ما حقيقة دخول 800 عائلة نازحة من سوريا للعراق؟

نفت وزارة الهجرة والمهجرين، علمها بدخول 800 عائلة عراقية كانت تسكن القرى السورية الحدودية منذ…

نفت وزارة الهجرة والمهجرين، علمها بدخول 800 عائلة عراقية كانت تسكن القرى السورية الحدودية منذ اجتياح تنظيم داعش لبعض المحافظات العراقية، مؤكدة أن أي نازح لا يمكنه الدخول من دون علم الوزارة.

ويقول المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الوزارة لا علم لها بدخول 800 عائلة من القرى السورية القريبة من الحدود العراقية، فيجب أن يكون للوزارة دور بدخول أي مهاجر أو نازح إلى العراق، ويتمثل هذا الدور إما بالإجلاء أو بالإيواء أو تحت أي عنوان آخر“.

وكانت وكالة فرانس برس الفرنسية، نشرت خبرا مفاده مغادرة 800 لاجئ عراقي شمال شرق سوريا ودخولهم العراق، بعد موافقة السلطات العراقية، وذلك نقلا عن مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية بسوريا، دون أن تذكر اسمه، ووفقا لذات المسؤول، فإن عملية عودة هؤلاء اللاجئين الذين كانوا يقطنون في قرى قريبة من الحدود مع العراق، بدأت الآن بمغادرة هذه الدفعة يوم الخميس الماضي، وستكون هناك دفعات أخرى في الأيام المقبلة.

ويضيف عباس، أن “هؤلاء النازحين في حال دخلوا البلد بطريقة أخرى، فالوزارة غير معنية بهم، ولا تمتلك أية معلومة عنهم”، مبينا أن “ملف النازحين في سوريا، هو ملف مشترك بين وزارة الهجرة ومستشارية الأمن الوطني والعمليات المشتركة، بالتالي لا يمكن لأي شخص أن يدخل البلد إلا بإجماع هذه اللجنة الثلاثية التي تقوم بتحديد الموعد والمسار والمعبر، فهو موضوع كبير وليس بالهين“.

يذكر أن آلاف العراقيين ما يزالوا في سوريا، وتدور حولهم العديد من الاتهامات، بانهم من عوائل تنظيم داعش وهربوا الى المناطق الحدودية مع بدء عمليات التحرير، وأبرز مواقعم هو مخيم “الهول”، الذي يضم عوائل التنظيم، وقد بدأت الحكومة العراقية بإعادتهم الى مخيم الجدعة في نينوى منذ ايار مايو 2021.

وقد تضمن خبر الوكالة الفرنسية أيضا، أن اللاجئين غادروا عبر منفذ “اليعربية” الحدودية في حافلات، وقد جرى تدقيق أمني لهم من قبل الأجهزة الأمنية العراقية، كما أن الوكالة نقلت عن مسؤول عراقي لم تسمه، أن “هذه العوائل تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة في سوريا، وسيعودون الى قراهم“.

وقد دخلت البلاد أول قافلة من مخيم الهول، في منتصف العام الماضي، وعلى متنها 94 عائلة عراقية، برفقة حراسة مشددة، حيث استقر بها الحال في مخيم الجدعة جنوبي نينوى، وبحسب مصادر كشفت سابقا، فإن هذه القافلة هي جزء من 500 عائلة سيتم نقلها الى العراق، بناء على اتفاق مع إدارة مخيم الهول.

وكانت إدارة مخيم الهول، كشفت في 15 نيسان أبريل 2021، عن موافقة الحكومة العراقية على إعادة 500 عائلة لاجئة من المخيم، وبحسب مدير مكتب خروج العراقيين في المخيم منير محمد، الذي أدلى بتصريحات صحفية تابعتها “العالم الجديد”، فإنه “بناء على التنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية، تمت الموافقة على إجلاء 500 عائلة سيتم إخراجهم على دفعات“.

وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، وبحسب النائب محمد كريم، حيث قال في وقت سابق لـ”العالم الجديد”، أن “هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش“.

يشار الى أن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، بحث في اجتماعين متتالين بين شهري آذار مارس ونيسان أبريل الماضيين، مع السفير الأمريكي ماثيو تولر، ملف مخيم الهول وخطره على المنطقة، كونه يضم أعدادا كبيرة من الأحداث، ما قد يشكل خطرا كبيرا على المنطقة.

الى ذلك، يبين النائب عن محافظة نينوى قصي الشبكي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “النازحين الموجودين في مخيمات الهول السورية هم من عوائل الدواعش، وقبل ما يقارب العام جلبت الحكومة بالتعاون مع المنظمات الدولية، عددا منهم إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، وفي ذلك الوقت كان جلب عوائل الدواعش أمرا مرفوضا من قبل ممثلي محافظة نينوى، لما يمثله وجودهم داخل المحافظة من خطورة كبيرة“.

ويلفت الشبكي، إلى أن “أي نازح يدخل الى العراق، فلابد أن يكون عن طريق وزارة الهجرة والمهجرين، وهي المسؤولة عن استلام هذه العوائل، سواء جلبهم من مخيم الهول أو غيره، كما يجب أن تكون هناك فحوصات أمنية لهم للتأكد من موقفهم”، موضحا “لا يمكن لأي عوائل أن تدخل عن طريق التهريب، فالحكومة تريد أن تجد حلا لهذه العوائل في قرب الحدود العراقية- السورية، وخاصة العوائل العراقية منها، لكن رفض ممثلي نينوى بكافة المستويات الاجتماعية والسياسية مستمر لهذه الإجراءات الحكومية الساعية الى إعادة هذه العوائل“.

وكانت وزارة الهجرة، قد أكدت لـ”العالم الجديد” في العام الماضي، أن العوائل العائدة من مخيم الهول لم يصنفوا لغاية الآن باتجاه آخر، على اعتبار أن الأجهزة الأمنية هي من تحدد ذلك، وهي لم تحدد لنا هذا الموضوع، واصفة إياهم بأنهم ضحية داعش في مرحلة الاحتلال، وهربوا لمناطق يعتبرونها آمنة، وفي فترة من الزمن تمت إعادة الكثير منهم ودمجهم بالمجتمع، وبقي بعضهم بسبب جائحة كورونا والتأثيرات الأخيرة في سوريا.

إقرأ أيضا