بعد رحيل رئيسها.. الكنيسة الشرقية القديمة متمسكة ببغداد مركزا لها

بعد نصف قرن من ترؤسه الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم، جاء رحيل البطريرك مار…

بعد نصف قرن من ترؤسه الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم، جاء رحيل البطريرك مار أدي الثاني، ليترك فراغا كبيرا بين أتباع هذه الكنيسة التي تمثل واحدة من أبرز الطوائف المسيحية في البلاد، وفيما تنتظر الكنيسة اجتماعا دينيا لتنصيب خليفة له، فإن أبناء الطائفة يرون بغداد مركزا دينيا لكنيستهم يضاهي مكانة النجف بالنسبة للشيعة المسلمين.

ويقول الإعلامي جاك أنويا، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هناك شقين من الكنيسة الآشورية، وهي الكنيسة الشرقية القديمة وكنيسة المشرق الآشورية، حيث انفصلتا في العام 1962، والبطريرك الراحل مار أدي الثاني، هو رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم، وترأسها منذ العام 1972”.

وقد نعى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم أمس الأحد، البطريرك مار أدي الثاني، وقال، في تغريدة على تويتر “فارَقَنا راحلاً إلى عالم الرحمة البطريرك مار أدي الثاني رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم.. بانتقاله إلى جوار الباري نكون قد خسرنا صوتاً للمحبة وراعياً للسلام والتآخي، لقلوب أهله ومحبيه خالص العزاء، والمواساة لمسيحيي الرافدين وسائر أبناء شعبنا”.

ويضيف أنويا، أن “مسألة تنصيب خليفة للثاني، تجري من قبل المجمع السنهاديقي المكون من أساقفة الكنيسة، إذ يجتمع أعضاء المجمع ويختارون من يرونه مؤهلا من ناحية المكانة العلمية والتجربة”، مبينا أن “البطريرك الذي يتم اختياره، يجب أن يحول مكان إقامته الى بغداد حتى وإن كان يعيش في أوروبا، لأن بغداد هي المركز العام للكنيسة الشرقية القديمة، فهي تشبه مكانة النجف بالنسبة للمرجعية الشيعية”.

ويتابع أن “تمركز أبناء الطائفة كان في بغداد والموصل، لكن الموصل وبعد تفجير كنيستهم، لم يبق منهم شخص، حيث انتقل الثقل السكاني الى دهوك وأربيل”.

وكان البطريرك مار أدي الثاني، رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم، قد توفي في 12 شباط فبراير الحالي، بعد معاناة مع المرض، وقد أعلن المجمع السنهاديقي للكنيسة الشرقية القديمة، في بيان صحفي آنذاك، أن “قداسة البطريرك مار أدي الثاني، جاثليق بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم تُوفِّي عن عمر ناهز الرابعة والسبعين، إثر مرض ألمَّ بقداسته منذ فترة، بعد أن كان قد اعتلى الكرسي البطريركي للكنيسة لمدة خمسين عاماً”.

وتعد كنيسة المشرق القديمة هي كنيسة مسيحية سريانية شرقية، تعتبر عقائديا امتدادا لكنيسة المشرق التاريخية أو الكنيسة النسطورية، حيث انفصلت (كنيسة المشرق القديمة) عن الآشورية عام 1964 بعد أن قام مار إيشاي شمعون الثالث والعشرون بتغييرات لم يدعمها بعض من أتباع الكنيسة.

ويعد مقرها الرئيسي في بغداد، ويقدر عدد أتباعها حول العالم بحوالي 100 ألف نسمة.

الى ذلك، يبين الناشط السياسي منار الخوري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “البطريرك مار أدي الثاني، كان إنسانا متواضعا، ولا يفرق بين أطياف المسيحيين في العراق ويستقبل الجميع”. 

ويوضح الخوري، أن “الآشوريين، هم أحد المكونات الرئيسية للمسيحيين في العراق، ولهم أحياء كاملة في بغداد، منها حي الآثوريين في بغداد بمنطقة الدورة”، مؤكدا أن “الآشوريين كانوا يشكلون نحو 20 بالمائة من أعداد المسيحيين في العراق، لكن الهجرة أثرت عليهم، فأغلبهم عاد الى القرى الواقعة ضمن إقليم كردستان حاليا، بدءا من عام 2006”.

يشار الى أن أعداد المسيحيين في العراق حاليا يبلغ نحو 400 ألف شخص فقط، بعد أن كان العدد مليونا ونصف المليون، وذلك بحسب رئيس الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، حيث صرح لـ”العالم الجديد”، في تموز يوليو الماضي.

إقرأ أيضا