“التوك-التوك” والكفن.. رسائل شعبوية وفئوية بأولى جلسات البرلمان الجديد

بين “التوك-التوك” و”الكفن”، مشاهد عديدة تضمنتها الجلسة الأولى للبرلمان في دورته الخامسة، وصفت بأنها رسائل…

بين “التوك-التوك” و”الكفن”، مشاهد عديدة تضمنتها الجلسة الأولى للبرلمان في دورته الخامسة، وصفت بأنها رسائل “شعبوية”، و”استعراضات فئوية” خاطبت فئات معينة من المجتمع ستؤثر على سمعة البرلمان وتقلل من “هيبته”، وسط دعوات بتقديم مستوى أكثر رقيا.

ويقول المحلل السياسي محمد نعناع خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مشاهد لبس الأكفان والوصول للبرلمان بدراجات التوك-توك أو تعليق صورة رموز في البرلمان، تشير إلى مزيد من الانقسام السياسي وعدم الانضباط البروتوكولي، وهذه الجماعات التي قامت بهذه الأفعال أرسلت رسائل لجمهورها وهي رسائل غير صحيحة وغير دقيقة”.

ويضيف نعناع، أن “هذه الجهات غلبت الحالة الاستقطابية على الحالة الرسمية، وهذه انتكاسة برلمانية، إذ كان المفروض أن يقدموا مستوى راقيا أكثر من الرسائل الشعبوية لفئات معينة”.

ويتابع أن “هذا سيؤثر على سمعة مجلس النواب وحتى على العلاقات في داخله، لأنه أصبح لدينا الكثير من التمحورات وبعضها لا يخدم البناء القوي للمؤسسة السياسية”.

يشار إلى أن يوم أمس عقدت الجلسة الأولى للبرلمان، وكان من المفترض أن تعقد في الساعة 11 صباحا، لكن تم إرجاؤها مرتين حتى عقدت في الساعة الرابعة عصرا.

مشاهد وصول بعض النواب الجدد الى مجلس النواب لم تكن اعتيادية، بل مثلت أجندات معينة، وأبرزها دخول نواب الكتلة الصدرية وهم يرتدون الأكفان فوق ملابسهم، وكتب عليها “جيش المهدي”، وهو فصيل مسلح كان متربطا بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتم حله منذ سنوات عديدة، وبالإضافة الى الزي، فقد ردد نواب الكتلة الصدرية اسم زعيمهم مقتدى الصدر أكثر من مرة خلال جلسة المجلس وبصوت مرتفع.

وفي مقابل هذا، وصل نواب حركة امتداد المنبثقة من تظاهرات تشرين الى مجلس النواب، عبر دراجات التوك-التوك، لينفذوا ما أعلنه رئيس الكتلة علاء الركابي العام الماضي، حيث قال سندخل البرلمان بالتوك-توك.

من جانب آخر، فقد وضع نواب حركة عصائب أهل الحق، صورة زعيم الحركة قيس الخزعلي ورايات الحشد الشعبي، في مكتب الكتلة داخل مجلس النواب، أما الكتل الكردية، فقد دخل أغلب أعضائها نساء ورجالا، وهم يرتدون الزي الكردي الرسمي.

وحول هذه المظاهر، يبين المحلل السياسي علي البيدر، أن “ما جرى يدل على عدم وجود نضج سياسي للمنظومة المتواجدة داخل البرلمان، فهناك استعراضات فئوية وأيدولوجية ومحاولة للتقليل من هيبة المؤسسة التشريعية والرقابية الأولى في البلاد”.

ويلفت إلى أن “هناك فرض إرادة تبنتها هذه الأطراف، حتى وصل الاعتداء على رئيس السن، وغياب النضج والوعي الوطني يمكن أن يؤثر على عمل الدورة المرتقبة”، مبينا أن “هذه المشاهد أيضا ستوثر على التوافقية السياسية، التي لو كانت موجودة لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه اليوم، من مشاهد رافقت الجلسة الأولى للبرلمان”.

يذكر أن الجلسة الأولى شهدت العديد من الأحداث، بدءا من تعرض رئيس السن محمود المشهداني الى الضرب ونقله الى المستشفى، عقب تقديم الإطار التنسيقي كتابا رسميا موقعا من 88 نائبا يعلن فيه أنه الكتلة الأكبر.

ولاحقا تسلم رئيس السن الاحتياط خالد الدراجي رئاسة الجلسة، وجرى خلالها انتخاب هيئة الرئاسة المكونة من محمد الحلبوسي رئيسا، وحاكم الزاملي نائبا أول، وشاخوان عبدالله نائبا ثانيا.

إقرأ أيضا