ما علاقته بالأزمة الروسية.. هل يفتح القصف الإيراني لأربيل أبواب صراع جديد بالمنطقة؟

​​​​​​​فتحت الضربة الصاروخية الإيرانية لأربيل، أبواب صراع جديد في المنطقة، وفقا لخبراء في الشأن السياسي،…

فتحت الضربة الصاروخية الإيرانية لأربيل، أبواب صراع جديد في المنطقة، وفقا لخبراء في الشأن السياسي، توقعوا تكرارها، وتغيير موازين القوى داخل المنطقة بفعل تأثيرات الأزمة الروسية- الأوكرانية، التي أتاحت تنفيذ أي عمل حربي، بالإضافة لإشارتهم إلى أن هذه الضربة الإيرانية تحمل رسائل سياسية أيضا لبعض الأطراف في العراق.

ويقول المحلل السياسي صلاح الموسوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القصف الإيراني لأربيل، هو حدث كبير ومفاجئ، فإيران لديها أساليب عديدة للتعامل مع هذه الأحداث، ولكن التعامل بهذه الطريقة الحربية تترك رسائل عدة، في مقدمتها ما يتعلق بالمأزق الكبير الذي تتعرض له الجهات المحسوبة عليها“.

ويضيف الموسوي، أن “الموضوع أيضا يمكن اعتباره استنساخا لتجارب عالمية، كالحرب الروسية الأوكرانية، أي الإشارة إلى أنه بالإمكان تنفيذ عمل عسكري وبسهولة في ظل الظروف العالمية الحالية”، متابعا “قد تكون هناك رسائل خاصة تتعلق برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ومواقفه وتأثيراته بالتحالفات السياسية الحالية، ورفضه المرحلة السابقة المعروف عنها بانصياعها للنفوذ الإيراني“.

وينوه الى أن “الانفلات العالمي والضعف الأوروبي، يسمحان بحدوث تغييرات راديكالية في المنطقة، فقد نشهد احتلالات وهجمات وغيرها“.

واستهدفت 14 صاروخا سقطت فجر أمس الأحد، المنطقة المحيطة بالقنصلية الأمريكية في أربيل وطريق منتجع صلاح الدين، وأدت الضربة الى تضرر مبنى قناة كردستان 24 الفضائية.

وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن يوم أمس، بأن المركز الاستراتيجي للتآمر والأعمال الخبيثة للصهاينة تم استهدافه بالصواريخ القوية والدقيقة لـ”حرس الثورة الإسلامية”، وفقا لبيانه، مؤكدا أيضا أن أي تكرار لاعتداءات اسرائيلية سيقابل برد قاس وحاسم ومدمر.

وجاء الرد، بعد أن اتهمت إيران، إسرائيل، بقتل اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني في وقت سابق من هذا الأسبوع في سوريا، لكن السلطات الإسرائيلية لم تعلق على الاتهامات الإيرانية، لكن وسائل إعلام إيرانية عزت قصف أربيل الى سعي الحرس الثوري للرد على قصف إسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية بواسطة طائرة مسيرة انطلقت من أربيل.

يذكر أن محافظ أربيل أوميد خوشناو، بين في تصريح صحفي أن الصواريخ لم تصب أهدافها، وسيكون إقليم كردستان محمياً بلا شك، مؤكدا أنه لا توجد أي مؤسسات أو قواعد سرية تابعة لأي دولة في إقليم كردستان.

وكانت واشنطن قد اعلنت من جهتها أنه لم تقع أضرار أو إصابات في أي منشأة تابعة لها، ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فانه قال “ندين هذا الهجوم الشائن واستعراض العنف هذا“.

أما وزارة الخارجية العراقية، فانها أعلنت عن استدعاء السفير الإيراني ببغداد وابلغته احتجاج الحكومة العراقية، مؤكدة أن مواقف كهذه لن تكون سوى عامِل خرق لمبادئ حُسن الجوار وستلقيّ بظلالها على مشهد المنطقة لتزيده تعقيداً.

فيما دان الاتحاد الأوروبي من جانبه، الهجمات الصاروخية على أربيل.

وبالتزامن مع هذا القصف، تعرضت يوم أمس محافظة دهوك الى قصف تركي عنيف، ليأتي استمرار للعمليات العسكرية والقصف شبه الدائم الذي تنفذه أنقرة في مناطق شمال العراق.

جدير بالذكر، أن روسيا نفذت تدخلا عسكريا في اوكرانيا منذ اوآخر الشهر الماضي، وما زال مستمرا حيث فرضت سيطرتها على أجزاء من اوكرانيا، ما خلق أزمة دولية كبيرة ترتبت عليها آثار سياسية وأمنية واقتصادية، وباتت تهدد الأمن الغذاىي ايضا.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي يونس الكعبي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذا الموضوع خارج الإرادة العراقية، فهو بين الحكومة الإيرانية ومواقع لما يسمى بالموساد في أربيل، وهذا يأتي كجزء من سياسة الردع الإيرانية“.

ويؤكد أن “هذا القصف هو رسالة واضحة بأن إيران لا تريد للعراق أن يكون ساحة لتهديد أمنها القومي، أما رد الحكومة العراقية، فهي لا تمتلك قوة سياسة وعسكرية لردع أي من دول الجوار ومنعها من انتهاك الحدود، فهي لا تملك سوى الاستنكارات“.

وبشأن التوقيت، يشير الى أن “الوضع الدولي هو من يشجع بعض الدول على تصفية حساباتها فيما يخص قضايا النفوذ وغيرها، إذ أن الأزمة الروسية كادت أن تلقي بظلالها على كل العالم ولا ننسى تايوان والصين وغيرها من الأزمات“.

ويردف أن “الحرب الروسية الأوكرانية اذا انتهت لصالح روسيا، بالتاكيد ستتشكل قطبية جديدة محورها روسيا الصين إيران، وهي القوى الصاعدة بالشرق وتريد أن تترك لها بصمة في المنطقة، وبالتالي سنشهد نظاما عالميا جديدا قد يظهر بالأيام المقبلة“.

يشار الى أنه بالتزامن مع الأزمات الدولية، فإن العراق يعيش أزمة سياسية خانقة، أدت الى تعطل تمرير رئاستي الجمهورية والوزراء، بسبب الانقسام الحاصل بين القوى الشيعية حول الكتلة الأكبر، خاصة بعد الإصرار على استبعاد قوى الإطار التنسيقي عن الواجهة، وهي قوى ميولها متجهة نحو إيران.

إقرأ أيضا