فصول تتسع.. المواجهة المسلحة بين الولايات المتحدة والفصائل الى أين؟

لم تنفك صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة من استهداف المواقع التي تضم قوات أمريكية وأجنبية، طيلة…

لم تنفك صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة من استهداف المواقع التي تضم قوات أمريكية وأجنبية، طيلة الـ72 ساعة الماضية، في خطوة تكشف عن تصعيد جديد في فصول الصراع الدولي في العراق قد لا يتوقف عند حد، في ظل تهديد الفصائل المسلحة والكتل السياسية الداعمة لها، لأي وجود عسكري أجنبي في العراق، مع تلويح أمريكي بالرد عليها.

يقول المصدر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الولايات المتحدة تستعد للرد على أي استهداف عسكري يستهدف مصالخها الحيوية في العراق، وقد حددت أهدافا من أجل قصفها، وتستخدم كمقار وقواعد لفصائل مسلحة يرتبط بعضها بهيئة الحشد الشعبي في بغداد وديالى وكربلاء وجرف الصخر (بمحافظة بابل) وسنجار (الواقعة بمحافظة نينوى)”.

ويلفت الى أن “الفصائل تستعد لتوسيع عملياتها النوعية لتشمل أشكالا مختلفة قد يكون من بينها الخطف”، لكنه لم يحدد هوية المستهدفين عسكريين أم دبلوماسيين أم مدنيين.

وأسقطت منظومة الدفاع في قاعدة عين الأسد الواقعة في محافظة الأنبار، فجر اليوم الخميس، طائرة مسيرة كانت تحلق فوق القاعدة التي تعرضت في اليومين الماضيين، الى استهداف بطائرتين مسيرتين وخمسة صواريخ، فيما سقط صاروخان من نوع غراد بمحيط مطار بغداد الدولي، انطلاقا من منطقة حي الجهاد غربي العاصمة بغداد.

يذكر أن مركز بغداد للدعم الدبلوماسي الذي يضم قوات التحالف الدولي (قاعدة فيكتوريا سابقا) قد تم استهدافه في 3 كانون الثاني يناير الحالي، بطائرتين مسيرتين كُتب عليهما “عمليات ثأر القادة”.

وخلال هذه الأيام لم تتوقف عمليات تفجير العبوات الناسفة ضد أرتال الدعم اللوجستي لقوات التحالف الدولي، حيث جرى استهدافان بفارق دقائق يوم أمس، في محافظتي المثنى وبابل.

في الأثناء، يقول المحلل السياسي يونس الكعبي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الاستهدافات التي جرت كانت متوقعة، خاصة وأنها تزامنت مع ذكرى حادثة المطار، كما أن فصائل المقاومة أعلنت أنها ستهاجم القواعد إذا لم تنسحب أمريكا خلال الموعد المحدد”.

ويضيف الكعبي، أن “ما حصل يفتح صفحة جديدة من المواجهة بين الفصائل والولايات المتحدة، حيث أن هناك عدة سيناريوهات محتملة، وهي إما أن تتدخل القوات الأمريكية للرد على هذه الهجمات أو يحدث تصعيد داخلي من قبل بعض الجهات التي تعتبر هذه الأعمال خرقا أمنيا، وهذا مرهون بتشكيل الحكومة المقبلة وكيفية إقناعها للفصائل بأن القوات الأمريكية قد انسحبت بالفعل وأنهت وجودها”.

ويردف أن “الفصائل المسلحة ترى أن القوات الأمريكية ما تزال موجودة وأنها غيرت صفتها فقط، وهذا يعتبر فصلا جديدا من فصائل المواجهة بين الطرفين”، لافتا الى “إمكانية حدوث رد أمريكي باستهداف شخصيات أو مقار للحشد أو الفصائل كما حصل سابقا في حادثة المطار والقائم وغيرها، وهذا الاستهداف لا يحتاج الى استئذان، فواشنطن عندما تقرر تنفذ”.

وتأتي هذه الهجمات، بعد أن أكد قادة فصائل المقاومة والكتل السياسية الشيعية، خلال الذكرى الثانية لحادثة المطار، على ضرورة خروج القوات الأمريكية بأي طريقة، رغم إعلان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في 31 كانون الأول ديسمبر الماضي، إنهاء عمليات الانسحاب بشكل كامل مع بقاء المستشارين والمدربين فقط من القوات الأجنبية.

وكانت الولايات المتحدة قد استهدفت قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، فجر يوم 3 كانون الثاني يناير 2020، بطائرات مسيرة قرب مطار بغداد الدولي.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي بسام القزويني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “موضوع الاستهدافات ليس بالجديد، من ناحية الأدوات المستخدمة وعدد العمليات فلم يتغير شيء منذ عام ونصف تقريبا، لكن مسألة إيقافه أو استمراره يرتبط بشكل الحكومة المقبلة، فهي من ستعطي الأدلة بشأن الانسحاب الأمريكي من عدمه”.

ويؤكد القزويني، أن “واشنطن تعمل على إصدار قانون لمعاقبة استخدام الطائرات المسيرة وبالخصوص إيرانية الصنع، وهذا قد يؤدي الى التهدئة بالفترة المقبلة”، مبينا أن “الفصائل التي تمارس هذه العمليات تريد أدلة حقيقية على عدم وجود قوات قتالية أمريكية لتتوقف عن الاستهداف، ويمكن أن يحصل هذا عبر لجان مشتركة تضم الحشد الشعبي، تذهب الى القواعد العسكرية، وتكون عبارة عن وسيط رسمي يعطي اطمئنانا بأن الحوار الاستراتيجي والانسحاب حصل بالفعل”.

وعادة ما تتبنى عمليات القصف فصائل مسلحة تحت مسميات عديدة ومجهولة الشخوص، فضلا عن نشر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهذه الفصائل لمنصات إطلاق الصواريخ قبل تنفيذ عمليات القصف، ما يشكل تبني صريح لهذه العمليات، دون وجود أي إجراء قانوني ضدها.

ولم تتوقف الهجمات الصاروخية على مواقع القوات الأجنبية والدبلوماسية منذ سنوات، لكنها منذ مطلع 2020 وعقب حادثة المطار، ارتفعت وتيرة الهجمات في ظل تشكيل فصائل مقاومة “وهمية” وإعلان الفصائل الأساسية المنتمية للحشد الشعبي براءتها من هذه الفصائل الجديدة، وقد نفذت هذه الفصائل 76 عملية استهداف طيلة العام الماضي، بحسب احصائية أعدتها “العالم الجديد”.

إقرأ أيضا