قوانين الواقع والمواقع.. خبراء يحذرون من “صفحات السحر”: تفتك بالمجتمع

تغزو الإعلانات الممولة لصفحات السحر والشعوذة، مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لتشكل تهديدا جديا على…

تغزو الإعلانات الممولة لصفحات السحر والشعوذة، مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لتشكل تهديدا جديا على استقرار الأُسر ونفسية المتلقي، وتؤدي الى الفتك بالمجتمع، في ظل تأكيد خبراء بأن القوانين التي من شأنها أيقاف تلك الظاهرة في الواقع يمكن تطبيقها على المواقع، واصفين النشاط على تلك المنصات بـ”الجريمة العامة”.

ويقول الباحث الاجتماعي أحمد الذهبي، أن “انتشار مواقع الدجل والسحر والشعوذة بكثرة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، يؤدي إلى عدة نتائج، منها تدمير نفسية المتلقي وتمزيق مظلة القيم والأخلاق التي كان يعيش تحتها المجتمع، والتي لاحظنا تمزقها في الوقت الحاضر”.

ويضيف الذهبي، أن “كل شيء أصبح مباحا، حتى الدعايات والإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي باتت أمرا طبيعيا، وحتى الطفل الصغير بات يلاحظ أشياء لربما قد تكون مخلة بالحياء، لا يتمكن الكبير من مشاهدتها، ما قد يؤدي إلى تدمير نفسية الطفل”.

ويردف أن “المجتمع بات مفككا وفي حالة من الانهيار القيمي والأخلاقي، وهذا التفكك والانهيار والانحدار قد يؤدي إلى ارتكاب الفاحشة والرذيلة وغيرها من الأشياء التي ينتهي بها المطاف في السجون”.

ويؤكد أن “هناك الكثير من الإعلانات الإباحية أو التي تساعد على تمزيق وحدة وكيان الأسرة من خلال السحرة والدجالين، لذلك فإن الحل في أن تكون وحدة الرصد والمتابعة موجودة في كل بلد، وعلى وزارة الداخلية أن تتابع هؤلاء وما يقذفونه في قلوب الآخرين، ما يؤدي إلى تهديد الأمن والأمان النفسي والصحة النفسية، إضافة إلى السلم المجتمعي”.

وتنتشر في العراق ظاهرة “الأعمال الروحانية” أو “السحر والشعوذة”، بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين، نظرا لضعف الرقابة، وخاصة داخل المناطق الشعبية، في ظل التطور الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي واعتماد أغلب المواطنين عليها في حياتهم اليومية، سواء عبر الشراء أو البيع أو إنجاز أعمالهم الأخرى عبرها، توجه أصحاب هذه “الأعمال الروحانية” لها وبدأوا بإنشاء صفحات وتمويلها، وبمسميات مختلفة، من بينها استغلال اسم رئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار الحلو، أو “الساحر الصابئي” وغيرها من المسميات.

وتهدف هذه الأعمال، كما يزعم أصحابها الى “جلب الحبيب، أو تزويج العوانس، أو زيادة الرزق أو تسيير الأمور العامة” وغيرها من الأمور الحياتية الكثيرة.

وكان مركز الإعلام الرقمي، انتقد يوم أمس الأحد، موافقة منصة فيسبوك على إعلانات لصفحات تروّج للسحر وتسوّق للشعوذة والأعمال المختلفة غير العقلانية المرتبطة بهما في العراق.

ووفقا لبيان المركز فإنه رصد هذه الإعلانات على منصتي فيسبوك، وبدرجة أقل على انستغرام، مؤكدا أن فيسبوك يناقض قوانينه فيما يتعلق بهذا الموضوع، حيث تؤكد الشركة في معايير سياستها على منع نشر “عمليات الاحتيال التي تحدث على أرض الواقع أو التي تعتمد على الروحانيات أو النورانيات” بحسب نص الشركة الوارد في موقعها الرسمي المتعلق بمبادئ الشفافية وسياسات النشر.

الى ذلك، يبين الخبير القانوني طارق حرب أن “ما ينطبق قانونيا في الشارع ينطبق أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الإساءة على مواقع التواصل تكون عقوبتها أكبر، كونها تمس أشخاصا عدة وتؤثر فيهم”.

ويوضح حرب، أن “القانون بالمرصاد، سواء وقع الفعل بطريقة مباشرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، مبينا “بالتالي أن الترويج للسحر والشعوذة جريمة عامة لا يشترط فيها وجود المجني عليه، كما هو الحال في القتل”.

وكان مصدر في وزارة الداخلية، كشف في وقت سابق لـ”العالم الجديد”، عن قيام وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، الجهة المعنية الأولى، بعمليات رصد ومراقبة لجميع هذه الأعمال سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الواقع، مؤكدا القيام بحملات مستمرة لمكافحة هذه الظاهرة، وإلقاء القبض على العديد من المتورطين.

وقد انتشرت في أغلب مناطق العاصمة، مكاتب لرجال من هذا النوع، وبشكل علني، مع وضع يافطات كبيرة وبعضها مكاتب كبيرة نظرا لزخم المراجعين، فيما برز آخرون في القناوت التلفزيونية عبر برامج خاصة بهم، وأصبحوا حديث وسائل التواصل وبدأت بعض البرامج باستضافتهم.

إقرأ أيضا