مصادر صدرية: فشل وساطة بارزاني بإشراك الإطار.. وزيباري رئيسا مقبلا للبلاد

ما تزال الضبابية تؤطر “لقاء الحنانة” الذي جمع “الثلاثة الكبار” في النجف، وهم ممثلو الكتل…

ما تزال الضبابية تؤطر “لقاء الحنانة” الذي جمع “الثلاثة الكبار” في النجف، وهم ممثلو الكتل الفائزة عن المكونات الرئيسة في البلاد، وفيما تكشف مصادر من داخل التيار الصدري عن فشل “مبادرة” رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الرامية لإقناع زعيم التيار مقتدى الصدر بالقبول بمشاركة جميع قوى الإطار التنسيقي في الحكومة المقبلة، تؤكد أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ستعقد في موعدها المحدد الأسبوع المقبل، والتي سيعلن خلالها هوشيار زيباري كأول رئيس جمهورية ينتمي لحزب بارزاني.

ويقول القيادي في ائتلاف دولة القانون جاسم البياتي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اللقاء الذي جمع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مع رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، في الحنانة بالنجف، يمثل إصرارا من قبل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني على إشراك الإطار التنسيقي في الحكومة المقبلة، وهذه الزيارة هي للضغط على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حول مشاركة الإطار بكافة أطرافه في الحكومة”.

ويضيف البياتي “لا نتفاءل كثيرا بالنتائج، ولكن بكل الأحوال فإن الخلاف سيتلاشى بين الصدر والإطار وكذلك المكون السني”، مبينا أن “وصف الصدر للمعارضة الوطنية ليس بالجديد، فهو يدفع الإطار أو بعض أطرافه الى المعارضة، وأما تغريدة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لا شرقية ولا غربية، فهي مع الأسف عزف على وتر إضعاف الشيعة، بينما يفترض أن الأغلبية الشيعية هي من يجب أن تكون صاحبة القرار في البلد”.

ووصل يوم أمس، كل من رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، الى النجف والتقوا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في حدث بارز أثار ردود أفعال عديدة.

ونشر الحلبوسي خلال وجوده في النجف، تغريدة أكد فيها أن الحكومة المقبلة ستكون بعيدة عن التدخلات الخارجية، خاتما تغريدته بالجملة الشهيرة للصدر “لا شرقية ولا غربية”.

وعقب انتهاء الاجتماع نشر الصدر تغريدة قال فيها “اوقفوا الارهاب والعنف ضد الشعب والشركاء، فلازلنا مع تشكيل حكومة أغلبية وطنية ونرحب بالحوار مع المعارضة الوطنية”، هذا بعد أن أعلن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني أن اللقاء جاء بمبادرة منه، وأعرب عن أمله بأن يخرج الاجتماع بنتائج إيجابية.

ونشبت أزمة سياسية جديدة بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري بعد الجلسة الأولى لمجلس النواب التي شهدت تحالف الكتلة الصدرية مع تحالفي تقدم وعزم والحزب الديمقراطي الكردستاني، وأدت الى تمرير رئاسة البرلمان، وسط مقاطعة الإطار التنسيقي للجلسة المثيرة للجدل، ما اعتبرته القوى المنضوية في الأخيرإضعافا لـ”البيت الشيعي”.

وحول ما جرى في اجتماع الحنانة يوم أمس، يكشف قيادي في التيار الصدري، رفض الكشف عن اسمه، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “وساطة بارزاني التي حملها رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، تضمنت أمورا عدة تركزت على منح الإطار التنسيقي عددا من الوزارات، بالإضافة الى منصب نائب رئيس الجمهورية ودرجات خاصة، إلا أن الصدر رفض هذه المقترحات وأصر على حكومة الأغلبية”.

ويلفت إلى أن “تغريدة الصدر حول المعارضة الوطنية كانت واضحة للجميع، وهي بمثابة رد على عرض الإطار التنسيقي قبل أسبوعين”، مؤكدا أن “لدى التيار الصدري تحالفا مع الحزب الديمقراطي وتحالف السيادة، لذا سنصوت لمرشح الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري لحصوله على منصب رئيس الجمهورية، وبالنسبة للإطار فإن أمره حسم في المعارضة، وما يجري الآن هو محاولات وتحشيد لكسر نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لكن بعد هذه الجلسة سيقتنع قادة الإطار بالذهاب للمعارضة، لأن الجلسة ستجري وسيتم الانتخاب سواء شاركوا أم لا”.

يذكر أن رئيس تحالف الفتح هادي العامري، أكد في كلمة له قبل ايام، أن ذهاب الكرد والسنة مع نصف الشيعة هو مؤامرة وليس أغلبية، معلنا عدم التحالف مع أي جهة دون طرف معين من الإطار، وذلك بعد رد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي على الصدر وتأكيده انه غير معتاد على “عدم الرد على من يتجاوز ويشخصن الخلافات السياسية الوطنية… وأن ردي عليهم في الميدان السياسي والأمني”، وذلك ردا على كلمة الصدر عقب رد المحكمة الاتحادية للطعن بانتخاب الحلبوسي يوم 25 كانون الثاني يناير الحالي، حيث قال فيها إنه طلب من رئيس تحالف الفتح هادي العامري التحالف معه “دون المالكي”.

وجاءت هذه المواقف، لتعمق الخلاف السياسي، خاصة مع اقتراب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 7 شباط فبراير الحالي.

يشار الى أن المادة (70) من الدستور، نصت على: أولا: ينتخب مجلس النواب من بين المرشحين رئيساً للجمهورية بأغلبية ثلثي عدد أعضائه، ثانياً: إذا لم يحصل أي من المرشحين على الأغلبية المطلوبة يتم التنافس بين المرشحين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات ويعلن رئيساً من يحصل على أكثرية الأصوات في الاقتراع الثاني.

يذكر أن ثلثي أعضاء مجلس النواب، يبلغ 220 نائبا، وهو رقم مقارب لما حصل عليه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، رغم أن انتخابه لم يشترط هذه النسبة، بل النصف +1.

وكان الحلبوسي، قد انتخب من قبل الكتلة الصدرية والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف عزم وتقدم الذي تغير اسمه الى تحالف السيادة لاحقا.

من جانبه، يين القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد زنكنة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اجتماع الحنانة الذي ضم رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، جاء بمبادرة من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وكان يعد لها منذ فترة ولا نستطيع اعتبار هذه المسألة ترجيح كفة على أخرى، فهذا اجتماع تشاوري مع الصدر”.

ويضيف زنكنة “من خلال هذه التشاورات سنشهد خلال الأيام المقبلة اجتماعات أخرى ستفضي الى احترام القوانين والسياقات الدستورية، وحلحلة المشاكل بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، رغم أنه أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا، وعلى إثر ذلك ستبدأ خطوات تشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية”.

ويؤكد زنكنة أنه “لغاية الآن لم يرد بيان رسمي حول تقديم المالكي كنائب رئيس جمهورية ورفض الصدر له، ولا يوجد كلام رسمي يثبت أو ينفي ذلك، وبارزاني قدم في 2010 مبادرة من خلالها تشكلت حكومة المالكي الثانية”، مشيرا إلى أن “الأخير هو صاحب الأغلبية داخل الإطار التنسيقي، وفي حال قدمه بارزاني لمنصب نائب رئيس الجمهورية، فسيكون بمثابة تفنيد للادعاءات التي تفيد بأن بارزاني خدع الإطار التنسيقي”.

يذكر أن القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني احمد الحاج، نشر تغريدة يوم امس، خلال اجتماع الحنانة قال فيها أن “زيارة قاآني تمخضت عن تشكيل وفد لزيارة الحنانة، من المحتمل أن يكون الاتحاد الوطني كبش الفداء”، وذلك عقب تغريدة نشرها فجر يوم امس تضمنت “قاآني طرق كل الابواب في العراق، باب الحنانة وابواب بغداد وأخيرا طرق  باب اربيل، وأوصل رسالة المرشد، ليقول للكل لا يغرنكم انشغالي بإتفاق فيينا، المنطقة لا تحكمها السياسة، بل الحاكم الوحيد هو السلاح ثم السلاح ثم السلاح”.

إقرأ أيضا