الكشف عن كواليس اجتماع عسكري عاصف.. أسباب وخفايا حادثة ديالى

تكشف “العالم الجديد” عن التفاصيل الكاملة للاجتماع العسكري الذي عقد لمناقشة الهجوم الذي تعرضت له…

تكشف “العالم الجديد” عن التفاصيل الكاملة للاجتماع العسكري الذي عقد لمناقشة الهجوم الذي تعرضت له سرية عسكرية في ديالى، وتضمن ملاحظات عدة، أفصح عن بعضها الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، لكن المخفي تمثل بالتأكيد على فقدان العتاد داخل السرية، ومناقشة ظاهرة ارتداء “التراكسود” أو الملابس المدنية أثناء أداء الواجب، ونبذ الزي العسكري والدروع والخوذ، فضلا عن التلميح لحالات فساد تسببت بضياع الأموال المخصصة لتحسين المواضع العسكرية.

ويقول مصدر مطلع لـ”العالم الجديد”، إن “اجتماعا عسكريا رفيع المستوى عقد في العاصمة بغداد، على خلفية الهجوم على سرية للجيش في محافظة ديالى من قبل داعش، وفيه جرى طرح 18 ملاحظة، أشرت جميعها الوضع السلبي للسرية”.

ويضيف المصدر، أن “النقاط تضمنت ملاحظة وجود علب العتاد والمخازن فارغة أيضا، ولا يوجد عتاد للخط الثاني، ولا احتياط، كما أن المقاتل لا يعلم مكانه بخطة الدفاع المحلي”.

وتبين أن “الملاحظات شملت أيضا، ملاحظة عدم اهتمام مقر قيادة العمليات والفرقة واللواء والفوج بالسرية، وذلك عبر إجراء الزيارات الليلية للنقاط والاطلاع على واجبات المقاتلين، وجعل المقاتل يشعر أنه مراقب، وقد يزوره الآمر في أي لحظة ولا يسلم أمره للعدو، من خلال ترك الواجب والنوم وإعطاء فرصة للإرهابيين بقتله”.

وهاجم تنظيم داعش، فجر يوم الجمعة الماضي، مقر السرية الأولى/ الفوج الأول/ اللواء الثاني التابعة للفرقة الأولى في الجيش، الواقعة بين قرى طالعة وأم الكرامي غربي ناحية العظيم في محافظة ديالى، ما أدى الى مقتل 11 جنديا كانوا في السرية.

يشار إلى أن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، كشف مساء أمس، أن حادثة العظيم لم تكن اقتحاماً بل التفافاً من قبل عصابات داعش الإرهابية ونفذه 6 من عناصره نتيجة الغفلة من قبل عناصر أمنية ولو كانوا متهيئين لما حدث ما حدث، وأكد أنه كانت هناك برقيات من الاستخبارات حذرت من وجود نوايا إرهابية لمهاجمة السرية قبل الحادثة، والتقصير حدث بمستوى القيادات المتوسطة والدنيا وتم محاسبة آمر لواء وآمر فوج وضباط وهناك مجلس تحقيقي وسيحالون للمحاكم.

ويتابع المصدر، أن “الاجتماع ناقش عدم التعامل بجدية للمعلومات الاستخبارية واكتفاء القيادات من العمليات الى الفوج بالتبليغ وإرسال نسخة المعلومات دون دراستها وتسقيطها على الخرائط ومقاطعتها وتأمين قوة لاستطلاع المنطقة، وقد يتطلب الاستعانة بطائرة استطلاع”، موضحا أن “ما جرى هو إرسال الاستخبارات والأمن رسالة في 18 من كانون الثاني يناير الحالي، تذكر فيه قيام مجموعة إرهابية بالاعتداء على نقاط الفرقة 1 والفوج 2، من منطقة تبعد عن مكان الحادث 1200 متر، لكن تم الاكتفاء بالتبليغ”.

ويستطرد “الملاحظات تضمنت أيضا، أن من المفترض أن يتم العمل على تنفيذ الكمائن وفق جدول يصدر من الاستخبارات، وفيها إيجاز ومهام لآمر الكمين من قبل، وكذلك يتم تدقيق التنفيذ وبعد انتهاء الكمين يكتب آمر الكمين تقريره عن الواجب، وهذا لم يحدث، حيث أن هناك بيوتا تبعد 370  مترا شرق نقطة الحادث، ومن المفروض أن تشغل بكمين”.

ويكمل المصدر حديثه، بالقول إن “الاجتماع ركز على نقطة، وهي شيوع ارتداء التراكسود (الملابس الرياضية المدنية) للقطعات المقاتلة، حيث من المفترض أن يتم ارتداء الملابس العسكرية والدرع والخوذة بجانبه، وهذا لم يحصل بحادث ديالى، بحيث وجد الضابط بملابس مدنية”، متابعا أن “ضابط الاستخبارات لم يكن ملما بالقاطع والعدو، والاهتمام فقط بالأمن، ما أضعف عمل القطعات وجعلها تفتقر لمعرفة نوايا العدو”.

ويلفت إلى أن “الاجتماع أكد الوضع المزري للربايا (مواضع عسكرية) في السرية، وعدم وجود ضابط يقوم بترتيب نقطة مثالية ومحمية بسواتر وبناء وأبراج، فكل ما كان موجودا هو بناء بعدد من البلوكات (طابوق هش وغير محكم) التي لا تحمي، وتعطي انطباعا بأن المكان بائس”، مبينا أن “الملاحظات أشرت أيضا تكدس المقاتلين في مقر الفوج وسرية المقر وإضعاف السرايا المقاتلة، وأن من الضروري العمل على المقرات وسرية المقر والإسناد بنسبة 70 بالمائة ونقل جميع الجنود للسرايا المقاتلة”.

وتساءل القادة في الاجتماع، بحسب المصدر، عن “مصير الأموال المخصصة للخدمات، والتي تبلغ شهريا بين 10– 12 مليون دينار (نحو 8 آلاف دولار)، وذلك بالإضافة الى مبالغ الحوانيت، لتكون بخدمة الجندي وتحسين وضعه الإداري وإكمال متطلبات موقعه”.

ويضيف أن “الاجتماع تضمن إعفاء كل من آمر اللواء الثاني في الفرقة الأولى، وآمر الفوج الأول في اللواء الثاني، ونقلهم لأمرة السرية، بالإضافة الى نقل ضباط استخبارات الفرقة الأولى واللواء الثاني والفوج الأول، ونقلهم الى أمرة البرية ومنعهم من العمل الأمني والاستخباري مستقبلا”.

الى ذلك، نفى اللواء الركن فاضل عمران، تكليفه بمنصب قائد عمليات ديالى، بدلا من اللواء الركن رعد الجبوري، وذلك عبر صفحته الشخصية في فيسبوك.

وكانت وكالات محلية قد نقلت الخبر، عقب الاجتماع الذي ضم قادة عسكريين لمناقشة أحداث ديالى.

إقرأ أيضا