الصابئة المندائيون يحتفلون اليوم بعيد “البرونايا”

يحتفل أبناء الصابئة المندائيون في العراق والعالم، بعيد الخليقة “البرونايا”، بدءا من فجر يوم غد…

يحتفل أبناء الصابئة المندائيون في العراق والعالم، بعيد الخليقة “البرونايا”، بدءا من فجر يوم غد الاثنين، ولغاية 5 أيام، وسط عودة الانفتاح بإجراء الطقوس الدينية بعد تقييدها خلال العامين الماضيين بسبب فيروس كورونا.

ويقول الشيخ ستار الحلو، رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “ديانة الصابئة فيها 4 أعياد، وأهمها عيد الخليقة، لكونه مختصا بعوالم النور العليا”.

ويضيف الحلو، أن “هناك ثلاثة عوالم، أولها عالم النور العلوي المختص بالحي الأزلي (الخالق)، والعالم الوسطي، الخاصة بالمختارين والصالحين، والعالم الأرضي المادي”، موضحا أن “عيد الخليقة، هو عيد خلق عوالم النور العليا والجنات والمساكن الخاصة بالناصورائيين والأنبياء”.

ويتابع “في هذا العيد أفصح الخالق عن ذاته العظيمة بخلقه الملائكة”، مشيرا الى أن “هذا العيد يتكون من خمسة أيام، لا يداخلها ليل ونهار، هي نور في نور، نقيم فيها الصلوات بكل الاوقات وإجراء الطقوس الدينية من تعميد وطقس (القماشي)، وهو مختص بالمتوفين الذي رحلوا عن عالمنا دون الملابس الدينية الخاصة، سواء الرجال والنساء، إضافة الى طقس طعام الغفران للمتوفين ومنح الصدقات للفقراء وتوزيع الثواب”.

وتعد الصابئة من الديانات التوحيدية القديمة، ونبيهم يحيى بن زكريا، ولغتهم هي الآرامية، لغة تعود للقرن العاشر قبل الميلاد، وهي ذات اللغة المستخدمة في كتابهم المقدس “الكنزا ربا”.

ويعد جنوب العراق، موطنا لأبناء الطائفة منذ آلاف السنين، إذ تمركزوا قرب الأنهار والأهوار، لارتباط طقوسهم الدينية بالماء، لكنه اليوم يندر تواجدهم هناك بعد هجرة أغلبهم لموطنهم الأصلي، والاستقرار في بلدان اللجوء أو مناطق أكثر أمنا في إقليم كردستان.

ومن أعياد الصابئة أيضا، عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا، بالإضافة الى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز ويستمر 7 أيام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والأيام، والأخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير، ففيه قام الحي العظيم خلق الازهار والاثمار والطيور والحيوانات، وبالاضافة الى هذا خلق ادم وحواء، وهذا العيد يعتبر بداية نشوء الخلق.

ويعد التعميد، من أهم ركائز الديانة، ويشتمل هذا الطقس على نزول الشخص للماء الجاري، برفقة رجل دين، الذي يتلو آيات من كتابهم المقدس “الكنزا ربا”، ويتم ذلك بملابس بيضاء خاصة تسمى “الرسته”، وهذا الزي الخاص بالتعميد يرتديه النساء والرجال والأطفال.

الى ذلك، يبين المواطن المندائي إحسان الفرج خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذا العيد، يسمى بعيد الخليقة بمعنى أن الله خلق السماوات والأرض بهذه الأيام الخمسة، ومنها مأخوذة كلمة “بنجة”، وهي التسمية الشعبية، بمعنى رقم خمسة، ويسمى باللغة المندائية عيد البرونايا”.

ويؤكد الفرج، أن “هذا العيد سيشهد انفتاحا كبيرا بأداء الطقوس الدينية، وستحضر العوائل بحرية تامة، بعد أن كانت مقيدة في العامين الماضيين بسبب الإجراءات الوقائية جراء تفشي كورونا”.

ويلفت إلى أنه “في هذا العيد، نمارس طقوس التعميد وإعداد طعام الغفران للموتى، وهو من أهم الطقوس الرئيسية في عيد الخليقة اضافة الى الزيارات بين الأهالي”.

وواجه أبناء الطائفة المنداية في العراق بعد 2003، الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد أبرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، أبرزها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى السرقة والاختطاف بشكل مستمر، وهذا الأمر أدى الى هجرة جماعية باتجاه الغرب.

وفي تسعينيات القرن الماضي، تمت ترجمة الكتاب المقدس للديانة من قبل رجال دين، وتحت إشراف الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، الذي أشرف على لغة الكتاب العربية بعد ترجمته.

إقرأ أيضا