هل يجهز الصدر على الإطار تمهيدا لـ”الأغلبية الوطنية”؟

رأى خبراء في الشأن السياسي، أن زعيم التيار الصدري يتجه للاستحواذ على البيت الشيعي و”هدم”…

رأى خبراء في الشأن السياسي، أن زعيم التيار الصدري يتجه للاستحواذ على البيت الشيعي و”هدم” الإطار التنسيقي، بناء على معطيات المرحلة الحالية، فيما بينوا أن مسألة تشكيل الحكومة باتت أمام خيارات قاسية بمشاركة بعض أطراف الإطار وعزل آخرين، أبرزها حزب الدعوة، في ظل توصل إيران الراعية لأبرز قوى الإطار التنسيقي الى مراحل متقدمة في مفاوضات الملف النووي.

ويقول المحلل السياسي خالد المعيني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الاحتقان الحالي يفضي الى خيارين، أولهما الاصطدام، وهذا بدأت بعض الملامح عنه والخيار الثاني هو التوافق، وهو السمة الغالبة لآلية عمل هذا النظام، ولا يمكن أن يتشكل شيء اسمه الأغلبية في ظل نظام المحاصصة والتوافق القائم“.

ويضيف المعيني، أن “المسألة أيضا متعلقة بالملف النووي الإيراني، حيث وصل مرحلة الاتفاق المبدئي، وتجري الآن كتابة الاتفاق وتحويله لصياغات قانونية، وانعكاسات هذا الأمر هي من دفعت قوى الإطار التنسيقي الى التنازل والموافقة على فوز الصدر بالأغلبية“.

ويتابع “أما تشكيل الحكومة فسيكون توافقيا حتما، وستتم التضحية بزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فلدى إيران فكرة أساسية تضبط إيقاع النظام وهي المحاصصة، والتي تقضي بهيمنة جهة سياسية قريبة من إيران تهيمن على السلطة بشكل أو آخر، وبالتالي فإن الأمور تسير هكذا، وأن الحكومة ستشكل بأقرب وقت وستعطى غنائم وحصص لبقية الأطراف عدا حزب الدعوة“. 

في الأثناء، أعلن الإطار التنسيقي عقب انتهاء الاجتماع الذي ضم جميع أطرافه أمس، الاستمرار في الحوار مع القوى السياسية للوصول الى حل يخرج البلد من “المنعطف الخطير” الذي يمر فيه.

وقال الاطار في بيان صحفي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، إنه “ناقش لقاء هادي العامري بمقتدى الصدر ومخرجاته الايجابية، وحث على تكثيف اللقاءات والحوارات مع القوى السياسية الأخرى الشريكة في الوطن“.

واجتمع رئيس تحالف الفتح هادي العامري وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في منزل الأخير بمنطقة الحنانة في محافظة النجف أمس الأول السبت، بعد تأزم الخلاف بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، بسبب ما حدث في الجلسة الأولى للبرلمان، حيث مضت الكتلة الصدرية بانتخاب هيئة رئاسة البرلمان دون أي توافق مع الإطار التنسيقي الذي انسحب من الجلسة، وبعد ذلك أعلن الصدر عبر تغريدة عن مضيه بمشروع “الأغلبية الوطنية”، لتشكيل الرئاسات المتبقية، مؤكدا أن أبواب التحالف معه مفتوحة حتى الآن.  

فيما كشفت مصادر أن هناك لقاء سيجمع بين الصدر والمالكي بحضور العامري، وسيكون حاسما، ما سيبلور الخارطة السياسية المقبلة، وسط أنباء عن اشتراط الصدر إبعاد كل من المالكي وزعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي عن الإطار التنسيقي لغرض التحالف معه، وهو ما لم يحظ برد نهائي من العامري لغاية الآن.

ومن المفترض أن يصل العامري صباح اليوم الاثنين، الى أربيل للقاء زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بعد أن كشف الإطار التنسيقي قبل أيام عن تلقيه دعوة من بارزاني لحلحلة الأمور مع التيار الصدري، مؤكدا أن بارزاني يلعب دور الوساطة بين الطرفين.

وشهدت الأيام الماضية، توترا في المشهد السياسي والأمني، بدءا من استهداف مقار تحالف عزم وتقدم في الأعظيمة والسيدية ببغداد، الى استهداف مصرفين يعتقد بأنهما تابعان لعائلة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، مرورا بمحاولة اغتيال قيادي في الحزب المذكور شرقي العاصمة، ما أحدث موجة رفض وإدانة واسعة داخل الأوساط السياسية، بما فيها قوى الإطار التنسيقي.

وفيما يخص مسألة الاتفاق النووي، فإن “العالم الجديد” سبق وأن تناولت تفاصيله بتقارير مفصلة عديدة، وفيها أشار المتحدثون الى أن إيران تتعرض لضغوط دولية كبيرة لتخفيف تدخلها بالمنطقة، وأن الملف العراقي من أبرز تلك الملفات.

وسبق لإيران أن أشادت بالانتخابات العراقية، وأكدت على إدارتها بشكل جيد، ودعت الاطراف المعترضة عليها الى اللجوء للقانون والتهدئة، وهي أطراف الإطار التنسيقي، التي تربطها علاقة وطيدة بايران، ولم تنجر خلف الشكوك التي كشفها الإطار أو تدعمها.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي علي البيدر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المعطيات الحالية تشير إلى أن الصدر عازم على تقديم حكومة أغلبية وطنية، ويحاول من خلال ذلك تحجيم بعض أطراف الإطار التنسيقي وعزلها سياسيا، خصوصا المنافسة له على زعامة البيت الشيعي“.

ويردف البيدر، أن “هذه فرصة ذهبية للصدر للانقضاض والاستحواذ على البيت الشيعي، خصوصا أن هناك تقاربا في الأهداف والرؤى المشتركة للأطراف الداعمة للصدر بأن يكون على رأس السلطة، ومنها اندفاع المكونين السني والكردي بهذا الاتجاه، من أجل تطبيق برنامج إصلاحي لتغيير بعض المفاهيم، خاصة وأن سمعة الدولة العراقية على المحك بسبب بعض السلوكيات التي حدثت سابقا“.

ويشير الى أن “الصدر من جهة أخرى، لا يمكن أن يشرع بحكومة بلا أحد أطراف الإطار الفاعلين، وهو يحاول تفتيت الإطار وعزل بعض أطرافه وهدمه وأضعاف الجماعات المسلحة، واللقاءات الأخيرة هي عادية وقد تكون بروتوكولية أو رسائل يبعثها الصدر، الى شخصيات فاعلة داخل الإطار التنسيقي“.      

يشار إلى أن السياسي الكردي بنكين ريكاني، كشف يوم أمس في تغريدة له أن التحالف الحاكم هو الصدر والعامري والديمقراطي الكردستاني وتحالف عزم وتقدم.

إقرأ أيضا