مخاوف التحالفات القلقة.. قاآني يطلق رسائله من مرقد الصدر

في زيارة مفاجئة وحاملة لرسائل عدة، وصل قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني الى العراق،…

في زيارة مفاجئة وحاملة لرسائل عدة، وصل قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني الى العراق، بدءا من النجف أولى محطاته، وتحديدا مرقد المرجع الديني الراحل محمد الصدر (والد مقتدى)، بالتزامن مع لقاءات مكثفة تجريها أطراف الإطار التنسيقي والتيار الصدري حول تشكيل الحكومة.

ويعلق مصدر سياسي مطلع، على زيارة قاآني بالقول، إنها “جاءت لوضع حد للأزمة السياسية المتفاقمة داخل البيت الشيعي، من خلال تقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع (الإطار والتيار)“.

ويؤكد المصدر السياسي الذي رفض الإشارة الى هويته، أن “قاآني أوصل رسالة الى جميع الأطراف السياسية الشيعية وبينها التيار الصدري، من خلال زيارته لمرقد الشهيد الصدر، مفادها أن البيت الشيعي موحد، وأن هناك تقاربا كبيرا بين جميع أطراف المكون سيحدث ولا يمكن أن يتشتت“.

وقد تداولت مواقع إخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي صور وصول قاآني الى النجف، وزيارة ضريح الإمام علي بن أبي طالب، ومراقد محمد صادق الصدر وأبومهدي المهندس.  

وتأتي هذه الزيارة في ظل احتدام الخلاف بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، حيث اشترط الصدر، بحسب مصادر كشفت سابقا، إبعاد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي عن الإطار التنسيقي، حتى يتحالف معه.

وجرت العادة أن تكون زيارات قاآني سرية بالعادة، وغالبا ما تتزامن مع أي أزمة سياسية في البلد، لكنها جاءت الآن في ظل ارتفاع وتيرة الاستهدافات لمقار ومصالح الأحزاب السياسية، حيث تجري منذ أيام استهدافات ممنهجة للقوى التي شكلت رئاسة البرلمان وتحالفت مع التيار الصدري.

يشار إلى أن زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي، حذر بشدة من الانزلاق الى نزاع مسلح بين الأطراف الفاعلة، في تغريدة له أمس، تابعتها “العالم الجديد”، قائلا إن “‏الشعب ينتظر أن توحد القوى السياسية جهودها في برنامج الاعمار وتحسين مستوى المعيشة وتقديم ما هو الصالح للمواطنين، والتوقف عن التهديدات كونها ستؤدي الى الهدم والاقتتال.. العراقيون قدموا دماء غالية لتحرير مدنهم من ارهاب داعش فلا تهدروا دماءهم في صراعات عبثية.

ورغم إدانة قوى الإطار التنسيقي لهذه الاستهدافات، وإبعادها الشبهات عنها، لكونها طالت تحالف عزم وتقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذين مضيا مع التيار الصدري على حساب الإطار التنسيقي، وتأكيدهم أن التفجيرات هي خلط أوراق من طرف ثالث، إلا أن الترجيحات ما زالت تشير إلى أن هذه الاستهدافات سياسية ولا علاقة لطرف آخر بها.

وفي تغريدة للمحلل السياسي، إحسان الشمري، تعليقا على تلك التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد، يقول “السلطة مقابل الانفجارات..”، في إشارة واضحة إلى التصعيد الذي تنفذه القوى السياسية المعترضة على التحالفات الأخيرة.

وقد شهدت بغداد، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد، استهداف مصرفي جيهان وكردستان وسط العاصمة، والذان يشتبه بتبعيتهما لعائلة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.

وجاء هذا الاستهداف عشية توجه رئيس تحالف الفتح هادي العامري الى أربيل للقاء بارزاني، الذي يقود وساطة لحلحلة الأمور بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، بحسب قياديين في الإطار نفسه.

إقرأ أيضا