الأمطار الغزيرة تكشف عورات البنى التحتية في أربيل

كشفت موجات الأمطار الغزيرة عن ضعف البنى التحتية في أربيل، رغم تطور البنى الفوقية والعمران…

كشفت موجات الأمطار الغزيرة عن ضعف البنى التحتية في أربيل، رغم تطور البنى الفوقية والعمران الكبير فيها، الأمر الذي عزاه سياسيون كرد الى سوء التخطيط والفساد، مشيرين الى منافسة سياسية وعمرانية مع غريمتها السليمانية.

ويقول عضو الجماعة الاسلامية الكردستانية أحمد حما رشيد خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “البنية التحتية تختلف من مدينة لأخرى في الإقليم، فالسليمانية مثلا تعتبر الأولى على مستوى العراق، حيث تم إنشاء بنيتها التحتية قبل بناء المدينة، خاصة وأن أرضها ليست سهلية أو منبسطة، بل تبدأ بالارتفاع وصولا الى جبل أزمر، وهذا يمنع حدوث الفيضانات”.

ويضيف رشيد، أن “أراضي أربيل مستوية، والقائمون عليها لم يهتموا بالبنى التحتية، بل اهتموا بالمظاهر أكثر، ففي السليمانية تم صرف أكثر من 70 بالمائة من موازنة مجلس المحافظة على البنى التحتية، وبالمقابل فإن أربيل اهتمت بما هو فوق الأرض من الطرقات والمتنزهات، وهذا كان للمنافسة السياسية والحزبية، ولإعطاء رسالة أن أربيل أكثر تطورا من السليمانية، وبالنتيجة فهذا فشل في استخدام المال”.

ويردف “كما أن الفساد موجود في أربيل وأبوابه مشرعة، وهو سبب بارز يضاف لما شهدته المدينة من مآسي خلال موجة الأمطار الغزيرة”.

وتعرضت أربيل الأسبوع الماضي، إلى موجة أمطار غزيرة وسيول، تسببت بغرق مناطق عديدة، وشل الحركة في العديد من مناطقها، بعد أن غمرت المياه كافة الطرقات وأخرجتها عن الخدمة.

وشهدت أربيل موجتي سيول وفيضانات، أولاها كانت نهاية شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، والثانية في 20 من كانون الأول ديسمبر الماضي، وأدت الى غرق العديد من الأحياء السكنية وخلفت ضحايا ومفقودين، فضلا عن خسائر قدرت بنحو 21 مليار دينار.

وكان مجلس الوزراء، قرر في كانون الأول ديسمبر الماضي، وخلال موجة السيول التي تعرضت لها أربيل، إرسال ملياري دينار من ميزانية الطوارئ لأربيل لمواجهة الفيضانات، لكن المحافظة رفضت المبلغ وأكدت أنه لا يتناسب مع حجم الأضرار التي خلفتها السيول.

وتعد أربيل، وهي عاصمة اقليم كردستان، مدينة متطورة عمرانيا وفيها كافة المؤسسات الدولية، من بعثات وسفارات ومنظمات، ويجري الحديث بشكل مستمر عن الخدمات والترفيه الموجود فيها، وشبكات الطرق السريعة التي تفتتح بشكل مستمر.

الى ذلك، تبين عضو حركة التغيير شيرين رضا خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مسألة غرق المناطق نتيجة الأمطار، فهي أمور طبيعية تحدث في كل دول العالم، ولكن يجب الأخذ بنظر الاعتبار عند بناء المدن الظواهر الطبيعية، وأربيل تحتاج الى مجار عامة وتضاريسها ليست مثل باقي مدن الإقليم”.

وتوضح رضا “يفترض قبل بناء الجسور والأبنية المرتفعة، أن يكون الأساس هو التوجه لتأسيس شبكات مجارٍ لتسريب المياه، والأمطار التي حصلت مؤخرا كانت فوق ما تتحمله أرض أربيل”، مبينة أنه “كان يجب أن لا تعطى إجازات البناء للأبنية السكنية قبل أن يراعوا البنى التحتية”.

وتشير إلى أن “الفساد موجود، لكنه في أربيل ليس بالشيء الكبير، لأنهم يستدعون شركات رصينة، كما هو الحال في بغداد أيام النظام السابق”، مستدركا “ولكن قبل بناء الفنادق ومراكز التسوق، كان يجب الاهتمام بالمجاري أولا”.

وتشهد أغلب مدن العراق وخصوصا في الوسط والجنوب، فيضانات وسيول عند كل موجة أمطار غزيرة، تتسبب غالبا بغلق الطرق وشل حركة المدن لأيام عدة، حتى يتم تصريف المياه، وفي بعض الأحيان تؤدي الى سقوط ضحايا أيضا.

ولغاية الآن لم تتجه أية محافظة عراقية الى تطوير شبكات تصريف المياه، وغالبا ما يتم الاعتماد على استنفار كوادر البلدية مع قرب أي موجة أمطار غزيرة، بغية تصريف المياه عبر سحبها أو فتح شبكات التصريف بشكل يدوي.

إقرأ أيضا