تعرّف على تاريخ الليرة التركية وعلاقتها بالعملات المشفرة

تم طباعة أول عملة ورقية تركية من فئة 5 ليرات في لندن عام 1927وذلك على…

 

بدأ سعر الليرة التركية في الانخفاض بوتيرة سريعة بدايةً من عام 2018، ليصل الدولار بحلول نهاية 2021 إلى حوالي 14,4 ليرة. سنستعرض في هذا المقال أهم المحطات في تاريخ أسعار الليرة التركية وآخر مستجداتها والفئات المستفيدة والمتضررة من هذا الهبوط وكيف كان تأثيره على تداول العملات المشفرة.

بدايات إصدار الليرة التركية

تم طباعة أول عملة ورقية تركية من فئة 5 ليرات في لندن عام 1927وذلك على إثر إعلان الجمهورية، ودخلت إلى السوق حوالي 120 ورقة نقدية بفئات مختلفة. تم إصدار الطبعة الثانية للعملة في عام 1944، وكانت تحمل صورة الرئيس عصمت إينونو في ذلك الحين، وكانت الفئة الأكبر 1000 ليرة، والتي كانت تعادل 0,77 دولار أميركي في ذلك الوقت. شهد الاقتصاد التركي تدهورًا من عام 1980 حتى 1994. وفي عام 1995، تم إصدار فئة مليون ليرة تركية، حتى عام 1999، الذي تم فيه إصدار فئة 10 ملايين و20 مليون، وسحب فئة المئة ألف من التداول.

قانون تنظيم العملة
أصدرت السلطات التركية قانون تنظيم العملة في عام 2004 من أجل إجراء تطوير العملة لتكون متسقة مع النمو الاقتصادي المتزايد للدولة التركية، وفي 2005، تم حذف ستة أصفار من العملة لتبدأ رحلة جديدة حيث أصبحت قيمتها تعادل حوالي 0,7 دولار. تم إصدار فئة 200 ليرة عام 2009، وبدأت تحتل مرتبة متقدمة بين العملات، فيما انخفض سعرها مع وقوع محاولة الانقلاب الفاشل بتاريخ 15 يوليو 2016 إلى 2.94 ليرة مقابل الدولار. وتسببت التفجيرات التي وقعت في عدد من الولايات التركية في تراجع سعر الصرف ليصل إلى 3,521 ليرات للدولار حتى بداية شهر مايو 2017.

هبوط الليرة التركية
تعرّضت تركيا عام 2018 لأزمة اقتصادية شديدة الوطأة لا تزال مستمرّة حتى اليوم، حيث تراجعت الليرة لتصل إلى 6,90 ليرة أمام الدولار، من ثم شهدت بعض التحسن في 2019، إذ ارتفع سعر صرفها إلى 5,85، وعادت للهبوط مجددًا عام 2020 لتصل إلى حوالي 8.50 مقابل الدولار. وفي عام 2021، شهد الاقتصاد التركي تراجعًا غير مسبوق في سعر صرف العملة، حيث وصل سعر الدولار الواحد إلى 14,4 ليرة.

من هم الخاسرون والرابحون من هبوط العملة؟
بينما يترك هبوط العملة تأثيره بالسلب على الأتراك الذين قاموا بالاحتفاظ بمدخراتهم بالعملة المحلية خلال الفترة الماضية وعلى التجار الذين يقومون بالاستيراد البضائع من الخارج، إلا أن الرابحين من هذا الانخفاض في المقام الأول هم الأشخاص المضاربين على سعر العملة والذين عملوا على مراقبة السوق عن كثب على مدار الفترة الماضية واحتفظوا بكميات كبيرة من العملات الأجنبية ليغتنموا الفرصة في مثل هذا الوقت ويقوموا ببيعها، بالإضافة إلى بعض القطاعات التي ستجني بعض الفوائد، مثل السياحة وتصدير البضائع.

تأثير هبوط العملة على تداول العملات المشفرة
وصلت التعاملات بالعملات المشفرة في تركيا إلى ما يزيد عن مليون معاملة يوميًا على إثر الهبوط الكبير لليرة في عام 2021، حيث دفع انخفاض العملة الأتراك للبحث عن وسائل أخرى للاحتفاظ بمدخراتهم، لحمايتها من آثار التضخم المتزايد في العملة، لذا لجأوا إلى التداول في العملات المشفرة.

وارتفعت أسعار العملات الرقمية بشكل ملحوظ هذا العام بالتزامن مع انخفاض العملة التركية، حيث لاقى تداول العملات المشفرة، مثل بيتكوين وتيثر إقبالًا كثيفًا، ووصل سعر البيتكوين إلى 69 ألف دولار في شهر نوفمبر، حيث بات يُنظر إلى هذه العملة المتقلبة على أنها وسيلة لمقاومة للتضخم وتخزين القيمة. وقد جذب هذا الإقبال المتزايد على تداول العملات المشفرة انتباه السلطات التركية، حيث أعلن نائب وزير المالية التركي في شهر سبتمبر الماضي عن لوائح خاصة بفئات الأصول الناشئة، وعن قيام مصرف تركيا المركزي بحظر استخدام العملات المشفرة في عمليات الشراء التقليدية.

إقرأ أيضا