإطار التنسيقي، على أمل أن يشكلوا الكتلة الأكبر التي تستطيع تمرير مرشحيها”.

ويؤكد أن “هذا الاتفاق يفتح بابا جديدا، حيث أن الاتفاق المسبق مع تحالف تقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني فقط، وأن لا ندخل في التنازع على الكتلة الأكبر، لكن ما فعله المنشقون سينهي هذا الاتفاق ويزيل عن تقدم والديمقراطي الكردستاني والمستقلين حرج الكتلة الأكبر”.

الطرف الآخر

في الوقت الذي شهدت فيه الكتل السنية هذه الأحداث المتسارعة، كان رئيس حركة عطاء فالح الفياض في أربيل، وعقد اجتماعا مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني لبحث التحالفات وشكل الحكومة المقبلة.

وفي مساء أمس الأربعاء، عقد الإطار التنسيقي اجتماعا في منزل رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وأصدر بيانا أكد فيه استمراره في المنهج الذي سار عليه في وحدة الكلمة ورص الصفوف، وقال “نؤكد حرصنا الشديد على انجاح التفاهم مع الكتلة الصدرية وباقي القوى الوطنية من اجل تقديم الافضل للشعب العراقي الصابر”.

وحول هذا الأمر، يبين عضو الإطار التنسيقي عن ائتلاف دولة القانون وائل الركابي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “التفاهم بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري حديث منذ أمس الأول الثلاثاء، فدخول الطرفين إلى البرلمان بشكل موحد يعني دعما للعملية السياسية برمتها والاستحقاق الصحيح للمكون الشيعي، أما دخولهما بشكل منفرد فإن هذه الجزئية قد تجعل الأطراف الأخرى تحرج صاحب التمثيل الأكبر، لذلك فإن صدور بيان الإطار التنسيقي شدد على الدخول معا للجلسة الأولى للبرلمان”.

ويتابع أن “التفاهم يجري الآن حول النقاط الخلافية، وهي ربما تكون نقطة أو أكثر محل خلاف، ولكن الإطار التنسيقي يسعى للتفاهم بشكل كبير مع التيار الصدري، ولا يهم إن تنازل أي منهما للآخر، فهذا لا يعتبر خضوعا، بل حرصا من كليهما على وحدة العراق، وعدم الوصول لانسداد سياسي”.

وبشأن ما جرى في تحالف عزم وعزل رئيسه خميس الخنجر وانضمامه الى تحالف تقدم برئاسة محمد الحلبوسي، يوضح الركابي، أن “ما حصل من خلافات بين السياسيين السنة أمس، كشف حقيقة الخلاف الموجود بين الأطراف السياسية السنية، وهذه الخلافات هي ذاتها موجودة في البيت الكردي عند الحديث عن رئاسة الجمهورية، وأرادت أن تلقي الكرة في ملعب البيت الشيعي وتصويره على أنه من أوصل البلد الى الانسداد السياسي”.

ويلفت إلى أن “الحقائق انكشفت الآن بالكامل، لكن مع هذا هناك اعتراضات وتدخلات خارجية تريد التجديد لرئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي ولاية أخرى في رئاسة البرلمان، وتحالف عزم وتقدم هو سببه وجود اعتراضات سنية على قبول رئيس تحالف عزم خميس الخنجر بتجديد الولاية للحلبوسي، وفي قادم الأيام ستنكشف الحقائق أكثر”.

يذكر أن مصدرا سياسيا، كشف يوم أمس لـ”العالم الجديد”، عن ظهور تفاهم بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، يهدف لتوحيد البيوت المكوناتية.

يشار إلى أن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وعقب إعلان الخنجر عن تحالف العزم المكون من 34 نائبا، كان قد زار الخنجر في مكتبه وبحث معه التحالفات السياسية.

وتواردت أنباء في حينها بأن تحالف العزم، قريب جدا من التحالف مع الإطار التنسيقي لتشكيل الكتلة الأكبر، في وقت كان فيه الحلبوسي والخنجر بخلاف حول رئاسة البرلمان.

إقرأ أيضا