العامري والصدر.. عناق بعد فراق

كشفت مصادر سياسية مطلعة، أن لقاء الزعيمين السياسيين مقتدى الصدر وهادي العامري، لم يفض الى…

كشفت مصادر سياسية مطلعة، أن لقاء الزعيمين السياسيين مقتدى الصدر وهادي العامري، لم يفض الى نتائج حاسمة، لكنها رجحت توجه الأخير الى التحالف مع الأول بمعزل عن الإطار التنسيقي، في حال وصل الفريقان الى طريق مسدود.

وتقول المصادر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة رئيس تحالف الفتح الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الحنانة، لم تخرج بنتائج حاسمة حتى اللحظة، بل جرى التباحث بشأن شروط الصدر على التحالف وموقف الإطار التنسيقي تجاهها“.

يشار إلى أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، استقبل مساء أمس في مقر إقامته بمنطقة الحنانة في محافظة النجف، رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وذلك بعد إلغاء زيارة كانت مقررة للعامري الى الصدر قبل عقد جلسة البرلمان الأولى بيومين.

وكانت “العالم الجديد” قد تناولت في تقرير نشر بتاريخ 11 كانون الثاني يناير الحالي، ترجيحات محللين سياسيين أن يتحالف العامري مع الصدر بمعزل عن الإطار التنسيقي، وذلك عقب زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى العامري.

وتضيف المصادر، أن “اللقاء، رغم انه كان وديا، وقد شمل في بعض مفاصله حديث العامري بصفته رئيس تحالف الفتح، وليس ممثلا عن الإطار التنسيقي بشكل عام، إلا أنه لم يخرج بنتائج نهائية، وذلك لأن العامري سيعقد اجتماعا مع الإطار التنسيقي لمناقشة ما طرحه الصدر ولاتخاذ القرار”، موضحا أن “الصدر يصر على إبعاد طرفين من الإطار التنسيقي لغرض التحالف معه وهما زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم حركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، وهو ما لم يحظ بموقف حاسم من العامري“.

وتتابع أن “العامري أكد للصدر، أن خيار المعارضة بالنسبة للإطار التنسيقي ما يزال قائما، ومن حقهم التصويت أو تمرير مرشح الصدر لرئاسة الحكومة من عدمه، في حال عدم توصلهم لاتفاق نهائي”، مبينا أن “العامري ووفقا لهذا الاجتماع، فإنه من الممكن أن يتجه الى التحالف مع الصدر بعيدا عن الإطار التنسيقي، لكن هذه الخطوة ما تزال غير محسومة أيضا، وربما تعلن قريبا جدا، نظرا للشروط التي وضعها الصدر لتحالفه مع الإطار ككل“.  

وتأتي زيارة العامري للصدر في ظل وضع سياسي متوتر جدا، وخاصة بعد الجلسة الأولى للبرلمان التي عمقت الخلاف بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، حيث مضت الكتلة الصدرية بانتخاب هيئة رئاسة البرلمان دون أي توافق مع الإطار التنسيقي الذي انسحب من الجلسة، وبعد ذلك أعلن الصدر عبر تغريدة عن مضيه بمشروع “الأغلبية الوطنية”، لتشكيل الرئاسات المتبقية، مؤكدا أن أبواب التحالف معه مفتوحة حتى الآن.

يذكر أن العامري، وبرفقة زعيم حركة عصائب أهل الحق ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، كانوا قد زاروا الصدر في مقر إقامته بالحنانة في النجف بناء على دعوة وجهت لهم، دون كتل الإطار التنسيقي الأخرى، وأبرزهم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وكان من المفترض أن يزور العامري الصدر بشكل منفرد قبيل عقد جلسة البرلمان الأولى، لكن الزيارة ألغيت لأسباب غير معلومة، لكن المصادر أشارت في حينها الى أن الإلغاء بسبب إصرار الصدر على استبعاد المالكي من الإطار مقابل تحالفه معه.

جدير بالذكر، أن ائتلاف دولة القانون، كشف أمس السبت، عن وساطة يقوم بها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، لتوحيد “البيت الشيعي” المنقسم بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، وقد وجه دعوة للإطار لزيارة أربيل، لكن أسماء الوفد لم تحدد لغاية الآن.

وسبق لبارزاني، أن قاد وساطة بين تحالفي عزم وتقدم، وأنتجت تحالفهما معا، وذلك بحسب قياديين في التحالفين.

وجرت العادة في العملية السياسية بدخول الكتل السياسية للمكونات الرئيسة في العراق (الشيعي والسني والكردي) موحدة بتشكيل الرئاسات الثلاث، وهذا ما شدد عليه الإطار التنسيقي في بيانه قبل عقد الجلسة الأولى للبرلمان، حيث حذر من ضياع حقوق المكون الشيعي، في حال دخول الكتلة الصدرية منفردة لقبة البرلمان أو تحالفها مع القوى الكردية أو السنية، على حساب الطرف الشيعي الآخر (الإطار).

إقرأ أيضا