نواب مستقلون يكشفون كواليس العروض المالية المقدمة من كتل كبيرة

في خضم الحوارات والمواقف الحادة بين القوى السياسية لتشكيل الكتلة الأكبر، لم تغفل تلك القوى…

في خضم الحوارات والمواقف الحادة بين القوى السياسية لتشكيل الكتلة الأكبر، لم تغفل تلك القوى “المتصارعة”، الضغط على المستقلين وتقديم العروض لهم للانضمام إليها، ويوما بعد آخر يرتفع سقف العروض حتى بلغ 5 ملايين دولار لكل نائب أو منصب معين، وذلك بحسب نواب مستقلين، أشاروا إلى أن هذه مسألة التفاوض يقوم بها “وسطاء” وليس قادة الكتل بانفسهم.    

ويقول النائب المستقل محمد عنوز خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الكتل الكبيرة عرضت العديد من المغريات على المستقلين، ومنها عروض وصلتني شخصيا، مثلا تسنم منصب او دعم مالي لأجل الانضمام إليها“.

ويضيف عنوز، أن “صاحب الكتلة لا يتحرك بشخصه لتقديم هذه العروض، بل هناك وسطاء يقومون بهذه المهمة ويقدمون هذه العروض”، مبينا أن “هذه الأمور واردة في العمل السياسي والنواب أحرار في خياراتهم، منهم من يقبل بها ومنهم من يرفض“.

ويؤكد أن “التجربة الانتخابية في العراق رافقتها اغتيالات ودماء أريقت، لذا لا نستبعد وجود تهديدات طالت بعض المستقلين للضغط عليهم بهدف الانضمام لبعض الكتل“.

وأفرزت نتائج الانتخابات التي جرت في تشرين الأول أكتوبر الماضي، فوز نحو 40 مرشحا مستقلا بمقاعد نيابية، منهم من يمثلون الحركات السياسية المنبثقة من تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019، وأبرزها حركة امتداد حيث حصلت على 9 مقاعد نيابية، بالإضافة الى مستقلين آخرين ينتمون لـ”قوى تشرين”، فيما ضم الجزء الآخر شخصيات شاركت بصفة “مستقل”، لكنها ترتبط بالأحزاب السياسية التقليدية، وسرعان ما انكشف ذلك من خلال إعلانها الانضمام لتلك الأحزاب

ومؤخرا اشتدت الحوارات بين الكتل السياسية الكبيرة، حول مسألة الكتلة الأكبر، وعقدت عشرات الاجتماعات بين مختلف أطراف العملية السياسية دون التوصل لحسم نهائي بشأن شكل الحكومة المقبلة سواء “توافقية” أو “أغلبية”، لاسيما في ظل تمسك التيار الصدري بالاغلبية فيما يتمسك الإطار التنسيقي بالتوافقية.

يشار إلى أن العديد من النواب المستقلين شكلوا كتلا نيابية، وشهدت هذه الكتل انسحابات فيما انضمت بعضها الى الكتل الكبيرة، لكن نواب حركة امتداد والجيل الجديد وبعض المستقلين، أعلنوا عن تشكيل تحالف “من أجل الشعب” مكون من 28 نائبا وأعلنوا أن خيارهم هو المعارضة وعدم الانضمام او الاشتراك بتشكيل الحكومة.

ومن أبرز القوى السياسية التي ضمت مستقلين لها، هو تحالف الفتح بكافة كتله، التي تضم بدر، وحركة عصائب اهل الحق، بالإضافة الى ائتلاف دولة القانون وتحالف تقدم، إذ اعلن عن انضمام المستقلين لهذه القوى بشكل رسمي.

الى ذلك، يبين النائب المستقل سجاد سالم خلال حديث لـ”العالم الجديد” أن “العديد من العروض قدمت للنواب المستقلين بهدف الانضمام للكتل الكبيرة، وهذه العروض كانت متفاوتة“.

ويوضح سالم، أن “العروض ترتفع كلما تتقدم مسألة تشكيل الكتلة الأكبر، فهي الآن تتراوح بين 1– 5 ملايين دولار”، متابعا “قدمت لنا عروض ولكل المستقلين، والجهات التي تقف خلف هذه العروض، وفي بعض الاحيان ضغوطات، هي الكتل الكبيرة“.   

وستعقد اليوم الأحد، الجلسة الأولى لمجلس النواب، بناء على دعوة رئيس الجمهورية التي جاءت بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات.

يذكر أن تحالفا أعلن عن تشكيله أمس الأول تحت اسم تصميم، وضم سبعة نواب، خمسة منهم من كتلة محافظ البصرة أسعد العيداني بالإضافة الى مستقلين اثنين انضموا للتحالف، ومن المفترض أن ينضم هذا التحالف الى الكتلة الصدرية.

إقرأ أيضا